منذ الأمس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن مهاجمة قرية مجدل شمس في الجولان المحتل، وبنفس الدرجة تصر (إسرائيل) على اتهام الحزب بمقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، وتتوعد بالانتقام، ما يثير مخاوف توسع التصعيد إلى حرب شاملة بين الطرفين، وفقاً لتصريحات نقلها موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين.
ويعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن يزيد هذا الهجوم احتمالية اشتعال الحرب بين (إسرائيل) وحزب الله، ويفاقم الأزمة الإقليمية ويجرّ الولايات المتحدة إلى عمق الصراع، مشيرين إلى أن "الولايات المتحدة حاولت تجنب هذه اللحظة منذ 10 أشهر."
بدوره، أدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند الهجوم، وقال في منشور على موقع إكس اليوم السبت: "لا يزال الأطفال يتحملون عبء العنف المروع الذي تعاني منه المنطقة". وحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشددا على أن "الشرق الأوسط على حافة الهاوية؛ ولا يمكن للعالم والمنطقة أن يتحملا صراعا مفتوحا آخر".
وفي مقابلة مع الرسالة، لفت فراس ياغي المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن ما حدث في مجدل شمس هو محاولة إسرائيلية لاستغلال حدث وتدويره لاتهام المقاومة في داخل لبنان وبالذات في حزب الله، لأن هذه القرية واحدة من أربع قرى في الجولان، يعني أنهم دروز سوريون ولا يحملون الجنسية الإسرائيلية، وبعد اعتراف ترامب حاولت الحكومة الاسرائيلية فرض الجنسية عليهم ولكنهم خاضوا مظاهرات واشتباكات رافضينذ ذلك فحملوا هوية مقيم زرقاء كتلك التي يحملها المقدسيون.
وأضاف ياغي: حينما كان المذيع الاسرائيلي يتحدث بالأمس عن الصاروخ الذي سقط بالملعب أحد المحللين قال:" هؤلاء ليسوا إسرائيليين" وإذا كان هناك صاروخ أطلق من لبنان وقامت القبة الحديدة بالرد فإنه يتوقع أن الواقع هو صاروخ القبة، لافتا إلى أن هذا ظهر في بعض الفيديوهات وأدى لهذا العدد الكبير من القتلى والجرحى.
يرى ياغي أيضا أن الحدث قد يكون مفتعلا، ف(إسرائيل) تفتعل كثيرا من الأحداث وتلصقها بالآخر، والسبب بذلك من وجهة نظر ياغي أن نتنياهو عائد من أمريكا خائب، فهو بدون ضمانات لاستمرار الحرب ولا تعهدات أمريكية بذلك، خاصة إذا ذهب باتجاه الصفقة، فمشكلة الصفقة التي يطالب بها الجميع وبنفس الوقت هو مهدد من قبل ائتلافه باسقاط الحكومة، فبالتالي هو في موقف محرج ويريد حدثا يبعده عن الحديث في الصفقة.
ومن جانب آخر فلو ذهب نتنياهو الى صفقة سيتوقف إطلاق النار، فلابد من وجود حدث لاستمرار الحرب، وهو يتهم حزب الله بالذات لأن القتلى من الدروز السوريين وهم مرتبطون بدروز السويداء ولذلك خرج وليد بيك جمبلاط ليحذر من الفتنة ورفض كل المحاولات لإلصاق التهمة بحزب الله، وهذه القتنة هدف إسرائيلي آخر، على حد قول ياغي.
تداعيات كل ذلك من وجهة نظر ياغي هو ربما درجة تصعيد كبيرة في سلم التصعيد المتزايد، ومع عدم وجود صفقة واستمرار جبهات الإسناد في الحديدة والشمال والعراق وسوريا، وقد فعلت أولا بقصف ميناء الحديدية وهي رسالة (إسرائيل) التي تقول فيها إنها قادرة على إشعال النيران في أي مكان تريد، وها هي الآن تضغط في الجبهة الشمالية بهذا الاتجاه.
ويعرف ياغي بالدروز السوريين ويؤكد أنهم دروز وطنيون مرتبطون بوطنهم سوريا، وهم يعرفون جدا أن سموترتش المتطرف قاتل لذلك رفضوا استقباله وأعضاء الكنيست اليوم، ولم يتقبلوا منهم عزاء لأنهم يعرفون حقيقة نوايا الاحتلال، حسب تأكيد ياغي.
ولفت إلى أن العديد من الدروز دخلوا مسبقا للسجون الإسرائيلية ويعرفون محاولات الاحتلال لخلق الفتنة بين الدروز والشيعة سواء بسوريا أو لبنان ولكن نتنياهو سيستغل هذا الحدث مسرعا، وسيوجه ضربة للبنان قريبا على حد توقع ياغي، مستدركا: لكن نتنياهو لا يريدها ضربة تؤدي لحرب شاملة، لأن الحرب الشاملة مع حزب الله أكبر ويمكنها تطوير الأمر إلى حرب إقليمية.
موقف أمريكا المتناقض بين اتهام حزب الله ومطالبته بعدم التصعيد هو موقف أصبح معروف، فالأمريكي يشجع الإسرائيلي من تحت الطاولة ويدعم ضرب كل جبهات المقاومة دون تصريح، ولقد قال نتنياهو من داخل الكونجرس إنه يحارب أذرع المقاومة نيابة عن أمريكا في المنطقة! وأيده الرئيس الأمريكي دائما باسطوانة حق الدفاع عن نفسها، كما يلفت ياغي .