مراكز طبية بغزة: تدمير معبر رفح ونقص الإمكانيات تقربّنا من التوقف عن العمل
مجمع ناصر: عاجزون عن استقبال الكم الكبير من الإصابات والشهداء
نعيم: المراكز الطبية شمال القطاع تعاني من شلل وعجز خطير
حذرّ مسؤولا في أكبر مركزين طبيين شمال وجنوب قطاع غزة، من خطر الانهيار، والتوقف عن العمل بسبب نفاد المستلزمات، وعدم توفر الإمكانيات الطبية، بعد تدمير الاحتلال لمعبر رفح الطبي.
وقال مسؤولا في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، إنّ هذا الدمار يلحق شللا كبيرا في المركزين، بمجمع ناصر الطبي الذي يعمل كمركز رئيسي جنوب القطاع بعد اخراج الاحتلال مستشفى الأوروبي عن العمل، والمستشفى الأهلي، الذي يعد المركز الطبي الوحيد بمدينة غزة بعدما دمر الاحتلال مستشفى الشفاء.
قال د. محمد صقر المدير التمريضي بمجمع ناصر الطبي، إن المجمع عاجز عن استقبال الكم الكبير من الإصابات والشهداء، مضيفا: "المستلزمات الطبية تقترب من النفاد، وهذا سيسبب كارثة صحية كبيرة، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، والتهديد الإسرائيلي باجتياح ثلثي محافظة خانيونس".
ومجمع ناصر الطبي عاد للخدمة بعدما تعرض للاجتياح مرتين، واستأنف عمله بطاقة 60%، ويعد المجمع الوحيد الذي يعمل في جنوب القطاع، بعد خروج مستشفى الأوروبي عن الخدمة.
وأوضح صقر أن عملية الاغلاق المشدد منذ تدمير الاحتلال لمعبر رفح، قبل 60 يوما، لم يدخل للمجمع المستلزمات التي يحتاجها في ظل العدد الكبير من الإصابات.
وحثّ المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي للقيام بدوره ومسؤولياته، في انقاذ الواقع الطبي في القطاع.
وأشار صقر إلى أن المجازر المروعة التي ترتكب بحق المواطنين، تفاقم من عجز النظام الصحي من التعامل مع هذه الإصابات، "عدد كبير منها يبقى على الأرض، والتعامل معها يبدو معقدا وصعبًا للغاية".
وبين صقر أن الإصابات في جلها معقدة وتعاني من كسور وحروق، وهذا يزيد من عبأ كاهل الطواقم الطبية، مشددا على أنّ الاستهدافات الأخيرة في جلها تستخدم فيها صواريخ محرمة دولية وتترك آثارا خطيرة على أجساد المصابين، كما أنها تؤدي الى الفتك الكامل لأجساد الشهداء المستهدفين.
من جهته، قال د. فضل نعيم رئيس المستشفى الأهلي، إنّ المستشفى الذي يعد المركزي في تقديم الخدمة الطبية بعد تدمير الاحتلال لمستشفى الشفاء، يعاني من شلل وعجز خطير للغاية، بسبب نفاد المسلتزمات الطبية ، والعجز في توفير الإمكانيات الطبية.
وأوضح نعيم لـ"الرسالة نت"، أنّ هناك تواصلا مستمرا مع جهات مختلفة؛ لكن لهذه اللحظة لم تصل أي نتائج مرجوة حول تزويدنا بما نحتاجه، نظرا لاغلاق المعابر وسياسة الاغلاق التي يعاني منها القطاع.
وبين أن ارتفاع نسبة الإصابات بفعل المجازر والحرب الإبادة المستمرة، تدفع بعجز كبير على كاهل النظام الصحي، وتصعبّ من إمكانية التعامل مع جميع الحالات؛ وبعضها يرتقي شهداء.
كما أشار لوجود عجز في الكادر الطبي شمال القطاع، المختص بالتعامل مع العديد من التخصصات الطبية، خاصة الحروق والصدر والأطراف.
وذكر أن نوعية الاستهدافات والقصف، يحقق حروقا كبيرة وتهشيم في العظام، وهذا يجعل الإصابات معقدة، وتحتاج لعمليات، لا تتوفر إمكانيات طبية للتعامل معها.
كما أن انتشار الأوبئة شمال وجنوب القطاع، يضاعف من أزمة النظام الصحي ويسبب في مفاقمة سوء الأوضاع في التعامل مع المصابين.