منذ حوالي سنوات يلازم وسيم أبو شعبان (36 عاما) القائد الشهيد إسماعيل هنية أينما حل فهو حارسه الشخصي في كل مكان.
بمجرد أن تلمح "وسيم" يطل برأسه تدرك أن القائد سيدخل المكان، فهو يرافقه في كل مكان داخل وخارج قطاع غزة.
وكما رافقا بعضهما في الحياة الدنيا انتقلا إلى دار الأخرة سويا بعد عملية اغتيال الشهيد القائد هنيه في إيران.
حضر الشهيد أبو شعبان معظم الاجتماعات التي عقدها رئيس حركة حماس إسماعيل هنية سواء مع رؤساء الدول أو الدبلوماسيين والساسة من جميع أنجاء العالم، فحراسته للقائد "أبو العبد" حولت العلاقة بينهما كأب وابنه.
الشهيد أبو شعبان لم يكن حارسا عاديا، لينال منصب مرافقة "إسماعيل هنية" في كل المحافل، ولقبه "الحارس الأمين"، فهو الذي أذل العدو في ناحال عوز، وداس مع إخوانه على رقاب الصهاينة، واستمر في عطائه إلى أن اصطفاه الله برفقة القائد الشهيد أبو العبد هنية.
من هو وسيم أبو شعبان؟
ولد في حي تل الهوى جنوب غرب القطاع عام 1988 ودرس في الجامعة الإسلامية وحصل على ماجستير الشريعة والقانون.
بدأ مسيرته العملية حارسا شخصيا لسعيد صيام وزير الداخلية بالحكومة الاولى لحركة حماس، ولاحقا انضم إلى كتائب القسام التي تولى فيها منصب نائب قائد سرية في منطقة تل الهوى.
شارك عام 2014 في تنفيذ عملية فدائية على الموقع العسكري الإسرائيلي "ناحل العوز" شرقي حي الشجاعية بمدينة غزة، وفي العام نفسه تمكن ومقاتلين قسامين من تنفيذ إنزال خلف خطوط العدو، هجموا فيها على برج عسكري وقضوا على جميع من فيه.
ونظرا لقدراته وكفاءته البدنية عين عام 2019 ضمن فريق الحماية الشخصية للشهيد إسماعيل هنية، ومنذ ذلك الوقت تحول إلى الظل الذي لا يفارقه في زيارته الرسمية إلى الخارج.
حين أوكلت ليه مهمة مرافقة أبو العبد للخارج بكى، فظن المسؤول ذلك خوفا، فأخبره أنه يريد الشهادة على أرض غزة، فلا أضمن كيف أموت خارجها.
على منصة إكس نعاه عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" قائلا:"
الشهيد أبو شعبان "كانت له في دروب المقاومة بصمات وجولات في الإعداد والإثخان في جنود جيش العدو على أرض غزة العزة".
وأضاف "وفي مسيرة مرافقة قائد الحركة أبي العبد إسماعيل هنية القائد الشهيد كان له شرف الصحبة ورفقة الشهادة والاستشهاد، فهنيئاً له شرف الصحبة ونبل الشهادة، فهو طريق الأحرار في نيل أسمى الأماني من أجل تحرير فلسطين والقدس والأقصى".
كما نعاه الداعية المصري د. محمد الصغير قائلا على منصة تويتر:" البطل المقدام: وسيم أبو شعبان المرافق الشخصي للقائد إسماعيل هنيه،من عرفك أبا أنس علم لماذا اصطفاك الله من بين طاقم الحراس لتكون رفقة قائدك في الشهادة؛ لأنك كنت صادقا مخلصا زاهدا عابدا يا وسيم.",
وأضاف:" كنت قائدا لفصيل من نخبة غزة، ثم حارسا أمينا لقائد حماس، ثم شهيدا وسيما."
كثيرا ما كان يتمنى أبو شعبان الشهادة حتى نالها رفقة إسماعيل هنيه في غارة جوية استهدفت مقر اقامتهما بالعاصمة الإيرانية طهران.