الضفة المحتلة- خاص الرسالة نت
تمثل مناطق ج العقبة الكأداء في وجه الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة، منذ صنفّت الضفة في اتفاقية غزة – إريحا، لثلاثة أصناف كان أكبرها تلك المنطقة التي تستحوذ على 60% من مساحة الضفة، وتخضع أمنيا ومدنيا لسيطرة الاحتلال.
وزير مالية الاحتلال وأحد أركان حكومة بينامين نتنياهو الوزير المتطرف بلتسئيل سموتريتش، الناشط الفاعل في جماعات الاستيطان، طرح مؤخرا خطة تقضي بشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة؛ ليخفي معالم جريمة نفذها بشكل عملي خلال الأشهر الأخيرة استولى بموجبها على 40% من مناطق ج.
واعترف سموتريتش في وقت سابق، بناء حكومته لـ15 مستوطنة جديدة في الضفة، وإنشاء 21 ألف وحدة بناء جديدة، وعن مصادرة 26 ألف دونم، وصرف 7 مليار شيقل على شق طرق جديدة للمستوطنات، وتحويل منطقة ب في صحراء القدس لتنفيذ عمليات هدم.
بشار قريوتي الناشط في مجال الاستيطان، يبين صدور عشرات المخططات في الأشهر الأخيرة، تقضي بمنع الفلسطينيين الوصول لأراضيهم الواقعة قرب المستوطنات أو بين البؤر الاستيطانية؛ التي تصنف بمناطق جيم، وأقامت عليها سواتر ترابية وبوابات مغلقة، وتركت للعصابات تدمير الأشجار والممتلكات.
هذه المناطق بحسب قريوتي تمثل 40% من مناطق ج، وهي أيضا ترافقت مع شرعنة بناء طرق تربط التكتلات الاستيطانية الكبرى، في محاولة لضمها معا ضمن القانون العسكري الإسرائيلي الرامي لضم الضفة مع القدس تحت ما يسمى بسيادة (إسرائيل).
وهنا يوضح قريوتي بأنّ هذه المخططات إلى جانب التكتلات السابقة تمثل ثلثي مساحة الضفة المحتلة، "البقية يصل اليها الفلسطينيون بصعوبة بالغة وفي إجراءات قاسية للغاية".
ويرى أنّ هذا يعني من الناحية العملية الغاء اتفاقية أوسلو ومصادرة تصنيف ج بشكل كامل، والسيطرة على مداخل ب، وهي تعني تجاوز منطقة السيطرة على بقية المساحة في الضفة.
بؤر استيطانية!
الناشط في مجال الاستيطان سهيل خليلة، أوضح أن 260 بؤرة استيطانية شرعنها الاحتلال بشكل سري خلال الفترات الماضية، وبشكل تدريجي "5 مستوطنات بشكل شهري تقريبا"، بقي منها 70 بؤرة يريد سموتريتش شرعنتها في هذه المرحلة.
الهدف وفق خليلية محاولة شرعنة وقوننة البؤر القانونية، لمنحها ميزانيات تتيح لها فرصة انشاء مخططات هيكيلية وفتح الطرق، لافتا لتعيين سموتريتش لنائب له في الهيئة المدنية لمساعدته في شرعنة إجراءات البناء، ومواجهة أي بناء فلسطيني في المناطق المصنفة بـ(ج).
وأوضح أنّ هذه الشرعنة يعني من الناحية العملية تعزيز السيطرة على مناطق ج بشكل كامل.
صلاح الخواجا الناشط في المجال الاستيطاني، قال إنّ المخططات الهيكلية لسموتريتش، تستهدف بشكل أساسي السيطرة على 2452 موقعا أثريا فلسطينيا، واعتبارها مناطق توراتية، وقوننة البؤر الاستيطانية، وإقرار موازناتها؛ لتوفير بنية تحتية كاملة لها وتسوية أوضاع ما يقترب من 63 بؤرة.
وبين أنّ هذه الخطة تأتي في سياق توزيع الأدوار بين الجيش والإدارة المدنية وتوسيع صلاحيات الأخيرة، وتثبيت وارضاء اليمين المتطرف، وتعزيز رواية المستوطنين بأن هذه الأرض ليست أراضي متنازع عليها.
وحذر من أن الهدف النهائي لهذه الخطة استكمال مخطط 2030، الذي يعني دولة مليون مستوطن في الضفة دون القدس.
وطالب باستراتيجية حماية لمناطق ج، وتقديم كل المساعدات والدعم عبر خطة طوارئ وطنية تتكامل فيها الجهود الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، والهيئات الدولية والفاعلين الوطنيين.