قال القانوني الدولي الخبير د. أنيس قاسم، إنّ المقاومة أفشلت أخطر مشروع للتهجير في القرن الحديث، كان يستهدف ترحيل وتهجير سكان القطاع، واستكماله بتهجير عدد كبير من فلسطينيي الضفة والداخل المحتل.
وأكدّ قاسم لـ(الرسالة نت)، بأن هذه المشاريع فشلت أمام صمود أهل غزة؛ الذي أثبت عجز الاحتلال عن تنفيذ مشاريعه في تهجير الفلسطينيين، وإقامة حكم ذاتي عميل تابع له في بعض المناطق المحدودة التي يبقيها تحت سيطرته الأمنية.
وأوضح أن ما يقوم به الاحتلال في الشمال والجنوب بالقطاع، تعبير فاضح عن عجزه في تنفيذ أوهامه بتهجير سكان القطاع، ذاك المخطط الذي حاول تنفيذه على مدار الأشهر التسعة.
وذكر قاسم بأن الآلاف من النازحين الفلسطينيين في الجنوب حاولوا العودة إلى المناطق الشمالية، ولم ينزح فلسطيني واحد من رفح تجاه منطقة الحدود أو المعبر؛ الجميع اتجه شمالا، هذا كله يؤكد بأن الشعب الفلسطيني بأسره لديه وعي كامل حول رفضه للهجرة واصراره على افشالها.
وأضاف :"إسرائيل تدرك هذه الخيبة جيدا، رغم ما أخذته من أضواء خضراء من واشنطن ودول غربية بل وتواطؤ دول عربية، لا تمانع أساسا في تنفيذ مخطط الهجرة".
وأكدّ أنّ هذه المخططات فشلت بيد المقاومة التي تحقق اسطورة في الصمود على مدار الحروب العربية مع الكيان، "وفشلت بصمود شعبنا الذي شكل حاضنة أمينة لهذه المقاومة، واثبت أنه متقدم جدا في وعيه تجاه مخاطر الاحتلال وجرائمه".
وأشار إلى أن معركة طوفان الأقصى، بعثت أملا حقيقيا لدى شعبنا في العودة لدياره التي هجّر منها، بعدما نجح في تحقيق صمود أفشل كل الآلة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.
وتابع: "لم يغادر الفلسطينيون منطقة الشمال بمحض ارادتهم، ورغم التجويع والقتل والابادة؛ إلّا أنهم يفضلون ذلك كله على النزوح لمنطقة أخرى داخل القطاع، فكيف لو كان بخارجه؟!"