لم يغب عن بال الفلسطينيين تلك الأناشيد التي وثقتها فرقة الوعد اللبنانية، حين أنشدت "قولوا هي يا الربع والخاين ما نريده، نريد الشاب يجاهد وحزامه بأيده"، وهي توثق لأسماء استشهاديين تركوا اثرا عميقا في ذاكرة الفلسطينيين.
عبد الباسط عودة، منفذ عملية فندق "بارك" عام 2002، مثلّ أسطورة لدى أبناء مخيمه في طولكرم، وقتل على إثرها 29 قتيلا إسرائيليا.
الاستشهادي حمد انصيوا أول منفذ عملية فدائية بحرية في قطاع غزة، ولم يعثر على جثمانه.
أسامة حلس، ومسلمة الأعرج، وإبراهيم ريان وإبراهيم المصري، ومحمود العابد، ومحمد حلس، هؤلاء أبرز الاستشهاديين، الذين نفذوا عمليات فدائية بعدما حصلوا على موافقة من أمهاتهم، في مشهد سطرت فيه المرأة الفلسطينية نموذجًا للخنساء.
وكذلك، زخرت العمليات الفدائية بمجموعة فريدة من الاستشهاديات، مثلّن أيقونة النضال والفداء، وباتت كل واحدة منهن نموذجا ملهما في العمل الفدائي، بينهم أول استشهادية في كتائب القسام ريم الرياشي التي نفذت عملية فدائية في العام 2004، لتكون أول استشهادية من غزة أيضا.
ومن أبرز الاستشهاديات خلال الانتفاضة الثانية، وفاء إدريس أول أمرأة فلسطينية تنفذ عملية استشهادية في تاريخ العمل النضالي الفلسطيني بالداخل المحتل، عام 2002م.
تلتها دارين أبو عيشة 22 عامًا، وآيات الأخرس 18 عامًا، وعندليب طقاقطة 18 عامًا، وهبة دراغمة 19 عامًا، وهنادي جرادات28 عامًا، ونورا شلهوب، والهام الدسوقي، وريم الرياشي، وسناء قديح،وزينب أبو سالم، والحاجة فاطمة النجار.
على صعيد مهندسو هذه العمليات، فتحتفظ ذاكرة الشعب الفلسطيني بعديد الأسرى القادة الذين لعبوا دورا مهما في تنفيذها واعداد استشهادييها؛ ثأرًا من هذا المحتل وعقابا له على جرائمه بحق أبناء شعبنا.
الأسير حسن سلامة الذي صدر بحقه أعلى حكم في تاريخ الكيان 67 مؤبدا، كان مسؤولا عن عمليات الثأر المقدس للقائد المهندس يحيى عياش، ثم تلاه الأسير القائد عبد الله البرغوثي الذي صدر بحقه حكما وصف بأعلى حكم أيضا بسبب مسؤوليته عن حقبة واسعة من العمليات الفدائية.
ومن بينهم القادة عباس السيد المسؤول عن تجنيد عبد الباسط عودة، وهي العملية الفدائية التي أوقعت أكبر قدر من خسائر العدو البشرية عام 2002، إلى جانبهم أسرى آخرون منهم شهداء محررون، كالشهيد مازن فقها، الذي كان مسؤولا عن عمليات الثأر للشيخ أحمد ياسين، وكوكبة من الشهداء القادة الذين لعبوا دورا مهما في اعداد العمليات الاستشهادية.
كذلك، لعب القادة الكبار أمثال الشهيد الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ومسؤول الضفة المحتلة، دورا مهما في تـأسيس الخلايا القسامية الأولى؛ التي لعبت دورا مهما في تنفيذ العمليات الاستشهادية والتخطيط لها.
وتشير أدبيات حماس ووثائقها التاريخية لمجموعة من القادة المهندسين، محمد الضيف قائد أركان القسام، والشهداء عدنان الغول، وسعد الدين العرابيد، وسهيل أبو نحل، وخالد أبو سلمية، ياسر طه، وائل نصار،يوسف أبو هين، محمد تيتو مسعود، سهيل زيادة، كمال كحيل، إبراهيم أبو النجا، وغيرهم من الأسماء التي زخرت بها الانتفاضة الثانية في القطاع.
أما في الضفة المحتلة، فكان القادة الشهداء محيي الدين الشريف وعماد وعادل عوض الله، ومحيي الدين الشريف، وايمن حلاوة المهندس الثالث في الكتائب، ضياء الطويل، محمود أبو هنود، زكريا الشوربجي، مهند الطاهر، عماد دروزة، وصلاح الدين دروزة، نصر جرار، والقائمة تطول لأسماء كثيرة لعبت دورا بارزا في هندسة عمليات الكتائب.
وفي دراسة للباحث سلامة أبو راس، لجامعة القدس في أبو ديس، أجراها حول سمات الاستشهاديين في مرحلة بداية الانتفاضة الثانية، بينت أن 67% منهم هم من ذوي الدخل المتوسط فما فوق، كما قالت إن ما يزيد عن 70% حاصلون على تعليمهم البكالوريوس فما فوق.