قال المؤرخ الفلسطيني والخبير في القانون الدولي د. سلمان أبو ستة، إن إصرار الشعب الفلسطيني التمسك في ارضه شمال وجنوب القطاع، ورفضه الرحيل رغم ما يتعرض له من أحزمة نارية وحرب إبادة غير مسبوقة، تثبت بأن تكرار الهجرة في غاية المستحيل.
وأكدّ أبو ستة أن الشعب الفلسطيني اليوم يثبت بأنه جيل العودة والتحرير قولا وفعلا، و"هذه خيم النزوح ولن تكون خيم التهجير، والعودة هي الهدف الأسمى لهذا الشعب وليس النزوح من هذه الأرض".
وأوضح أبو ستة أن الشعب الفلسطيني فهم الدرس مرة وللابد، مضيفا: "هجّر من أرضه مرة تحت أكاذيب العودة بعد يومين، لكنّه اليوم يفضل مواجهة أصناف الموت والقتل على أن يهاجر للمرة الثانية وينتكب في أرضه".
وشددّ على أن هذا العدوان كشف خوار وضعف انهيار المنظومة الإسرائيلية وحتمية قدوم الانهيار الثالث، الذي يتحدث عنه قادة الاحتلال.
وبين أن هذا الكيان انهار أخلاقيا وقيميا وسياسيا وأيضا عسكريا في نظر العالم أجمع، "كان يمكنه اجتياح العالم العربي في غضون ساعات كما كان يفتخر في النكبة والنكسة، لكنه اليوم 9 أشهر لا يستطيع أن يحسم معركة في بضع كيلو مترات في القطاع".
وأضاف "هذا كله يثبت بأن الاحتلال يعاني من مرحلة الشيخوخة التي تصيبه دائما في لعنة العقد الثامن، وهي اللعنة التي تلاصق الفكر السياسي، مستشهدا بتصريحات نتنياهو الذي قال فيها "كل ما أريده أن أطيل أمد إسرائيل للعقد العاشر".
وعلق بالقول: "هم يؤكدون حتمية زوال مشروعهم عن هذه الأرض، هم لديهم اليقين الحتمي بأن بقاء وجودهم ليس امرًا ممكنا، ولهذا هم يتحدثون عن أمنيات إطالة هذا الأمد وليس البقاء الحتمي".
وختم بالقول: "ما يجري شمال وجنوب القطاع؛ يثبت بأن إسرائيل لم تعد قادرة على تهجير شعبنا، وأن مشروع الهجرة حسم وللأبد".