شهداء الثانوية العامة

حسرة لن تنسى في قلوب أهالي غزة

شهيد الثانوية العامة نائل صلاح.jpg
شهيد الثانوية العامة نائل صلاح.jpg

خاص- الرسالة نت

منهم الشهيد، ومنهم المعتقل، ومنهم النازح في خيمة منذ ثلاثة أشهر، ومنهم من تغلب على وجع لحظة الإعلان عن النتائج لينشر صور تفوقه في المدرسة العام الماضي، ومنهم من ظل هكذا يراقب الحدث الذي أعلن عنه على استحياء، بصمت المقهور على مرور عام من العمر، لم يكن فيها إلا الموت أو الأسر أو النزوح .

نائل صلاح ، البالغ من العمر 17 عاماً، صاحب البسمة الجميلة، والذي قال عنه أصدقاءه:" نائل الذي كان يشعل الأمل في قلوب من حوله، ترك وراءه آثاراً لا تُنسى بعد استشهاده في حربٍ مريرة. كان نائل يحمل في قلبه حلمًا كبيرًا، حلم بأن ينجح في امتحانات الثانوية العامة ويتمكن من الالتحاق بالجامعة ودراسة تخصص البرمجة"

ويتحدث رفاقه كيف ترك نائل فراغا كبيرا برحيله، وكيف عانت عائلته وأمه من تبعات هذا الرحيل، فقد رحل رفقة والده وابن عمه وبقيت ذكرياته كقصة مشرفة يرونها فيما بينهم كل يوم، ويواسون فيها دمع الأم وجرحها الذي فتح من جديد بالأمس بعد إعلان نتائج الثانوية العامة .

وفي قصة رثاء لن تنتهي، واحدة من قصص الغائبين عن احتفالات الثانوية العامة، هي أسيل العروق، والتي كتب عمها عبد العروق ناشرا صورة فقيدته طالبة الثانوية العامة قائلا:" ‏أبارك لأبنة أخي الشهيدة "أسيل أسعد عروق" كونها من الاوائل على مستوى فلسطين بعد نجاحها في أعظم امتحانٍ قد تقدمت لهُ وكانت نتائجه الارتقاء إلى العُلا!

 

ويكمل: أسيل التي تظهر لي في كل شهادة تُحرر، وفي كل فرحة تُنشر، أتذكر وجهها الباسم وحلمها الذي لم يكتمل، أعلم يقيناً أن روحها تحلق في السماء، تناظر هذه الأحلام وترسل لنا بسمة وفرحة كما عرفناها.

رحلت أسيل في هذه الإبادة الطاحنة مع أمها وأبيها وأخوتها جميعاً، وربما يحلقون الآن في سماء لا حرب فيها ولا موت ليحتفلوا جميعهم بنجاح ابتهم الجميلة.

 

وبين كل هذا وذاك، كانت هناك صبية اسمها رنيم العجلة تجلس في خيمة بمخيم دير البلح، تنشر شهادة العام الماضي وتتذكر صوت المعلمين وهم ينادون على اسمها ويكرمونها ضمن العشرة المتفوقين أمام إدارة المدرسة التي كانت تعرف تفوقها، وتغني أغاني التفوق وتشارك عائلتها صور الناجحين في الضفة الغربية، والتي كانت غزة دائما حاضرة في قائمتها، بينما توزع عائلتها الحلوى على الجميع، وبدموعها الساخنة قالت :" العام القادم راح أعوضها، وعوض ربنا كريم"

 

وخلال دورة العام الماضي 2022-2023، تشرفت قائمة أوائل الناجحين بأسماء 23 طالبا وطالبة من قطاع غزة من أصل 44 طالبا وطالبة، لكن أسماء طلبة غزة المتفوقين غابت هذا العام عن قائمة النجاح.

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي، فإن نحو 500 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استُشهد في الضفة الغربية 20 آخرون، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر آب/ أغسطس المنصرم.

 

وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هناك أكثر من 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، فضلا عن المفقودين، وهناك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.

 

ووفقا لمعطيات رسمية وأممية، فقد دمر الاحتلال 116 مدرسة بالكامل و331 مدرسة بشكل جزئي، واستهدف الاحتلال أكثر من 150 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، التي تحولت كمراكز إيواء للنازحين، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.

البث المباشر