نظمت الجالية العربية في بريطانيا لقاءً مفتوحاً في لندن مع المرشحين العرب الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً، واستمعت إلى تقييم شامل لتجربتهم، إضافة إلى التوصيات التي خلصوا لها، فيما انتهى اللقاء بتسليمهم دروعاً تكريمية تقديراً لهم على مجهودهم الذي بذلوه خلال الانتخابات.
وشارك في اللقاء، بحسب بيان صحفي، اليوم الخميس، العشرات من الصحافيين والكتاب والمحامين والنشطاء العرب، بتنظيم من "مؤتمر الجالية العربية" الذي تأسس في لندن منتصف العام 2023، كما شارك في تنظيمه كل من "منتدى التفكير العربي" ومنصة "عرب لندن" الذي يُعنى بأخبار الجالية العربية في بريطانيا وتغطية فعالياتها.
وجرت الانتخابات العامة في بريطانيا، يوم الخامس من تموز/ يوليو الحالي بمشاركة ثلاثين مرشحا بريطانيا من أصل عربي، بعضهم خاضوا الانتخابات كمستقلين والبعض الآخر كممثلين عن أحزاب بريطانية مختلفة.
وقال رئيس "منصة عرب لندن" محمد أمين في افتتاح الجلسة الحوارية إن "مشاركة الجالية العربية في هذه الانتخابات هو بداية لمرحلة جديدة انتقل فيها البريطانيون العرب من كونهم جمهوراً إلى أن يصبحوا لاعبين في الساحة السياسية"، مشيراً إلى أن "النتائج تحتاج إلى نفس طويل، وما يحدث هو أننا بدأنا الآن، لكننا بالتأكيد لن ننتهي في هذا الوقت".
وأكد أمين أن "مجرد مشاركة عدد من البريطانيين العرب بالترشح في هذه الانتخابات هو نجاح كبير"، مشيرا إلى أنه "في هذه التجربة، فإن دخول البرلمان ليس هو معيار النجاح، وإنما المشاركة ذاتها هي النجاح الأكبر، وقد حدث ذلك"، على حد تعبيره.
كما حيَّا رئيسُ جمعية المحامين العرب، صباح المختار، المرشحين الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية البريطانية، وقال إن أهم ما يميز هذه الانتخابات "هو وجود عدد كبير من المرشحين المستقلين، وهو ما يدل على انصراف الناس عن الأحزاب السياسية بما فيها الحزبان الكبيران اللذان أصبح يسود الاعتقاد بأنهما لا يختلفان عن بعضهما البعض".
وأكد المختار أن الجالية العربية بحاجة إلى تعريف نفسها، حيث "إنَّ البريطانيين يتعاملون مع العرب ككتلة واحدة والمشكلة هي أننا نحنُ ما زلنا نتصرف إما كأفراد أو مجموعات، وليس كجالية واحدة".
يشار إلى أن "مؤتمر الجالية العربية" تأسس في حزيران/ يونيو من العام 2023 بمبادرة من منصة "عرب لندن" ومشاركة واسعة من البريطانيين العرب، ومن بينهم عدد من الصحافيين والكتاب والمثقفين والنشطاء.
ويُشار إلى أنَّ ثلاثة من أعضاء المؤتمر خاضوا الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهم البروفيسور كامل حواش الذي كان سابقاً رئيس حملة التضامن مع فلسطين، ورئيس الجالية الأردنية في بريطانيا حلمي الحراحشة، إضافة إلى منى آدم التي كانت تنتمي إلى حزب "العمال" قبل أن تستقيل منه احتجاجاً على مواقف قيادته من الحرب على غزة، ومن ثم انضمت الى حزب الخضر وخاضت الانتخابات كممثلة له، وهي بريطانية من أصول سودانية.