قائمة الموقع

تقييد إنتاج الغذاء المحلي يفاقم مخاطر المجاعة في غزة

2024-08-05T16:16:00+03:00
الرسالة نت - وكالات

قالت "منظمة الأغذية والزراعة" التابعة للأمم المتحدة إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المكثفة والقيود المفروضة على الوصول والأضرار التي لحقت بالزراعة أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد بالنسبة لسكان قطاع غزة.

وذكرت المنظمة أن تقييد إنتاج الغذاء المحلي لا سيما تدمير الأراضي الزراعية ونع الوصول إليها يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ عشرة أشهر.

وأشارت المنظمة إلى أن قطاع غزة كان في السابق مكتفيا ذاتيا إلى حد كبير في إنتاج الخضروات ومنتجات الألبان والدواجن والأسماك.

كما كان قطاع غزة ينتج جزءا كبيرا من اللحوم الحمراء والفواكه التي يستهلكها السكان.

لكن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة أطلقت العنان للدمار على أراضي غزة، مما أدى إلى تدمير النظام الزراعي الغذائي في القطاع وتسبب في توقف الأنشطة الزراعية بشكل شبه كامل. كما تدهورت ظروف الأمن الغذائي والتغذية بشكل كبير.

الخيار الوحيد هو المعلبات

في خضم حرب الإبادة الإسرائيلية وحرب التجويع، لا يجد غالبية سكان قطاع غزة في نظامهم الغذائي بشكل أساسي سوى الأطعمة المعلبة.

ويقول سكان "قبل الحرب، كان الطعام متوفرًا وسهل المنال. اللحوم والخضروات وكل شيء كان متاحًا. طعام جيد. اليوم، كل شيء معلب".

وفي جنوب قطاع غزة، وتحديداً في مدينة خانيونس، دُمر منزل المواطن يوسف المصري، ما اضطره إلى النزوح إلى منطقة أكثر أمناً تبعد ثلاثة كيلومترات عن منزله ومزرعته. 

يقول المصري "كان منزلي في مزرعتي. وفي الصباح، كنت أنا وعمالي نحصد ونزرع، وكنا سعداء بنسبة 100%".

قبل حرب الإبادة الإسرائيلية، كان هذا المزارع البالغ من العمر 53 عاماً يزرع الفلفل والباذنجان والملفوف والطماطم والذرة في مزرعته. وكانت هذه المزرعة مصدر رزقه ودخله، وكانت مصدر كرامته في كثير من النواحي.

وقد وفر إنتاجه، إلى جانب إنتاج المزارعين المحليين الآخرين، طعاماً مغذياً للعديد من الناس في غزة.

تدمير أكثر من نصف الأراضي الزراعية

تشير تحليلات الأقمار الصناعية الأخيرة التي أجرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أضرار واسعة النطاق في البنية التحتية الزراعية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بأكثر من 57 في المائة من إجمالي الأراضي الزراعية، وتدمير 33 في المائة من البيوت البلاستيكية، وخسائر كبيرة في الآبار والألواح الشمسية.

وأدى النقص الحاد في الأعلاف والمياه إلى نفوق نحو 70% من الماشية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير نحو 70% من أسطول الصيد في قطاع غزة. ولا تستمر سوى الأنشطة الزراعية والحيوانية وصيد الأسماك على نطاق ضيق عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك.

إن المزارعين يشكلون عنصراً أساسياً في توفير الغذاء لسكان غزة. ومع ذلك، فإن المزارعين والرعاة والصيادين في قطاع غزة يكافحون من أجل الحفاظ على أصولهم الزراعية ومصادر التغذية والدخل بسبب تصعيد الهجمات الإسرائيلية ونقص توافر المدخلات الزراعية الأساسية والوصول إليها.

"لا توجد أدوات ومعدات؛ ولا توجد مياه... الأمر مكلف للغاية. ولا توجد مبيدات حشرية، ولا أسمدة، ولا بلاستيك"، كما يقول مزارعون.

وكانت ساعة المياه تكلف المزارعين في قطاع غزة 2.5 إلى 3 شيكل قبل السابع من أكتوبر. أما اليوم فإنها تكلفهم ما بين 70 إلى 90 شيكل في الساعة".

ويضيف المزارعون "أوضاعنا صعبة للغاية في كل شيء: الكهرباء والمياه والمنازل. لقد انتهى هذا الموسم الزراعي دون حصاد تريبا. وفي الموسم المقبل لن نجد شيئًا نزرعه".

انعدام الأمن الغذائي الحاد

بحسب البيانات التي نشرتها مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) العالمية في 25 يونيو/حزيران 2024، فإن 96% من سكان قطاع غزة سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى سبتمبر/أيلول 2024.

وفي ظل الظروف الحالية، يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص خطر المجاعة.

وتترجم هذه الإحصائية المذهلة إلى أن واحدًا من كل خمسة من سكان غزة يواجهون جوعًا شديدًا، وأن أكثر من 20% من سكان القطاع يقضون أيامًا وليالي كاملة دون تناول الطعام.

وقالت المنظمة الدولية إن كميات المساعدات الغذائية الإنسانية الدولية، والتي تتكون في الغالب من الأطعمة المعلبة غير القابلة للتلف، غير كافية بسبب الحصار.

وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن الأطعمة المعلبة والمعبأة لا غنى عنها وتحافظ على حياة الناس، إلا أن هذه المواد لا يمكن أن تحل محل الأطعمة الطازجة المغذية مثل الحليب واللحوم الحمراء والخضروات.

وإدراكاً لهذه الفجوة الغذائية، تقوم منظمة الأغذية والزراعة، بدعم من حكومات بلجيكا وإيطاليا والنرويج، بتوزيع علف الشعير في غزة لحماية الحيوانات الباقية على قيد الحياة وزيادة إنتاج الحليب من المجترات الصغيرة.

ويعتبر حليب الأغنام والماعز مفيدًا بشكل خاص للأطفال نظرًا لسهولة هضمه وقلة نسبة اللاكتوز فيه وغني بالعناصر الغذائية، بما في ذلك البروتينات عالية الجودة والأحماض الدهنية المفيدة. وتعتبر منتجات الألبان هذه ضرورية لبقاء الأطفال واحتياجاتهم الغذائية.

وتساعد منظمة الأغذية والزراعة أيضًا المزارعين في الحصول على الإمدادات الأساسية مثل مركزات الأعلاف، والأغطية البلاستيكية للبيوت المحمية، وخزانات المياه، واللقاحات الحيوانية، والمستلزمات البيطرية وغيرها من المدخلات التي تعد ضرورية لاستعادة سبل عيشهم وضمان الأمن الغذائي.

ومع ذلك، فإن قدرة منظمة الأغذية والزراعة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى على تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة تعتمد على عوامل حاسمة، وهي على وجه التحديد إرساء وقف دائم لإطلاق النار وتأمين الوصول دون عوائق إلى المساعدات الإنسانية.

ويعد الاستثمار الفوري أيضًا أمرًا بالغ الأهمية لحماية الثروة الحيوانية والمزارع المتبقية ودعم التعافي السريع للبنية الأساسية الزراعية ونظام الغذاء المتضررة بسبب الصراع.

بالاعتماد على قدرتهم على الصمود، يبذل سكان غزة كل ما في وسعهم للحصول على الطعام والعمل والبقاء على قيد الحياة، في انتظار انتهاء الحرب الإسرائيلية لإعادة بناء سبل عيشهم.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00