قائد الطوفان قائد الطوفان

جاء بعد 22 عاما من الانتظار

المجاعة تهدد طفلا (وحيد أهله) شمال غزة 

خاص- الرسالة نت

ما بين الحياة والموت يرقد الطفل محمد أبو مطر على أسرة مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، بعدما أنهك جسده الصغير قلة الطعام وسوء التغذية، بينما زاد انتشار مرض جلدي كسى جسده النحيل الوضع صعوبة.

لم يشفع للأم سعيها لـ22 عاما ما بين الأطباء لتتمكن من احتضان طفلها الذي لم يتجاوز العام والنصف، فجاءت الحرب لتهدد حلمها الذي دفعت في سبيله كل ما تملك. 

تمسك الأم سهام ابنها وتقلب جسده بين كفيها علها تستطيع التخفيف من أوجاعه بعدما اكتسى بالبقع حمراء اللون والتي نزفت دما، فيما علا بكاء الطفل ليملأ صوته أرجاء الغرفة. 

تقول الأم الموجوعة على حال ابنتها: "رزقت بابني بعد "شوق وعطش" حرمت نفسي كل شي كي أتمكن من إنجابه وجعله يعيش حياة كريمة لكن هل يرضي حاله أحد، وضع الشمال تحت الصفر ".

تصف الأم التي تقطن في إحدى مدارس الإيواء بعد أن دمر الاحتلال منزلهم الوضع بالموت البطيء، متسائلة هل تناسب طفلي المعلبات كيف سيأكلها؟.

تضيف الأم "هل يسمعنا العالم هل يرى حال أطفالنا كيف لطفل صغير أن يتحمل كل تلك الأوجاع". 

أما الوالد فيشتكي غياب كل شيء في شمال القطاع فلا طعام يناسب الطفل ولا ماء نظيف وحتى الدواء الموصوف لعلاج ابنه مفقود فيستعيض عنه ببدائل لا تفي بالغرض، فيقول معلقا على الحال: "نحن الكبار تحملنا الوضع وما زلنا نتحمل لكن ما ذنب الصغار".

يضيف الأب البالغ من العمر 45 عاما والعاطل عن العمل منذ بدء العدوان على غزة يعتمد طفلي على الحليب والأرز في غذائه فقط، لا أجد في الأسواق ما يتناسب مع وضعه الصحي وسنه الصغير لن أقول سوى "حسبي الله ونعم الوكيل".

في المقابل لا يملك الأطباء داخل المستشفيات في شمال قطاع غزة أي خيارات لعلاج حالات سوء التغذية التي عجت بها أسرة المشفيات فيقتصر العلاج على المحاليل التي لا تكفي لعلاج أجساد نحيلة فقدت الطعام لأكثر من عشرة أشهر.

 ويقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إن "نسبة كبيرة من سكان قطاع غزة تواجه مستوى كارثيا من نقص الغذاء وظروفاً قريبة من المجاعة".

وبحسب أدهانوم، فإن سوء التغذية قد أدى إلى وفاة 32 شخصاً، بينهم 28 طفلا دون سن الخامسة، وشُخصت حالة أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد وعولجوا منها، بمن في ذلك 1600 طفل يعانون سوء التغذية المزمن.

بدوره، حذر برنامج الأغذية العالمي من استمرار المجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى وجود نحو 300 ألف شخص محاصرين في شمال القطاع.
وقال البرنامج في بيان صحفي، إن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يسير بوتيرة قياسية نحو عتبة المجاعة الثانية، وأكد أن واحدا من كل 3 أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد أو الهزال.

البث المباشر