قائمة الموقع

طريق (شربة الماء) ثقيل على أطفال غزة!

2024-07-24T14:36:00+03:00
الرسالة نت

خانيونس- خاص الرسالة نت 

بابتسامة لطيفة وبأعصاب باردة جدًا ينتظر (كريم) امتلاء كوب الماء الصغير  بعد أن وضعه أسفل ثقب من خط ماء (صالحة للشرب) جادت بها أيادي الخير في منطقة مواصي خانيونس تحت مسمى (صدقة سقيا الماء).

لا يستطيع كريم وهو ابن الأعوام الثمانية أن يزاحم الناس في طابور الحصول على الماء، لذلك فهو يكتفي بهذا الكوب الصغير ويترك لوالده المهمة الكبيرة في الحصول على الماء.

يقول والد كريم "أصعب مهمة طول اليوم هو إنه نحصل على ماء الشرب، إما طابور طويل جدًا تحت لهيب الشمس وإما زحمة ومعارك لأنه ممكن الماء المتوفر ما يكفي لكل الموجودين"

مع ذلك، فإن كريم يشكو الهم الأكبر "بابا بيعبيلنا 3 جالونات، هو بيشيل اتنين وأنا بشيل واحد".

يتسع جالون الماء الواحد لعشرين لترًا من الماء، و(العشرون) في قاموس الطفولة كثير جدًا.

ما يحدث مع كريم ليس استثناءً.. بل هو حال كل أطفال غزة في زمن ترك كبار العالم أطفالها يجابهون الإبادة وحدهم ويتحملون ما لا تحتمله الجبال.

فهذا (فادي) ابن الأعوام العشرة يصطف كل يوم في طابور الماء الصالحة للشرب مع بزوغ خيوط الفجر الأولى، ويقف على شرفات الانتظار لساعتين أو ثلاث أو ربما أكثر من ذلك بقليل أو كثير!

الفرق هنا بين فادي وكريم أن فادي لم يعد والده يعينه في نقل ما حصل عليه من ماء بعد أن أصيب والده إصابة حرجة في استهداف الاحتلال لمحطة التحلية بمنطقة مواصي خانيونس (الإنسانية)، ليصبح فادي هو المكلف بالاصطفاف و التعبئة والنقل.

هو حال أطفال غزة.. يحاربون من أجل البقاء، ويكبرون دونما وعي، ويعرفون قيمة قطرة الماء التي أحضروها عنوة إلى خيمتهم لتروي ظمأ صيفهم الشديد.

اخبار ذات صلة