قائد الطوفان قائد الطوفان

صمودك يفشل مخططاته

خاص| نازحون لسكان الشمال.. البوابات الآمنة فخ (إسرائيلي)

الرسالة نت

المحافظة الوسطى- خاص الرسالة نت 

يستمر الاحتلال (الإسرائيلي) في حرب الإبادة على غزة للشهر العاشر، ارتكب خلالها مجازر بشعة بحق المدنيين ودمر أحياء بأكملها، ويستخدم سياسة القتل والحرمان من الدواء والطعام والشراب على الفلسطينيين بشمال غزة لإجبارهم على الذهاب إلى مناطق جنوب القطاع. 

فالمناطق الجنوبية لقطاع غزة، التي زعم الاحتلال إنها أمنة دمر أكثر من نصف محافظاتها وشرد أهلها أكثر من مرة، وارتكب بها مجازر بشعة طالت النازحين من الشمال وأصحابها الذين قطع عنهم الماء ومنع دخول الدواء لهم.

ناهيك أيضًا عن الأوضاء المأساوية والكارثية التي يعاني منها النازحون في المناطق الجنوبية، سواء بالتنقل بين المحافظات التي يجتاحها جيش الاحتلال، والعيش في مخيمات مكتظة، داخل الخيام التي لا تقي حرًا ولا بردًا. 

 

خدعة "البوابات الآمنة"

المناطق الجنوبية لمدينة غزة تشهد توغلًا بريًا من جيش الاحتلال الذي طلب بإخلاء المدينة عبر خدعة "الممرات الآمنة" التي روجها في موجة النزوح الأولى، ولا يزال يعاني خلالها النازحون من ويلات العيش في الخيام بعيدا عن بيوتهم فضلا عن استهدافهم.

أبو عبد الرحمن قرموط، عبر عن رأيه لـ"الرسالة" قائلًا إن "الاحتلال نصب فخًا للكثير الفلسطينيين الذي نزحوا للجنوب من خلال البوابات الآمنة على شارعي صلاح الدين والرشيد".

ويضيف أبو عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر 63 عامًا، :"الاحتلال اعتقل الكثير من الفلسطينيين عبر البوابات خلال نزوحهم من الشمال للجنوب.. خلال نزوحنا قبل 6 شهور رأينا الجثث ملقاة على شارع صلاح الدين.. قتلهم الاحتلال بدم بارد".

وبصوت مرتفع يعبر عن حالة الندم والحسرة، يتابع :" الاحتلال والعالم الذي يدعي الإنسانية، خدعنا.. لم تكن المناطق الجنوبية أمنة، فتعرضنا بها لتشريد ونزوح متكرر، وقصفنا داخل مدارس الأونروا، وحرمنا من الطعام والدواء، ونعاني من غلاء الأسعار".

أبو عبد الرحمن والذي يجلس على باب خيمته في مخيم يطلق عليه "الست أميرة" جنوب منطقة دير البلح، يكمل حديثة :"بندم إني نزحت للمناطق الجنوبية فعانيت خلال الشهور الماضية كثيرًا كثيرًا.. أنا بنصح أهلي وأحبابي بالشمال بالصمود فالاحتلال ماكر وقذائفه لا تفرق بين شمال وجنوب غزة".

 

صمودك يفشل خطط الاحتلال

أما الشاب صبري المصري، عبر عن رأيه قائلًا :" الاحتلال خدع الكثير من النازحين هنا عندما أمرنا بالذهاب لجنوب القطاع التي روج أنها مناطق أمنة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية، لكننا تفاجأنا بعكس ذلك".

ويضيف الشاب لـ"الرسالة" والذي يبلغ من العمر 30 عامًا، :" الاحتلال قصفنا وأحرق خيامنا وحرمنا من الطعام والماء والدواء لأشهر.. أنا بنصح كل شخص في الشمال على الثبات والصمود، ركام بيتك أحسن من حر الخيمة".

وتابع الشاب صبري وهو من سكان منطقة الشجاعية أصيب شقيقة في قصف لخيام النازحين برفح، :" إلى أهلنا في شمال القطاع، أنتم عنوان الثبات وأملنا في الحفاظ على بيوتنا وحماية مقاومينا وإفشال مخططات الاحتلال.. اصبروا فالفرج قريب".

 

معاناة النازحين

فيما، يروى الشاب عز الدين، الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، عن معاناته كباقي النازحين في المناطق الجنوبية من الأوضاع الكارثية من قصف في المياه وغلاء الأسعار.

ويقول الشاب عز الدين لـ "الرسالة" :"أنا نزحت أكثر من 4 مرات بسبب توغل الاحتلال لخانيونس ورفح.. احنا بنعاني من أزمة في المياه والمساعدات.. الاحتلال قصف خيامنا في رفح بعدما قال لنا إن هذه المناطق أمنة".

 

الهجرة القسرية للعائلات

بدورها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن العائلات التي تعيش في المناطق التي أمرت (إسرائيل) بإخلائها بمدينة غزة تضطر للهجرة إلى مناطق غير آمنة ومدمرة.

وأوضحت "الأونروا"، في منشور على منصة إكس، الثلاثاء، أنه بعد تحذيرات (إسرائيل) الجديدة بشأن الإخلاء، استمرت الهجرة القسرية للعائلات، مؤكدة أنه لا يوجد مكان آمن للنازحين الفلسطينيين ليذهبوا إليه.

وأضافت: "تستمر عمليات القصف على قطاع غزة، ويضطر الناس للذهاب إلى المناطق المدمرة رغم خطر الذخائر غير المنفجرة".

البث المباشر