قائمة الموقع

مبادرة يوسف وعمرو.. محاولة لإعادة الحياة الزراعية إلى شمال غزة

2024-07-03T14:27:00+03:00
مبادرة يوسف وعمرو.. محاولة لإعادة الحياة الزراعية إلى شمال غزة
الرسالة نت- رشا فرحات

لعل أحوج ما يبحث عنه شمال غزة الآن في ظل هذا التجويع، هو مبادرة زراعية تخرج من الأرض ما تبقى فيها من خير وتعيد الأمل لأصحابها، وتتحدى مؤامرة التجويع التي فرضها الاحتلال على غزة وشمالها.

مبادرة المهندس يوسف أبو ربيع وشقيقه فعلت ذلك، وبدأت بزراعة الأراضي شمال قطاع غزة بعد انسحاب الجيش منها ورغم خطورة عودته، إلا أن الإصرار والحاجة دفعتا الشاب العشريني للبدء فورا ببعض البذور التي كانت متواجدة لديه، أو أخرى التقطها من تحت أنقاض بعض البيوت، بل واستعان ببذور الفلفل بعد جفاف ثمارها، ونثرها في الأرض الخيرة لتنبت بعد أشهر بسيطة.

نزحت عائلة يوسف كغيرها من العائلات التي تعيش في أقصى الشمال إلى مناطق غرب غزة، وبعد انسحاب جرافات الاحتلال صدموا بعد عودتهم ببيت مدمر وأرض قد اقتلعت كل ورقة خضراء فيها وشجر، وكان المشهد يوحي بفقدان الأمل من تأهيل الأرض وزراعتها وخاصة أن الحرب لم تنته بعد ليفعلوا ذلك.

ولكن الحاجة كما يقول يوسف والجوع الذي جربوه أهالي غزة والشمال لتسعة أشهر، هما الدافع لإيجاد حلول مهما كانت مستحيلة ثم تحويلها إلى حقيقة.

بدأ يوسف وشقيقه باستصلاح جزء من الأرض وزرع اليقطين والكوسا وبعض الخضراوات التي توفرت بذورها لديهم، ومن جانب آخر تحضير شتلات من هذه البذور لتوفيرها لجيرانهم من المزارعين للبدء بإحياء الأرض من جديد.


 

"قررنا أن نزرع مساحة 150 دونما"، هكذا امتد حلم يوسف، مردفًا: "زرعنا الملوخية والكوسا والخيار، وأطلقنا مناشدات لمن يمتلك بذور بأن يزودنا بها، كان المزارع هو هدفنا الأول، وعيوننا على الحصاد، وكانت العائلات هي هدفنا، أن تزرع العائلة شيئا يسد جوعها بعد أشهر فهو شيء جيد".

وأضاف: "نحاول أن نعد مشتل بسيط للخضراوت، عملية تبذير من المحاصيل السابقة، ونبحث عن محاصيل أخرى مستوردة وهي غير موجودة الآن ، ونحن بإذن الله سنتحدى الواقع قدر المستطاع".

لطالما كان يوسف وشقيقه عمرو ملهمين ويحلمان بتطوير ثقافة الزراعة المائية في غزة، واستمر في تطوير نفسه بمساعدة شقيقه، حتى جاءت الحرب لتدمر كل شيء، البيت والمنزل والدفيئات الزراعية، ولكنها أيضا فرضت حربا من الجوع جعلت محاولات العودة إلى الزراعة هي الطريقة الوحيدة لتأمين شيء من الطعام، ويتوقع المزارعون أن تثمر أشتالهم خلال فترة الثلاثة أشهر .

وهكذا اجتمع يوسف بعدد من المزارعين، واتفقوا على ضرورة إنتاج الخضار مهما كان الثمن. وأطلقوا مبادرة زراعية لتوزيع البذور والشتلات على الناس، ليزرعوا في بيوتهم أو مراكز الإيواء، معتمدين على أنفسهم في توفير مصدر غذاء، دون انتظار المساعدات الغذائية  التي تدخل بمزاجية الاحتلال.

كما وخرجت مبادرات أخرى في شرق خان يونس بعد عودة المزارعين إلى مناطقهم، ولكن حلم زراعة أراضيهم قد بدد مع التهديد بالاجتياح الثاني قبل أيام للمناطق الزراعية في شرق خان يونس وتهجير المزارعين منها مرة أخرى.

رئيس شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، يقول: إن إحصاء حجم الخسائر الزراعية صعب في ظل الأوضاع ونعتمد على تقارير الأمم المتحدة التي تقول إن الخسائر فاقت 60% وهذا رقم أولي، أعتقد أن الأضرار فاقت ذلك بكثير، فالإنتاج صعب ويمنع الاحتلال دخول مقومات الزراعة بالإضافة الى تجريفه معظم الأراضي الزراعية.

ويلفت الشوا إلى، أن شبكات الري وآبار المياه مدمرة وما وفرناه على مدار سنوات من مولدات الطاقة وضخ المياه قد دمرها الاحتلال.

وحسب تقارير المركز الفلسطيني للإحصاء، تقدر الخسائر اليومية المباشرة في الإنتاج الزراعي حوالي 1.6 مليون دولار أمريكي نتيجة توقف عجلة الإنتاج، وتتضاعف قيمة الخسائر عند احتساب الدمار في قيمة الأصول والممتلكات الزراعية وتجريف المساحات الزراعية والذي سيضاعف قيمة الخسائر الكلية.

كما و تشير تقديرات مختلفة صادرة عن قطاع غزة حول القطاع الزراعي إلى أن إجمالي الخسائر الزراعية قد يتعدى 180 مليون دولار في ظل إتلاف الاحتلال خلال عدوانه الأخير لآلاف الأشجار وتجريف العديد من المساحات والممتلكات الزراعية.

اخبار ذات صلة