هل تذكرون معاذ عمارنة؛ الصحافي الفلسطيني الذي سرق الاحتلال عينه، برصاصة أطلقت عليه خلال تغطيته للمواجهات التي اندلعت قبل سنوات في قرية صوريف شمال الخليل، احتجاجًا على سياسة الاحتلال في مصادرة الأراضي رغم أنه كان يرتدي درعه الصحافي.
بالأمس جلس أبناؤه الثلاثة تقودهم ابنته الكبرى ميس الريم أمام باب الظاهرية المؤدية لمعتقل سجن النقب، وهم يحملون بأيديهم عينه الصناعية ويغلفونها بعلبة حمراء لتقديمها له فور خروجه من المعتقل.
خرج معاذ وقد فقد نصف وزنه رافعا يديه إلى السماء رافضا أن يحتضنه أحد أحبته وأقاربه، لأنه مصاب بمرض جلدي لا يعرف ما هو قائلا :" محدش يقرب منا بنعرفش ايش معنا ".
يقول: "الأمراض منتشرة جدا بين الأسرى ولا يوجد علاج؛ قيح وصديد يملأ جلودهم؛ لا ينامون ليلا ولا نهارا من الألم".
لا يقدم السجان أي علاج للمرضى إلا إذا وصلت حالتهم إلى درجة متقدمة وخطيرة حسب قول عمارنة، الذي يعاني من مرض السكر المزمن وقد أثر على وزنه في ظل انعدام الطعام والعلاج.
وفي بيان سابق لنادي الأسير الفلسطيني، أشار إلى أن “عمارنة” واجه ظروفا صحية صعبة في سجن النقب، جراء الإعتداءات الاسرائيلية الممنهجة والمتزايدة على المعتقلين منذ السابع من أكتوبر .
وبلغ عدد المعتقلين من الصحفيين بعد السابع من أكتوبر 88 صحفياً، تبقى منهم رهن الاعتقال 52، منهم 6 صحفيات، و15 صحفيًا من غزة، وفق إحصائيات مؤسسات الأسرى.