أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، بيانا مهما، حول تجدد المفاوضات، وذلك ردا على البيان الثلاثي المشترك الذي صدر عن الوسطاء (مصر، قطر، الولايات المتحدة) السبت، والذي قال فيه الوسطاء إنه سيجري عقد لقاء الخميس المقبل بخصوص صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، والذي جاء في البيان أنه آن الآوان لتنفيذه.
بيان حماس تركز حول عدة نقاط وهي:
مطالبة الوسطاء عرض خطة تعتمد على المحادثات وتنفيذ ما جرى التوافق عليه في يوليو بدلا من الانخراط في مفاوضات جديدة،
واعتبار أن الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال.
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أكد في تصريحات صحفية أنه آن الأوان ليأخذ الوسطاء خطوات حاسمة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا وإلزام نتنياهو بها، مضيفا أن العرض الذي قدمه الوسطاء للحركة مطلع يوليو شمل ضمانا أميركيا بموافقة الاحتلال على المقترح.
وشدد حمدان أنه إذا لم يضغط بايدن على "إسرائيل" فإنه لا يمتلك أي شيء ليراهن عليه لإنجاح المفاوضات.
ويأتي موقف حماس في ظل توقيت حساس للغاية وظرف استثنائي ربما هو ما يجعل من لقاء الخميس المقبل حاسم فيما يتعلق بالصفقة، في ظل تصاعد التوتر في المنطقة إلى مستوى غير مسبوق، ما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية في سباق مع الزمن لمحاولة التوصل لاتفاق ولو جزئي مقابل امتناع إيران عن مهاجمة دولة الاحتلال، كما يشير بعض المحللين.
ومن هنا حمل بيان حماس عدة أهداف وهي:
أولا: التأكيد على الخطوط الحمراء التي لا تنازل عنها في أي اتفاق، بل وأنها تزداد احمرارا على وقع المجازر واستمرار شلال الدم خاصة المجزرة الأخير في مدرسة التابعين، وتتلخص في وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة وعودة النازحين لبيوتهم، والإعمار.
ثانيا: وضع حد لمراوغة الاحتلال وتهربه من الصفقة واستمرار العدوان والمجازر والإبادة الجماعية، تحت غطاء المفاوضات، حيث ما زال رئيس حكومة الاحتلال يظهر علانية عدم رغبته في إبرام الصفقة خشية انهيار ائتلافه الحكومي.
وبحسب ما ذكرته هيئة البث "الإسرائيلية" فإن المجلس السياسي والأمني لم يناقش الخميس الماضي الصفقة ولم تتم دعوة فريق التفاوض.
ثالثا: استثمار حالة الضغط و الاستنزاف التي يعاني منها الاحتلال نتيجة انتظار الرد الايراني المتوقع على جريمة اغتيال القائد إسماعيل هنية، ورد حزب الله على اغتيال القائد في الحزب فؤاد شكر، وذلك بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية لمحاولة منع اشتعال المنطقة واندلاع حرب إقليمية.
تلك المخاوف التي دفعت عددا من الدول العربية مثل مصر والأردن الاعلان عن إغلاق مجالهما الجوي، ورفض أن تكون أراضيهما جزءا من أي صراع، ما يفقد الاحتلال جزء من دعم حلفائه في المنطقة ويقوض قدرته على خوض حرب شاملة.
وذكرت القناة 12 العبرية أن دولة الاحتلال أمام أسبوع دراماتيكي فيما يتعلق بصفقة التبادل، حيث يُمارس الأمريكيون ضغوطاً شديدة على كل دول المنطقة، لمنع التصعيد، بالإضافة للضغط على "إسرائيل" وحماس حتى يتم التوقيع على اتفاق في الأيام المقبلة يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة حتى لو كان مؤقتاً - من المتوقع أن نشهد في الأيام المقبلة "قطارا جويا" لكبار المسؤولين الأمريكيين المتوقع وصولهم إلى المنطقة، ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، ورئيس CIA المُشارك في قمة الخميس، وكبير مستشاري بايدن بريت ماكغورك الذي سيصل إلى القاهرة لإتمام الترتيبات الأمنية حول محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
رابعا: منع تهرب الاحتلال من نتائج جولات التفاوض التي جرت خلال الأشهر الماضية أو وضع شروط جديدة لعرقلة الصفقة.
خامسا: محاولة إخراج الصفقة من دائرة التفاوض إلى حيز التنفيذ عبر مطالبة الوسطاء بوضع خطة لتنفيذ ما جرى الإتفاق عليه سابقا، وهو ما تطرق له الوسطاء في بيانهم الثلاثي المشترك، حيث جاء في البيان أن البنود جاهزة وبحاجة لصياغة التنفيذ، بالإضافة إلى وضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم في الحديث صراحة عمن يعطل الصفقة.