كشفت صحيفة دير شبيغل الألمانية في تحقيق نشرته حول مجزرة التاج التي ارتكبها الاحتلال وسط مدينة غزة في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، بعد 18 يومًا من بدء حرب الإبادة، وارتقى فيها المئات من الشهداء نتيجة إبادة حيّ كامل، عن تفاصيل عمل برنامج الذكاء الاصطناعي لدى الاحتلال في تحديد الأهداف.

وقدرّت الصحيفة في التحقيق الذي عمل فيه مجموعة من صحفييها الاستقصائيين، أن عملية استهداف التاج جاءت وفق تحديد برنامج الذكاء الذي يعمل وفق معدي التحقيق، على تحديد المكالمات المنتظمة بين الأشخاص المستهدفين والفاعلين في المقاومة.

وذكرت الصحيفة الألمانية المعروفة بقربها من الاحتلال، بأنّ هذا البرنامج يعمل وفق قاعدة تحديد المكالمات والاتصالات المنتظمة والتي تعمل على تحديد متلقي هذه الاتصالات كهدف ويتم تحديد موقعه.

وبحسب الصحيفة، فإن وجود أكثر من شخص في المكان يحدده البرنامج على أنه موقع في غاية الأهمية ويتم استهدافه بأحزمة نارية، على غرار ما جرى في التاج التي استهدفت كمنطقة بأكثر من 30 صاروخا يعمل الواحد منهم طن تقريبا من المتفجرات، كما أنّها جميعا صواريخ أمريكية كشفت عن تفاصيل مثيرة حول حجم ا لدمار المهول التي يلحقها البرنامج.

وتعترف الصحيفة الألمانية بأن هذا البرنامج حدد كثير من الأهداف الخاطئة، التي تقدر بأن التاج واحدة منها، وقالت إن الهدف من هذه المجزرة وغيرها من المجازر المروعة التي ارتكبت بداية الحرب، دفع المواطنين للهجرة من المنطقة الشمالية والانتقال للمنطقة الجنوبية.

وذكرت أن الهدف كان ترويعي ولم يكن عملياتي، وأن إسرائيل استخدمت برنامج الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف المقدرة التي لا تعتمد بشكل أساسي على أهداف واضحة.

وكان رئيس وزراء الكيان بينامين نتنياهو قد أعلن عن مؤتمر صحفي، عشية مجزرة التاج؛ لكنه سرعان ما ظهر دون أن يفصح عن أي معلومة بعدما تبين عدم وجود مستهدفين في هذه الجريمة، التي ارتقى فيها المئات من الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين.