غزة-الرسالة نِت
اصطف الناس طابورًا صباحيًا مُعتادًا تحت أشعة الشمس الحارقة في منطقة الشمع بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، من أجلِ الحصول على حصةٍ ضئيلة من المياهِ العادِية.
هؤلاء الذين عطشتهم "إسرائيل" في حرب الإبادة الجماعية، اختارت لهُم الموت قبل أن يروا ظمئهم، حين باغتتهم طائرة إستطلاع بصارخ فتاك، ما أدى إلى ارتقاء 9 شهداء بينهم طفل في سن العاشرة وأصيب 25 آخرين بجروح متفاوتة.
مشاهد الموت المُفزغة.. الدماء على أرغفة الخُبز التي قُتل أصحابها، وعلى جالونات المياه قبل امتلائها، والأشلاء أيضاً يجمعها من نجى بأكياسٍ بلاستيكية.
نُقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى المعمداني المُنهار طبياً بفعل الحصار "الإسرائيلي"، حيث لم يتمكن الأطباء من إنقاذ 3 مصابين من أصحاب الجروحِ الخطيرة نتيجة شح كل المقومات الطبية.
وعلى بلاط أحد المظلات في "المعمداني"، رص الأهالي جثامين الشهداء بعد تكفينهم، وكان المُفجعين بفلاذات أكبادهم يتواردون تباعًا لتوديعهم.
حينها سابق أبو إبراهيم الزمن من أجل تويعِ نجله، حين صرخ بحرقة أنا الي أيقظته لتعبئة المياه، "أنا السبب يابا".
يقول أبو إبراهيم للرسالة، إنه "لم يجد ماءً ليغسل وجهه في الصباح، واضطر لإيقاظ بكره من النوم من أجل الوقوف على طابور الياه، ليوفرها له، ثم ذهب إلى عيادة البندر ليبحث على علاجٍ لمرضه المزمن منعته أيضا "إسرائيل".
ويضيف الستيني وقلبه يعتصر ألمًا، "أودعته لله، وأتمنى أن يلحقني الله به شيهدا، "مش خسارة في ربه ولا في فلسطين".
أما أم هيثم، التي قالت إنها تعيش بين الركام من أجل أن تبقى بين أبنهائها، فكانت دموعها تُخضب خديها، حين قتلت (إسرائيل) نجليها اللذان فتحا مصدرا بسيطا للرزق من خلال بيع الخبز.
وتضيف أم هيثم: "أن نجليها، كانا يبيعان الخبز والقليل من "القسماط"، حيث تحملا مسؤولية مصروف الدار بعد أن استشهد والدهم في يناير الماضي بغارة "إسرائيلية".
وتوضح الملكومة، أن نجلها الذي حقق نجاحا مبهرا في التوجيهي فرح مع والده، والتحق به شهيدا، وتصرخ: كنت "أنيمه بحضني".
أما أم أحد الأطفال الشهداء، كانت تصرخ والنساء يواسينها "قتله الجيش المجرم بعد بحثه عن شربة ماء.
وتقول؛ هذا الشهيد الثاني الذي أودعه، بعد ارتقاء نجلي الأكبر في نفس المنطقة وبقذيفة "إسرائيلية".