"لن نعترف بإسرائيل.. لن نعترف بإسرائيل"، بهذه الكلمات الخالدة التي تحدث بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد "إسماعيل هنية" في عام 2008، لا زال يصدح بها الأطفال والشبان الفلسطينيين في مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة.
حيث شهدت مخيمات النزوح وسط قطاع غزة، والتي يتواجد بها أكثر من مليون ونصف نازح في ظروف قاسية، تجمعات ووقفات شبابية تستذكر كلمات وتاريخ الشهيد القائد إسماعيل هنية، الذي رفض الانصياع لإملاءات الاحتلال وتصدى بجانب مقاومته وشعبه لغطرسة الاحتلال.
وخيمت حالة من الحزن الشديد على الفلسطينيين في أماكن النزوح، منذ إعلان حركة "حماس" خبر استشهاد أبو العبد هنية، وهم الذين يعانون ويلات حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال (الإسرائيلي) على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
لكن حالة الحزن بين النازحين لم تدم طويلًا، لتتحول سريعًا إلى رفع الحاضنة الشعبية لحركة "حماس" ويصبح حديث الفلسطينيين أن عملية الاغتيال لن تكسر هذه الحركة التي صمدت على مدار تاريخها أمام الاحتلال.
واغتال الاحتلال هنية، بمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان.
الاغتيال سيزيدنا صمودًا
الشاب أحمد المجدلاوي وهو نازح يقطن في خيمة بمخيم ما يعرف بـ"الست أميرة" في دير البلح، يقول: "إن عملية الاغتيال ستزيد شعبنا صمودًا في وجه الاحتلال الإسرائيلي التي تغول على دماء شعبنا منذ 10 شهور".
ويضيف المجدلاوي وهو نازح من منطقة جنوب مدينة غزة "الاحتلال خلال معركة طوفان الأقصى اغتال العديد من قيادات الشعب الفلسطيني وخاصة حركة حماس، وذلك كله لم يزدها إلا قوة وإصرار على مواجهة الاحتلال".
ويتابع الشاب الذي فقد بيته جراء قصفه الاحتلال "نحن النازحون تعرضنا لأبشع الجرائم من الاحتلال، لكن ذلك كله لم ينقص من عزيمتنا، بل زادها احتضانا للمقاومة وقياداتها".
لن يرهبنا الاحتلال
"نحن شعب الجبارين.. والقائد يخلفه قائد"... بهذه الكلمات علق أبو إسحاق المصري على عملية اغتيال الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.
ويقول المصري الذي يجلس على باب خيمته في حديث لــ"الرسالة": "الاحتلال اغتال كثيرا من قيادات حركة حماس والمقاومة، لكن عمليات الاغتيال زادت المقاومة صلابة وقوة، والدليل العمليات البطولية التي ينفذها المقاومون ضد جنود الاحتلال من رفح أقصى جنوب القطاع إلى بيت حانون شمال غزة".
ويضيف أبو إسحاق وهو والد شهيد ارتقى جراء قصف (إسرائيلي) غادر على منزله في الشجاعية أثناء نزوحهم "خسرنا منازلنا وأولادنا ولم ترهبنا صواريخ الاحتلال، بل زادتنا عزيمة وإصرار على احتضان المقاومة وقياداتها".
القائد يخلفه ألف قائد
أما الحاجة أم أحمد التي علقت في حديثها لـ"الرسالة" على اغتيال هنية قائلة: "القائد يخلفه ألف قائد وقائد.. نحن شعب لن يرهبنا جرم الاحتلال، فلطالما مقاومتنا بخير نحن بألف خير".
وتضيف أم أحمد وهي والدة الشاب على، الذي يقبع في سجن "سدي تيمان" السري حيث يمارس به الاحتلال أبشع وسائل التعذيب ضد الفلسطينيين "ابني معتقل منذ شهور وأخيرًا عرفنا أنه يقبع في سجن سدي تيمان وتعرض للتعذيب.. لكن أنا بقولها ابني ومنزلي وكلنا فداء المقاومة وقياداتها".
وعلى مدار تاريخ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اغتالت (إسرائيل) العشرات من قيادات الحركة، لكن مع كل عملية اغتيال تحتضن الجماهير الحركة، وتخرج في مسيرات عارمة وغاضبة تساند بها المقاومة و"حماس".