قائد الطوفان قائد الطوفان

جنازة القرن

ماذا يعني توافد الحشود في العالم للصلاة على جنازة الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية

جمال أبو حسان

شهد العالم في يوم الجمعة المنصرم وقبلها توافد الحشود الضخمة للصلاة على جنازة الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية، إن بالسفر إلى قطر للصلاة المباشرة على جنازته، وإن بصلاة الغائب على روحه رحمه الله حتى وصلت في بعض البلدان الإسلامية إلى مئات الآلاف من المصلين، ولا شك أن هذه ينبغي أن تسمى جنازة القرن، وهذا التوافد والتجمع إنما يدل على أشياء يجب أن نعيها جيدا منها:

1- أن الله تبارك وتعالى قد وضع له القبول في الأرض، ولم يكن هذا التحاشد والتجمع من قبيل الصدفة ولا الهبّة غير المقصودة، وقد حصلت في التاريخ جنازات تحاشد المصلون عليها من كل حدب وصوب، وأجمع ناقلوا أخبار هذه الجنائز أن الله تعالى قد وضع القبول لهذا المصلى عليه في الأرض، ولولا هذا القبول ما حصل الذي حصل، وهذه إن شاء الله أولى بشائر الخير بالنسبة لأبي العبد هنية رحمه الله تعالى.

2- أن الطريق الذي كان يسير فيه المرحوم وهو الجهاد في سبيل الله هو الطريق المرضي عند الله تعالى ولولاه لما وضع الله له القبول في الأرض.

3- أن الجهاد في سبيل الله تعالى مهما كانت تكلفته في الدنيا فهو المقبول عند الله تعالى، وعلى المؤمنين أن يعودوا لدراسة موضوع الجهاد دراسة جادة وأن يتمثلوه في حياتهم الدنيا، حتى يشعروا بالحرية والسعادة والتوفيق عند الله تعالى بمجاهدتهم لعدوهم وحفاظهم على بيضة الإسلام.

4- أن هذا الطريق الذي سار فيه المرحوم المجاهد هو طريق ترفضه معظم البلدان العربية والإسلامية، لأنه يخرجهم من عبادة أمريكا إلى عبادة الله الواحد القهار، ويخلصم من عبودية أمريكا إلى حرية عبادة الله، وهؤلاء الذين يقودون الدول الإسلامية ما عادوا يرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وأصبحوا عن آيات الله من الغافلين، بل بات كثير منهم يظن أنه سيخلد هو وعائلته في الوضع الذي هو فيه وكأن الدنيا لم تخلق إلا له، وغفلوا عن أن الدنيا لو دامت لغيرهم ما وصلتهم.

5- أن غالب الشعوب العربية والإسلامية تسير في طريق غير الطريق الذي يسير في حكامهم، وهذا بات اليوم ظاهرا لا خفيا، وهذا معناه أن تلك الشعوب لن تبقى رهينة حالتها تلك من المعيشة، فلا بد أن يأتي اليوم الذي تخرج فيه الشعوب عن هذه التبعية التي أهلكتها ولم تصنع لها حياة طيبة مرجوة.

6- أن هذه الشعوب العربية والإسلامية فيها خير كثير، ولكن هذا الخير هناك ما يحول بينها وبين الانفعال به، أو أن يظهر سلوكيا في الحياة، فهم على الرغم من كل القيود تداعوا لهذه الصلاة مع تمام علمهم أن الحكومات التي تقودهم غير راضية عنها.

7- وهذا يؤكد على أن تلك الشعوب بحاجة ماسة إلى من يوقظ فيها هذا الإحساس الخيّر لتنهض من جديد فتغير معالم الدنيا، وهذا الأمر منوط بالعلماء والدعاة أن يشمروا بشكل جاد عن سواعدهم في إحياء الدعوة إلى دين الإسلام الذي أنزله الله تبارك وتعالى في القرآن ودعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن عليهم أن ينبذوا الفرقة والاختلاف، ولا يكونوا كالذين من قبلهم حيث وصفهم الله تعالى بقوله:"فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون"

8- وهذا الذي يجري يقودني إلى التذكير بأبيات قالها نصر بن سيار في بني أمية، ولكني سأغيّر فيها بعض الألفاظ لأني أريد إرسالها إلى قومي أمة العرب والإسلام:

أرى تحت الرماد وميض جمر......... ويوشك أن يكون له ضرام

فإنّ النار بالعودين تذكى............... وإن الحرب مبدؤُها كلام

فإن لم يطفئوها تجن حربا............ مشمّرة يشيب لها الغلام

وقلت من التعجب ليت شعري.............. أأيقاظٌ بنو قومي أم نيام

فإن يقظوا فذاك بقاء ملك............. وإن رقدوا فإني لا ألام

فإن يك أصبحوا وثووا نياما........... فقل قوموا فقد حان القيام

فغرّى عن رحالك ثم قولي......... على الإسلام والعرب السلام

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور

السبت 3/8/2024م

 

 

 

 

 

 

 

 

البث المباشر