حرب غزة تتسبب بشروخ (إسرائيلية) غير مسبوقة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

خاص/ الرسالة نت

لم تكن الخلافات والانقسامات التي يشهدها الشارع السياسي الإسرائيلي لتظهر،  لولا الحرب على قطاع غزة والفشل الذي مني به الاحتلال الاسرائيلي في تنفيذ مخططاته ضد المقاومة الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني في القطاع.

فمن تخيل أن تصل الخلافات الإسرائيلية إلى أن يتبادل رئيس الوزراء ووزير الحرب ووزير الأمن ومسؤول الشاباك الإسرائيلي ومصلحة السجون جميعهم يختلفون على أمر إفراج واحد لطبيب فلسطيني من غزة.

فـ(إسرائيل) التي تداعت على قلب رجل واحد يوم السابع من أكتوبر للرد على الهزيمة التي منيت بها على يد المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى التي أهدرت فيها كتائب القسام ومعها فصائل المقاومة الكرامة الإسرائيلية في التراب.

اليوم الأطراف الإسرائيلية نفسها التي اجتمعت يوم السابع من أكتوبر للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتهجير أهل غزة اليوم الأطراف نفسها تتعمق بينها الخلافات والانقسامات وتبادل الاتهامات دون مخرج للشرخ السياسي الإسرائيلي غير المسبوق والذي لم تشهد دولة الاحتلال منذ أن تأسست على أرض فلسطين.

ما سبق تدلل عليه الوقائع والتصريحات  والتراشق الإعلامي الذي تغص به وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي للمسؤولين الإسرائيليين على مدار الأسابيع الماضية إلى أن وصل إلى حده الأقصى إثر قضية الافراج عن الطبيب الفلسطيني محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي.

ويدور السؤال في (إسرائيل) حول من الذي أخذ القرار الافراج عن أبو سلمية ليفتح النار بين المسؤولين الإسرائيليين عن أسباب الهزيمة وأسباب الفشل ومن المسؤول عن وصول هذه الأوضاع في الشارع الاسرائيلي إلى هذا الحد، وعدم قدرتها على مواجهة المقاومة الفلسطينية بعد ما يقارب تسعة أشهر من الحرب.

فلم تمر على (إسرائيل) أزمة سياسية بهذا الخطر الذي يهدد وجود الحكومة الإسرائيلية والائتلاف الحكومي وأجهزة الدولة الرسمية في ظل اشتداد المواجهة ما بين المسؤولين والوزراء الإسرائيليين وقاده الأمن وقادة الجيش في ظل الهرب من المسؤولية عما حصل يوم السابع من أكتوبر وما تبعه من فشل صريح وواضح في إدارة المعركة في مواجهة المقاومة التي لا تزال تملك عافيتها التي تمنحها تمنحها القدرة على التصدي لتوغلات الاحتلال وعدوانه على شعبنا في قطاع غزة.

فلو أن المقاومة الفلسطينية قد وضعت هدفا لها في هذه الحرب لإشعال المواجهة بين المسؤولين الإسرائيليين ووضع الشروخ والانقسامات في الشارع الإسرائيلي وقد نجحت هذه الحرب في ذلك لكفتها كإنجاز استراتيجي، فستترك هذه الانقسامات أثاراً اجتماعية وسياسية وأمنية وعسكرية على (إسرائيل) لن يتمكن أي مسؤول ولا قائد إسرائيلي فيما بعد أن يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه ويزيل آثار هذه الانقسامات.

ما سبق دفع بعض المفكرين الإسرائيليين وأصحاب الرأي إلى نقاش مفاده أن (إسرائيل) باتت على حافة الهاوية وأنها تواجه خطرا وجوديا حتى أن القادة العسكريون القدامى والحاليين أيدوا هؤلاء المفكرين أن (إسرائيل) تخوض حربا لم تخوضا منذ النكبة عام 1948 بمثل هذه الخطورة الوجودية.

ولا أدل على الفشل الإسرائيلي الذريع من قفز بيني غانتس وايزنكوت من مجلس الحرب الإسرائيلي وترك نتنياهو في وحل غزة.

فكما اختلفت (إسرائيل) على تحمل مسؤولية الإفراج عن الطبيب أبو سلمية فإن هذا يمثل نموذجا صغيرا على تبادل الاتهامات والتهرب من تحمل المسؤولية عن حجم الفشل الذريع الذي منيت فيه الأذرع السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية منذ صبيحة يوم السابع من أكتوبر في مواجهة المقاومة يوم عمليه طوفان الأقصى، ومرورا بكل هذه الأسابيع الطويلة والثقيلة على (إسرائيل) في مواجهة جبهات المقاومة في غزة ولبنان واليمن والعراق وإيران ضمن محور المقاومة الذي أظهر ضعف وفشل (إسرائيل) الاستراتيجي في مواجهته.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من سياسي

البث المباشر