أقام حزب "القضية العمالية" البرازيلي (PCO)، حفلاً تأبينياً في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل) للشهيد القائد إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل الأربعاء، بغارة على مقر إقامته بطهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان.
وبرزت في خلفية التأبين صورة كبيرة للشهيد هنية، إلى جانب الصور التي رفعها المشاركون. وحضر التأبين رئيس حزب "القضية العمالية" (PCO) ، روي كوستا بيمنتا، و المرشح السابق لعمدة ساو باولو وعضو التنسيقية الوطنية للجان النضالية، أنطونير كارلوس، وعدد من أعضاء ومسؤولي وأنصار الحزب، بالإضافة إلى رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، أحمد شحادة.
وقد بدأ التأبين بعرض فيديو يستعرض جانباً من المسيرة النضالية للشهيد إسماعيل هنية، تلاه مقطع يظهر لقاء سابق جمع رئيس "القضية العمالية" (PCO)، روي كوستا بيمنتا، بهنية في شباط/فبراير الماضي.
من جهته قال عضو التنسيقية الوطنية للجان النضالية، أنطونيو كارلوس، إن "المسلمون يؤمنون بأن الشهيد لا يموت بل يبقى عند الله حياً، ونحن نقول أن إسماعيل هنية لم يمت فهو حاضر بيننا اليوم، وهو حاضر مع نضال الشعب الفلسطيني المستمر".
وأضاف في كلمته أمام الحضور، أن "الإمبريالية يوماً بعد يوم تُصاب بجروح قاتلة، وهزائمهم لا تتوقف بسبب نضال الشعوب المظلومة وفي مقدمتهم النضال العظيم للشعب الفلسطيني".
أما رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، أحمد شحادة، فأثنى على المشاركين وعلى تلبيتهم لنداء الشهيد القائد إسماعيل هنية في التظاهر من أجل غزة والأسرى، وانتقد توقيع البرازيل على البيان المشترك لـ17 دولة في حزيران/يونيو والمطالب بإطلاق أسرى الاحتلال لدى المقاومة في غزة، متسائلاً " لا أحد يذكر أكثر من 15 لـ20 ألف أسير فلسطيني لدى الاحتلال والذين يعذبون على أيدي الساديين الصهاينة". وفق تعبيره
وأضاف في خطابه، أن "التاريخ يخبرنا أنه لا يوجد من هو أكثر إجراماً من الصهاينة، استمعوا لنوابهم فيما يُسمى بـ(الكنيست) وهم يجيزون اغتصاب الأسرى والتنكيل بهم بأفظع الطرق والوسائل".
وأكد شحادة، أن " المقاومة لا تعتمد على شخص، والاغتيالات لا تضعفها بل تجعلها أقوى وهو ما أخبرتنا به الأيام وأكدته الوقائع، حتى أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، اعترف بأن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها".
بدوره قال رئيس "القضية العمالية" (PCO)، روي كوستا بيمنتا: "مقاتلوا حماس يواجهون وحش الصهيونية، إنهم يقومون بأعظم التضحيات، ولأجل ذلك هم بحاجة لدعمنا وتضامننا ومساندنتنا".
وأضاف بيمنتا في كلمته " التقيت بقطر بالشهيد هنية وتعرفت عليه لفترة وجيزة، لقد استقبلنا بشكل رائع للغاية وبحرارة عالية، لقد كان لدينا انطباع عميق بسبب إيجابية هنية والمكتب السياسي بأكمله".
وأوضح بيمنتا، الذي بدا عليه التأثر، أن " إسماعيل هنية أسرنا بشخصيته، ببساطته، لقد قمت بالعديد من الاجتماعات في عدة دول ولكن اللقاء بهنية كان مختلفاً إنه يشبه كما لو كنت تعقد اجتماعاً في بيتك".
وتساءل بيمنتا، أن " هناك من يقول ندعم الشعب الفلسطيني ولا ندعم حماس، وهذا ليس صواباً فحماس هي الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني هو حماس، كلاهما واحد، ونحن نعتبر أنفسنا منذ السابع من أكتوبر الماضي 10000% حماس. (للتوضيح 1000% حماس شعار يرفعونه ويكتبونه ويطبعونه )
وشدد بيمنتا، على اعتزازه وكل أعضاء حزبه بما قاله عنهم الشهيد إسماعيل هنية " أنتم حماس في البرازيل"، مؤكداً "نفتخر بأن نكون حماس في البرازيل".
من جانبه قال رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، أحمد شحادة، إن " غزة أصبحت أيقونة لدى المستضعفين ولدى الثوريين وخصوصا اليسار الثوري في العالم، لقد أصبحت غزة وحركة حماس أيقونة مقاومة الإمبريالية والاستعمار لكل من يبغضون هذا التسلط الإمبريالي".
وأضاف شحادة، في تصريح لـ"قدس برس"، أنه " من المهم أن تعقد هذه الفعالية في ساو باولو لأنها من أهم مراكز اليمين المتطرف الصهيوني في العالم، وتمثل رفعاً لسقف المؤيدين للمقاومة وإعلاء لصوتها ونضالها".
وحول تأثر رئيس حزب "القضية العمالية"، خلال حديثه عن هنية، أوضح شحادة "لقد التقى بالشهيد أبو العبد في قطر، وتأثر به، حتى أنه قال ( لقد رأيت أخاً على اختلاف الأيدولجيات، صحيح أنه إسلامي ونحن شيوعيين ولكن لم نجد بيننا اختلاف)".
يُذكر أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، نعت الأربعاء الماضي، رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته طهران، غداة مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان.
وتوعدت كل من "حماس" وإيران بالرد على اغتيال هنية، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع بالمنطقة.
ويُشار إلى أن حزب "القضية العمالية" البرازيلي (PCO)، أطلق في منتصف حزيران/ يونيو الماضي، حملة إعلامية بعنوان "حماس تروي جانبها من القصة"، وأعلن عزمه توزيع نحو 100 ألف منشور مطبوع على البرازيليين الذين لم يسمعوا "حتى اليوم القصة إلا من بنيامين نتنياهو عبر الصحافة الصفراء، واليوم سيرون القصة من جانب المضطهدين، أولئك الذين يناضلون ضد الإبادة الجماعية والاحتلال، سيرونها وسيسمعونها من جانب حماس" بحسب المنشور.