قائمة الموقع

تحليل| هل يُحرك تصريح أبو عبيدة المياه الراكدة في (إسرائيل)

2024-08-13T19:42:00+03:00
الرسالة نت - محمد العرابيد

أثار إعلان المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن مجندين مكلفين بحراسة أسرى (إسرائيليين) قاما في حادثتين منفصلتين بقتل جندي أسير وإصابة أسيرتين مجندتين بجراح خطيرة، إرباكا داخل الكيان (الإسرائيلي) وأهالي الأسرى وحكومة الاحتلال المتطرفة.


وحمّل أبو عبيدة حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن المجازر (الإسرائيلية) المرتكبة في قطاع غزة وما يترتب عليها من ردات الفعل التي تؤثر على أرواح الأسرى، مشيرًا إلى أنه جرى تشكيل لجنة لمعرفة تفاصيل ما حدث، وقال إنه سيعلن عن نتائجها لاحقا.


إذ رأى محللون سياسيون وعسكريون أن بيان المتحدث باسم القسام، حمل رسائل عديدة تأتي جميعها للتأكيد بأن حياة الأسرى لدى المقاومة باتت في خطر، وذلك كرد فعل فردي من أفراد المقاومة على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، آخرها مجزرة مدرسة التابعين التي استشهد فيها أكثر من 100 مدني وإصابة العشرات بينهم جراح خطيرة.

 

إحداث هزة

الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، يرى في حديث لـ"الرسالة"، أن بيان المتحدث باسم القسام، حمل مجموعة من الرسائل التي وجهت للمجتمع (الإسرائيلي) وحكومته المتطرفة.


والرسالة الأولى من تغريدة أبو عبيدة، وفق المحلل بشارات، أنه يعتقد أن المقاومة هي مصدر المعلومات حول مصير الأسرى (الإسرائيليين) في قطاع غزة، وبالتالي أي حديث للاحتلال سابقًا ولاحقًا بأنه يمتلك المعلومات فهو غير دقيقة.


ويستند بشارات بحديثه على أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الذي خرج فيه بعد تصريحات أبو عبيدة وقال "إن المعلومات الاستخبارية لا تؤكد ما ورد على لسان القسام"، أي بمعنى أنه لا يمتلك أي معلومة بشأن أسراه المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة.

أما الرسالة الثانية، يرى المحلل بشارات أن المقاومة أرادت أن تحدث هزة داخل الشارع (الإسرائيلي) الذي بدأ يضعف ويغيب حضوره بالضغط على حكومة الاحتلال لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.

ويقول:" بالتالي المقاومة الفلسطينية أرادت إحداث هزة في وعي أهالي الأسرى (الإسرائيليين) بأن مصير وحياة أبنائهم في يد المقاومة باتت مهددة بشكل كبير عما سبق، وأن هذا التهديد مصدره الأساسي هي حكومة الاحتلال التي تستمر في حرب الإبادة على غزة، وترتكب مجازر بشعة بحق المدنيين".


ويتابع:" كذلك الانتهاكات الخطيرة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهنا تذكر المقاومة المجتمع (الإسرائيلي) أنه إن بقيت حكومة الاحتلال الحالية بهذه العقلية وإدارتها لملف المفاوضات والأسرى، سيحول أبناءهم إلى جثث ويجعلهم يفقدون حياتهم".


كذلك الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، هنا تذكير من المقاومة للمجتمع الإسرائيلي أنه إذا بقيت هذه الحكومة في ذات العقلية وإدارة ملف المفاوضات والأسرى فهذا سيحول الأسرى إلى جثث وسيجعلهم يفقدون حياتهم.

ردات الفعل تهدد الأسرى

والرسالة الثالثة وفق المحلل بشارات، الذي يعتقد أن المقاومة هي ملتزمة بحماية الأسرى (الإسرائيليين) وأن هذا الالتزام يأتي من باب القيم والأخلاق، لكن من الممكن أن تدفع ممارسات الاحتلال والمجازر التي يرتكبها تجاه أعمال فردية كردات من أفراد المقاومة، كفعل على مجازر الاحتلال بحق المدنيين، ما يعرض حياة الجنود للخطر.

ويرى المحلل السياسي أن رسالة أبو عبيدة، تهدف للضغط على حكومة الاحتلال، من أجل إنجاز الصفقة وتغيير سياستها فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة، وإدارتها لملف المفاوضات والأسرى.

لقاء الفرصة الأخيرة

وأما الرسالة الرابعة التي جاءت بخطاب أبو عبيدة، كما يقول المحلل بشارات، :"إنها تتزامن مع الحديث عن العودة للمفاوضات في الدوحة يوم الخميس المقبل الموافق 15 أغسطس، وهي الفرصة الأخيرة لإنقاذ حياة الأسرى (الإسرائيليين) في قطاع غزة، وإنهاء الحرب.
ويتابع قائلًا:" المقاومة الفلسطينية تريد أن تعزز من ملف الأسرى خلال المفاوضات، وأنهم أصبحوا في خطر جراء جرائم الاحتلال الذي يرتكبها ضد المدنيين". ويضيف:" بالمجمل وما يتضح بأن المقاومة بدأت تستخدم استراتيجية جديدة للتعامل مع ملف الأسرى في حال فشلت المفاوضات".

الحد من جرائم الاحتلال

 

المحلل والكاتب السياسي ساري عرابي، يرى أن إعلان القسام عن مقتل جندي وإصابة أسيرتين في حادثين منفصلين، هي محاولة على صعيد الإعلام من كتائب القسام لوضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ويوضح عرابي في حديث لـ"الرسالة"، أن رسالة أبو عبيدة تهدف للتأثير على صانع القرار داخل حكومة الاحتلال والمجتمع (الإسرائيلي) وأهالي الأسرى لدفع حكومتهم وجيشهم لوقف المجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وخاصة التي يرتكبها بحق المدنيين يوميًا.


ويشير إلى أنه لا توجد معلومات كافية عن هذه الحوادث، حيث يمكن أن تكون كتائب القسام تستثمر مقتل الجندي الذي قد يكون قتل بقصف (إسرائيلي)، للضغط على الاحتلال لإنجاز الصفقة، حسب قوله.

الضغط على الاحتلال

أما المحلل والكاتب السياسي ياسين عز الدين، يرى أن إعلان القسام يأتي في سياق الضغط على حكومة الاحتلال التي ترتكب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة بشكل يومي.


ويضيف عز الدين في حديث لـ"الرسالة"، :"أن الرسالة من تغريدة أبو عبيدة، تهدف للضغط على الوسطاء والمجتمع الإسرائيلي لإنجاز الصفقة وإنهاء الحرب على قطاع غزة.. والقول لهم إن سياسة نتنياهو الإجرامية تجرهم إلى مربع التضحية بأسراهم لدى المقاومة".

وتجدر الإشارة إلى أن مطالب المقاومة للإفراج عن الأسرى (الإسرائيليين) تتمثل في "إعمار قطاع غزة يبدأ في المرحلة الأولى من صفقة التبادل وليس المرحلة الثالثة"، بالإضافة إلى "بدء وقف إطلاق النار من المرحلة الأولى، وترفض أي معارضة إسرائيلية على أسماء كبار الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، كما ترفض حما إبعاد أي أسير محرر والإفراج عنهم إلى بلدانهم الأصلية، وأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يكون بحسب الأقدمية"، بالاضافة إلى عودة النازحين دون شروط.

كما تطالب (الانسحاب الإسرائيلي) من محور نيتساريم (ممر يفصل جنوب القطاع عن شماله) في اليوم الثالث من بدء تنفيذ الصفقة".

وذكرت حركة حماس في بيان صحفي ، أنها ومنذ بداية العدوان حرصت على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على شعبنا، وأكدت دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان.

وأشارت إلى أنها خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان، وفي هذا السياق وافقت الحركة على مقترح الوسطاء في 6 مايو/أيار 2024م ورحبت بإعلان الرئيس بايدن 31/5/2024م وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص 2735، وهو ما قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق شعبنا، واستمر بالتأكيد على موقفه بأنه غير جاد بوقف دائم لإطلاق النار، وكانت ممارساته العدوانية بحق شعبنا دليلاً عملياً على ذلك.

اخبار ذات صلة