قائد الطوفان قائد الطوفان

تكرارا لما يحدث في غزة

شمال الضفة يكتوي بحرب الإبادة (الإسرائيلية)

غزة - خاص الرسالة نت

لم ينته التدمير والقتل في غزة، الذي يمارسه جيش الاحتلال (الإسرائيلي) ضمن حرب الإبادة الجماعية، لتطال جرائمه ضمن السياسة ذاتها عبر عمليات تدمير وقتل جديد في شمالي الضفة الغربية المحتلة، التي ينتظرها مخطط يسعى المحتل من خلاله إلى تهجير أكبر عدد ممكن، لتحقيق أحلام بن غفير وسموترش.
 كل المؤشرات تدل على مخطط لتغيير الواقع الديمغرافي على نمط قطاع غزة، وقد أعلنوها أكثر من مرة، ولا زالوا يطالبون الجيش بأن يقوم بجرائمه في الضفة دون حدود.
إطلاق نار عبثي على كل من دب على الأرض، يركض الأطفال وراء بعضهم والنيران تطلق في عملية موسعة قرر الاحتلال أن تستمر لأيام مدعومة بسلاح الجو.
مهدت المُسيرات والقناصة الذين يعتلون البيوت للقوات البرية بأن تتقدم، وجيش مستعربين بين الفلسطينين يهيئون الطرقات لتقدم الجرافات والمزنجرات مدعوم بأحدث أنواع الأسلحة هدفه التدمير كما يحدث في قطاع غزة.

تحركت الآليات فجرا نحو مخيمات جنين وطولكرم وطوباس، جرفت الجرافات طرقات كثيرة خوفا من عبوات قد زرعتها المقاومة بينما استهدفت كتيبة طولكرم في المقاومة إسرائيليين بالرصاص في مخيم نور شمس، والمقاتلون لازالوا يواجهون ويتصدون للآليات في مخيم الفارعة.
وبين كل هذا صرح وزير الخارجية الاسرائيلي بأن الاحتلال يجب أن يتعامل مع الضفة بنفس الطريقة التي يتعامل فيها مع غزة، هكذا علانية، إن لم تستح فاصنع ما شئت، وإن لم يسألك أحد فتقدم، وإن دعمتك الولايات المتحدة بالسلاح لتقتل أكثر، فاقتل، ما الذي يمنعك؟!  بعد أحد عشر شهرا من القتل والإبادة في غزة ؟!!
شهداء وجرحى، فيما الاحتلال يهدد مجددا باقتحام المستشفيات وحصارها، هذه المرة في شمال الضفة وقد حذرت وزارة الصحة من حصار المستشفيات المليئة بالمرضى وطالبت مجددا المجتمع الدولي بالتدخل، في مناشدات توجه للعالم الأصم كالعادة، وتخوف كبير من تكرر مشهد حرب المستشفيات في غزة. وقد قطعت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سلمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض 
دمرت خطوط المياه في الضفة مع تجريف الشوارع، وهدمت البنى التحتية ، شبكات المياه والكهرباء في نور شمس، وقد قطعت الاتصالات في مناطق مختلفة في جنين، وأغلقت وحاصرت أربع مستشفيات ما بين جنين ونور شمس والفارعة.
تحلق المروحيات بالسماء في عملية لم تحدث منذ اقتحام مخيم جنين أو ما تسمى إسرائيليا بعملية السور الواقي في 2002، وبمشاركة فرقة عسكرية كاملة، تزامنت مع اقتحامات في الخليل ورام الله ولكنها ليست بهذا الحجم، فمخيم عين شمس وجنين تشكلان لبنة المقاومة في الضفة .
ثم مع اقتراب انتصاف النهار استطاعت قوات الاحتلال إخلاء مستشفى جنين الحكومي وتفتيش الطواقم والمرضى قبل خروجهم والنظر في هوياتهم.
يصرح الاحتلال بأن أحد أهداف العملية هو الوصول إلى مختبرات تصنيع الأسلحة في الضفة والتي رغم تجربة الاحتلال الفاشلة في البحث عن أسلحة ومقاومين في مستشفيات غزة إلى أنه يكرر السيناريو ذاته مع مستشفيات الضفة ويزيد عدد الشهداء لأن وصول الإصابات للمستشفيات بات صعبا ويكاد يكون مستحيلا .
اقتحم الاحتلال مراكز طبية واحتجز طواقمها بمخيم الفارعة، وقد ظهرت الصور كما ظهرت مسبقا من مستشفى الشفاء والأندونيسي ومستشفى ناصر، إبادة وتخريب وترهيب واعتقال في إرهاب ممتد منذ أحد عشر شهرا.
ويخبرنا محللون بأن الاحتلال قد أعلن وصادق على هذه العملية منذ مارس 2023 على أن يبدأ بتنفيذها في أواخر اكتوبر من نفس العام، حتى جاءت عملية طوفان الأقصى وأجلت اقتحام القوات للضفة، وها هو يبدأ الآن بعد أحد عشر شهرا من حرب إبادة على غزة.
أرض مجرفة مكسرة، وشوارع فارغة، هكذا بدت الصورة في مخيم جنين وعين شمس، ولا زالت العملية مستمرة، ولا زال العالم صامتا على كل هذا الإرهاب.

البث المباشر