قال قيادات فلسطيينة بالداخل المحتل، إن المقاومة في غزة اسقطت مشروع التهجير في الوطن بأسره وليس فقط في القطاع، وأنّ غزة بصمودها، حالت دون تنفيذ مخططات على الطاولة كانت ولا تزال تستهدف تهجير فلسطينيي الداخل.
وقال محمد أبو شريقي عضو بلدية اللد لـ(الرسالة نت)، إن (الإسرائيليين) حسموا ديمغرافيا عديد المناطق والاحياء فيما يسمى بالمدن الساحلية المختلطة، وهجروا وشردوا الآلاف من الفلسطينيين بعد مصادرة آلاف الدونمات، تحت زعم إقامة مشاريع عامة.
وأوضح أبو شريقي لـ"الرسالة نت" أنّ هذه المشاريع تحولت عمليا إلى مناطق سكنية للمستوطنين الذين تم استجلابهم من شمال الضفة المحتلة.
وذكر أبو شريقي أن ّ هذه المشاريع من الناحية العملية هودّت أحياء عربية، وجعلت الغلبة الديمغرافية لليهود على العرب الذين يقطنون تلك المناطق، وحشرتهم في مناطق وكانتونات صغيرة ومحاصرة من العصابات اليمينية المتطرفة.
كما أقام الاحتلال مناطق استيطانية للحريديم المعروفين بتطرفهم في تلك المناطق، مضيفا :"مخطط تهجير الداخل لم يتوقف للحظة، وهم في قلب الاستراتيجية (الإسرائيلية) للترحيل واستكمال ما يسمى بحرب الاستقلال التي تعني عدم وجود أي فلسطيني في الداخل".
وتابع: "هذا المشروع لا تخفيه حكومة نتنياهو ويعبر عنها ايتمار بن غفير المسمى بوزير الامن القومي، وهو اليوم يقف على رأس تنفيذ هذه المشاريع، إلى جانب وزير مالية الكيان بيتسائل سموتريتش، الذي يضخ ملايين الدولارات في مشاريعه الاستيطانية لرسم هذه الكانتونات وقوننتها وشرعنتها".
وأكدّ أن ما يحدث في غزة من افشال مخطط التهجير، ألقى بظلاله على سكان الداخل المحتل، ودفع العديد منهم لرفض مغادرة مناطقه، كما أنهّ اثبت للمؤسسة (الإسرائيلية) أن تهجير الفلسطينيين وترحيلهم عبثا ولا يمكن له النجاح مهما استخدمت من قوة مفرطة.
ليست غزة فقط
من جهته، قال رئيس المبادرة العربية الدرزية غالب سيف، إنّ مخطط التهجير لم يستثني طائفة، بما في ذلك الدرزية التي ينخرط بعض أبنائها في الجيش، "هؤلاء يتلقون بعض المعاشات التي لا تغنيهم من جوع، ولم تمنع المؤسسة (الإسرائيلية) من مصادرة أراضيهم".
وأضاف سيف لـ"الرسالة نت":"صحيح أن الطائفة لم تستهدف في تدمير منازلها كما بقية أبناء الشعب الفلسطيني، لكن هناك عشرات الآلاف من الدونمات صودرت بمزاعم شتى، منها أملاك الغائبين ومنها إقامة مشاريع عامة وتحت نظر وعين أبناء الطائفة جميعا".
كما أن (إسرائيل) منعت ولا تزال تمنع أي عملية بناء أي طابق سكني؛ إلّا عبر الحصول على ترخيص ما تسمى بوزارة البناء التي تمنع صدورها في الغالب، ومنعتها حتى لشخصيات قتلت أثناء مشاركتها جيش الاحتلال في عمليات عسكرية بغزة من بينهم محمود خير الدين الذي قتل في خانيونس ضمن وحدة متكال.
وذكر أنّ مشروع المصادرة والتضييق والخنق ومنع أبناء الطائفة من العمل بحرية باستثناء التجنيد المغلف ببعض الاغراءات المالية على صعيد الرواتب؛ هذا كله يهدف لتهجير الفلسطينيين بشتى طوائفهم، " و(إسرائيل) تقول بأعلى صوتها لا يوجد أي أحد على هذه الأرض دون اليهود".
وأكدّ أن صمود غزة وجه رسالة لكل الفلسطينيين الرافضين لهذا الاحتلال، "أنتم قادرون على افشال مخطط التهجير الذي لم ولن يكن ليستهدف غزة وحدها، بل كل المناطق الفلسطينية وفي مقدمتها الداخل المحتل".
توقفت ثم استؤنفت
من جهته، قال رئيس مجلس قرى النقب غير المعترف بها عطية الأعسم، إنّ إسرائيل أوقفت عمليات الهدم لمدة شهر فقط وهو أكتوبر الماضي، ثم عادت واستأنفت عمليات التدمير والتهجير في النقب.
وأضاف الأعسم لـ"الرسالة نت" إسرائيل حاولت عبثا القول بإن حربها فقط مع غزة؛ لكنّها عادت لاستئناف طبيعتها العدوانية في تهجير الشعب الفلسطيني.
وأكدّ أن حرب الإبادة كانت تستهدف في الأساس ترهيب الفلسطينيين في المناطق الأخرى والقول لهم بأن أي فعل يواجه الاحتلال سيباد، "لكن صمود الفلسطينيين في القطاع وثباتهم ورفض تحركهم وانتقالهم من أرضهم، وجه رسالة قوية للجميع بالتمسك في الأرض والبقاء فيها مهما كان الثمن".
وأوضح أن ما تقوم به إسرائيل يمثل عدوانا صارخا يستهدف الشعب الفلسطيني، "الذي يثبت اليوم في غزة بأنه متقدم جدا في مواجهة مشروع النكبة الثانية".