تتراكم إخفاقات نتنياهو كثيرا في الآونة الأخيرة بعد أن كسر خطوطا حمراء ترتد سلباً على وجود وبقاء وقوة الردع لدى "إسرائيل" في المنطقة والعالم إذا لم ينجح فيها، ورغم امتلاكه الأسلحة والوقت والتحالفات والدعم والغطاء الأمريكي والصمت العربي؛ إلا أنه في العام ٢٠٢٤ يزداد هزيمة ونكسة أمام حماس، فها هي بعض محطات الحظ السيء له:
١٩٩٦ تم انتخابه رئيسا للوزراء فكانت موجة عمليات تفجير الباصات في داخل "إسرائيل" تأخذ منحى كبيرا ما أدى لخسارته في انتخابات عام ١٩٩٩.
١٩٩٧ قرر مع طاقمه الأمني اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في الأردن لسحق الحركة ووقف عملياتها الكبيرة، ففشلت العملية وهزت سمعة الموساد والعلاقات الدولية وتحقق لحماس تحرير مؤسسها المحكوم بالمؤبد من السجون الإسرائيلية مع ٥٠ أسيرا، بالإضافة إلى ارتفاع رصيد الحركة شعبيا ودوليا.
٢٠٠٩ حظ نتنياهو سيء في كسر حماس، حيث كانت تسيطر على قطاع غزة فلم يستطع إعادة الجندي "جلعاد شاليط" عبر عمليات أمنية معقدة، كما أن الحركة صمدت في وجه الحصار الخانق وعززت الأنفاق التجارية الكبيرة مع مصر من خلال رفح وأفشلت الحصار من تحت الأرض.
٢٠١١ أرغم نتنياهو على إبرام صفقة تبادل الأسرى والتي كانت في رصيد حماس على كل الصعد، وكسرت من خلالها لاءات "إسرائيل" التي كانت تعززها دائما بمنع التبادل ومنع الإفراج عن من تسميهم "ملطخة أيديهم بالدماء" وأسرى عرب وأسرى القدس والداخل، حيث شملت الصفقة كل هذه الشرائح والجغرافيا والوزن وبالتالي كانت تاريخية.
٢٠١٢ حظ نتنياهو سيء حيث قرر سحق حماس في غزة فقام بعملية اغتيال لأحد قادتها العسكريين البارزين أحمد الجعبري لمنع تطور الحركة، فكانت الصدمة بأنها المرة الأولى التي تقصف فيها تل أبيب والقدس وكذلك تفجير حافلة في تل أبيب عن بعد من رام الله، فكانت فشلا أمنيا ومعنويا مزدوجا بامتياز.
٢٠١٤ حظ سيء مزدوج آخر وقع فيه نتنياهو في الضفة وغزة، حيث وعد بإعادة ثلاثة جنود اختطفتهم حماس في الخليل فاستمر البحث ١٨ يوما ليتم العثور على جثثهم قتلى، ثم أحرق مستوطنون في القدس الطفل محمد أبو خضير لتندلع حرب مع غزة استمرت ٥١ يوما انتهت بأسر عدد من الجنود والضباط فيما بات يعرف بصندوق حماس الأسود، بالإضافة إلى خسارة فادحة في الجنود في المحاولة البرية التي فشلت.
* ٢٠١٥ كان حظ نتنياهو سيء بعد إحراق المستوطنين لعائلة دوابشة في دوما حيث نفذت القسام في "ايتمار" أول عملية إطلاق نار بعد فترة طويلة من الانقطاع، ما فتح الباب على جولة جديدة واسعة امتدت للعام ٢٠١٧ ووصلت للقدس وتل أبيب.
* ٢٠١٩ حظ سيء جديد لنتنياهو مع حماس حيث اكتشف القسام وحدة "سيرت متكال" في غزة وقتل وأصيب عدد كبير من أفرادها بمن فيهم قائدها والسيطرة على معداتها وملفاتها والتي باتت تعرف بكنز المعلومات لدى حماس.
٢٠٢١ حظ سيء جديد لنتيناهو حيث استطاعت حماس التحكم في القدس ومجريات مسيرة الأعلام، وإعطاء مهلة لوقف اقتحام المسجد الأقصى والتي أطلقت فيها عملية عسكرية واسعة تخللها إطلاق صواريخ وعمليات خلف الخطوط وغيرها، والبارز في هذه الجولة كانت فكرة الجبهات التي تأسست واشتعلت الضفة والداخل والقدس وجبهة لبنان والجولان، وهذا اعتبرته أوساط أمنية إسرائيلية الصفعة الأكبر والتي أسست لمرحلة جديدة بجغرافيا المواجهة، وانتهت بدخول عشرات آلاف الفلسطينيين للأقصى بالتكبيرات وابتعاد الجنود عن طريقهم.
٢٠٢٣ حظ سيء جديد لنتنياهو؛ حيث انتشرت في الضفة الغربية فكرة عرين الأسود والكتيبة والمجموعات المسلحة، وبروز لافت لأريحا في مشهد المواجهة والتي كانت تعتبر المنطقة الميتة أمنيا.
٢٠٢٣ كان حظ نتنياهو الأسوأ على الإطلاق.. حيث عملية طوفان الأقصى باقتحام الغلاف وفرقة غزة وأسر عشرات الجنود والضباط ونشوء حرب ما زالت في ظل تصاعد الاحتجاجات في الداخل الإسرائيلي بضرورة تنحي نتنياهو وإعادة الأسرى.. وما زال المشهد مفتوحا والحظ يسوء أكثر.
٢٠٢٤ جعله نتنياهو عام العزلة لإسرائيل وقطع العلاقات والحصار البحري والهجوم الجوي ومحكمة العدل، فبدل أن يسحق حماس جلب لعنة الإبادة الجماعية لإسرائيل التي حاولت أن تصبح دولة وتمسح تاريخها الأسود في التأسيس.
٢٠٢٤ بات نتنياهو ينتظر مذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية ويواجه عشرات الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية.
ختاما… حولت حماس نتنياهو لكلمة سر اللعنة التي يخافها قادة الصهيونية في عقد دولتهم الثامن، وما زال يحصد حظا سيئا في كل مواجهة مع حماس، في ظل سجل طويل من الإخفاق في أروقة الأمن ما زالت تحت بند "منع من النشر" لسريته وحساسية كشفه.