انطلقت اليوم فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى، والتي أعلنت عنها مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية وكل التشكيلات والأطر الرسمية والشعبية في فلسطين، والتي انطلقت في كل أنحاء فلسطين وخارجها، وذلك في ضوء جريمة الإبادة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمرحلة الجديدة التي يعيشها المعتقلون في سجون كيان الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته، الذين يتعرضون لجرائم ممنهجة، غير مسبوقة.
وبين كل هذا الظلم الذي تتعرض له غزة تزداد البشاعة في سجن سيدي تيمان، المعتقل الذي ذاع صيته كجزء من هذه الإبادة التي مورست على معتقلي القطاع تحديدا، وقبل أيام أصاب 10 جنود إسرائيليين أسيرا فلسطينيا من قطاع غزة بجروح خطيرة في السجن سيئ الصيت التابع للجيش، وفق هيئة البث العبرية.
وقالت الهيئة إنَّ محققي الشرطة العسكرية وصلوا ذلك الصباح إلى مركز الاحتجاز بالقرب من بئر السبع كجزء من التحقيق في ظروف سجن أحد المعتقلين من غزة".وبعد وصولهم إلى السجن، اندلعت مواجهات بين الجنود والمحققين.
ومؤخرًا، أفادت تقارير حقوقية فلسطينية ودولية بأن هذا السجن يشهد عمليات تعذيب و"اغتصاب" بحق أسرى فلسطينيين من غزة؛ ما أودى بحياة العشرات منهم. ولكن ما هي طبيعة التعذيب التي مورست على الأسير الفلسطيني في سدي تيمان ؟!
القصة المسربة تقول إن تسع جنود أعصبوا عيون أسير فلسطيني ووثقوا قدميه ويديه ثم اغتصبوه بواسطة عصى، ثم بواسطة هاتف جوال، وضعوه في مؤخرته، وبدأوا بالرن على الهاتف والأسير يصرخ، ثم حاولوا إخراج الهاتف فإذا به ينزلق من مؤخرة الأسير إلى داخل أحشائه، وسط ضحكات الجنود وسخريتهم وهم يصورون ما قاموا به بواسطة كاميرات هواتفهم.
وزاد الأمر وحشية حينما حاول الجنود إخراج الهاتف بكل عنف، متسببين بتمزق في مؤخرة الأسير وأمعائه ما تسبب بنزيف حاد أدخل الأسير الذي لم يكشف عن اسمه في غيبوبة، فأجبروا على نقله إلى مستشفى سوروكا، ثم تسربت القصة من سوروكا إلى الشرطة العسكرية بواسطة جنود في نفس المعتقل اعترضوا على المبالغة في وحشية التعذيب من قبل زملائهم، مع العلم أن القصة حدثت قبل شهر من التسريب، ووفق مصادر إعلامية عبرية فإن نتنياهو على علم بها قبل ذهابه إلى الكونجرس.
لم تكن قصة الأسير مختلفة عن ما أخبر به الأسير محمد عرب من سجن سيدي تيمان المحامي خالد محاجنة قبل أكثر من شهر والذي أكد تعرض أسرى للاغتصاب بالعصي والأدوات الحادة وبالكلاب.
وقال جندي إسرائيلي اشترط عدم الكشف عن هويته قبل ثلاثة أشهر إن أحد المحتجزين نقل لتلقي العلاج في مستشفى ميداني مؤقت في الموقع وهو يعاني من كسور في العظام، بينما نقل آخر وعاد وهو ينزف من قفصه الصدري، وتوفي خمسة وثلاثون معتقلًا إما في الموقع أو بعد نقلهم إلى المستشفيات القريبة وفقًا لأحد ضباط قاعدة سيدي تيمان.
وهكذا حينما اقتحمت الشرطة العسكرية سجن سديه تيمان لتعتقل تسعة جنود، بعد تسرب القصص من مستشفى سوروكا، قام الجنود بتصوير أنفسهم ونشر الصور قبل اعتقالهم ما جعل مستوطنون يقتحمون المعتقل وتجري بعدها الفوضى التي حدثت قبل أيام بين رافضين وبين مؤيدين للاعتقال.
ووصل الأمر إلى ذروة بشاعته حينما طالب عضو في الكنيست الإسرائيلي بشرعنة اغتصاب المعتقلين الفلسطينيين، وفجأة ولكي تظهر (إسرائيل) بأنها دولة قانون سبقت كل ردات الفعل وفتحت تحقيقا مع الجنود التسعة المتهمين بجرائم اغتصاب، والذين رددوا أثناء اعتقالهم بأنهم ينفذون أوامر دولة إسرائيل!!.
الباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور علي الأعور علق في مقابلة مع الرسالة على الأمر أنه منذ تشكيل حكومة نتنياهو لذراع أمني بقيادة بن غفير المسؤول عن الشرطة والذراع المالي الذي يقوده سموتريتش فإن هذا التطرف زاد وتنامى على كافة الأصعدة.
ويضيف الأعور: هذا التنامي في التطرف هو سمة الحكومة الحالية التي لم تكتف بكل ما حققته على صعيد الاقتحامات والمستوطنات ويبدو أنهم لم يكتفوا بتسلم المؤسسات الأمنية والمالية بل أرادوا السيطرة على المؤسسات القضائية، فقد جردوا القضاء من صلاحياته، وأرادوا تحويل (إسرائيل) لدولة عنصرية ملكية من وجهة نظر الأعور.
ما حدث في سيدي تيمان، والذي أعدم فيه 36 أسيرا فلسطينيا تحت التعذيب وكلهم من قطاع غزة فاق التصورات وفجر الأوضاع داخل الكنيست أيضا، مع العلم أن الجنود المعتقلين التسعة على رأسهم مدير المعتقل نفسه والمشارك في عملية التعذيب.
ويقول الأعور عن تماهي حكومة الاحتلال مع كل أشكال التعذيب ضد الأسرى: ذهب بن غفير وسموترتش إلى المحكمة القضائية وقاموا بأعمال…
ممارسات الاحتلال تزداد بشاعة في سيدي تيمان
الرسالة نت - خاص الرسالة نت