قائمة الموقع

خاص| لليوم الثاني.. شمالي الضفة بمواجهة حرب الإبادة 

2024-08-29T10:55:00+03:00
خاص- الرسالة نت

يستمر العدوان العسكري الإسرائيلي في شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الثاني على التوالي، بينما وصل عدد الشهداء  إلى ستة عشر شهيدا، بينهم قيادات وعناصر بالمقاومة.

وفي الحي الشرقي لمدينة جنين حاصر الاحتلال منزلا تحصن فيه مقاومون، بينما أصيب جندي برصاص المسلحين ، وفجرا قتل الاحتلال خمسة شهداء في محاصرة مسجد في نور شمس من بينهم قائد كتيبة نور شمس محمد جابر والمعروف بأبو شجاع، حسب ادعاءت الإعلام العبري،  وقد تناقل الإعلام العبري أيضا أخبار مواجهات بين الشباب والجنود وإصابتهم لجندي في العملية.

الآليات العسكرية تغلق الطرق وتمنع أي تحرك باتجاه مخيم نور شمس وفي مناطق عدة داخل مدينة طولكرم ولا زال الإغلاق مستمرا، ولا زال الجنود يتوافدون إلى المخيم، وتستفز  المزنجرات المواطنين القلائل المتواجدين في الشوارع منهم الطواقم الصحفية، بينما تخرب البنى التحتية في طريقها، وتجرف الشوارع وتدمر شبكات المياه والكهرباء في كافة أرجاء المخيم بحجة البحث عن عبوات ناسفة.

منذ ساعات وبعد دخول العملية يومها الثاني يؤكد شهود عيان أن العملية لم تشهدها الضفة الغربية منذ عملية ما يسمى (السور الواقي) 2002 سواء في نور شمس أو مخيم جنين أو مخيم الفارعة.

ستة عشر شهيدا حتى الآن، وعشرات الإصابات موزعة على المخيمات الثلاثة، ولم تهدأ الجرافات عن التدمير متركزة في شارع نابلس الذي يربط المدينة بطولكرم، حيث يعاني الأهالي من الحصار ومن وضع إنساني صعب نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن نور شمس بالكامل، إضافة إلى ما قامت به الجرافات متسببة بقطع المياه أيضا عن المخيم، ما يشكل أزمة حقيقية للأهالي ويدهور الأوضاع الإنسانية أكثر.

ومن الجدير بالذكر أن المخيم أصلا يعاني من وضع اقتصادي صعب بسبب الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الاحتلال على المخيمات منذ السابع من أكتوبر، ولا يمكن للمواطن هناك أن يغطي احتياجاته لفترة طويلة، فيما لو طال الحصار وطالت العملية أكثر سيفاقم ذلك من أزمة الوضع الإنساني واحتياجات الأهالي من أدوية وطعام ومنع الطواقم الطبية من الوصول لإغاثة المرضى أو المصابين.

القناصة الإسرائيلية منتشرة على أسطح البنايات المرتفعة، بينما يعلن الاحتلال نية المواصلة حتى الإجهاز على كتيبة نور شمس بأكملها، مع العلم أن الاحتلال ألغى قانون الانفصال عن غزة والضفة في العام الماضي ليبدأ باعادة الاستيطان في المخيمات الشمالية.

وما يجري الآن هو إعادة احتلال حقيقية حسب محللين، وبدأت أوساط إسرائيلية متطرفة تنطلق بإعادة إقامة المستوطنات الأربعة التي تم إخلاؤها وبناؤها من جديد وإعادة احتلال المنطقة، وهي المستوطنات التي كانت ضمن خطة الانسحاب من مستوطنات في قطاع غزة والضفة.

لم يكن هذا التدمير المتواصل منذ الأمس في الضفة إلا امتداد للتدمير المستمر والقتل والإبادة في قطاع غزة منذ أحد عشر شهرا تحت رعاية الإرهاب الإسرائيلي، وتشمل تحركات بن غفير داخل الأقصى ودعواته بإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى، في محاولة مستمرة لتغيير ديمغرافية الأمكنة خاصة في جنين وطولكرم وطوباس، ما يقدر بعشرة آلالف جندي اقتحموا المخيمات ولاحقوا حتى الصغار .

وعلى مدخل جنين أيضا لا زالت القوات الإسرائيلية متوقفة، لا تسمح لأحد بالدخول ولا بالخروج، في وقت تتصدى له المقاومة داخل المخيم، حيث أعلنت عن استهداف قوة إسرائيلية بعبوة متفجرة محلية الصنع، مع تشديد الحصار على أحياء من مدينة جنين إلى جانب المخيم أبرزها الحي الشرقي للمدينة ومحاصرته ولا زال الاشتباك مستمرا حتى اللحظة.

المقاومة الفلسطينية لا زالت بخير، فهي تعرف تفاصيل المخيمات والمدن، وليست المرة الأولى التي تستهدف فيها المدينة، وحتى اللحظة لم تحقق القوات أي انتصار تسعى إليه، وكل ما فعلته هو تجريف للشوارع ونسف للبنى التحتية .

الكاتب والمحلل فضل طهبوب من الضفة الغربية يرى فيما يحدث مناورة إسرائيلية لتضليل الرأي العام العالمي، لأن الاحتلال معني باحتلال قطاع غزة والإبقاء على احتلال فلدلفيا، ويرى فيما يحدث شمال الضفة بأنه تضليل ومناورات لكسب الوقت، حسب قوله في مقابلة مع الرسالة نت. 

بينما يرى المحلل السياسي عثمان أبو صبحة أن الاحتلال يحافظ على وتيرة دموية واحدة كل يوم، وأن ما يحدث لم يعد مجهول المعنى فالضفة مستباحة منذ زمن بعيد وقوات الاحتلال تدخل إلى المناطق جميعها وتقوم بشتى أنواع النشاطات سواء ملاحقة الشباب المقاومين بكل أشكال المقاومة حتى النشطاء على شبكات التواصل ملاحقين، حتى الكلمة تقاوم، على حد تعبير أبو صبحة.

ويقول أبو صبحة في مقابلة مع الرسالة نت: إن (إسرائيل) استغلت انشغال العالم بالحرب الدائرة في غزة وتقوم باقتحام ممنهج وتستخدم القوة المفرطة حتى المسيرات لقصف جنين ونابلس وطولكرم والبدء بتدمير البنى التحتية، والآليات تخرب في الشوارع بشكل متعمد لإيقاع أكبر أذى ومن أجل أن تكون الحاضنة الشعبية التي ترعى المقاومة

والمقاومين تنقلب على المقاومة ولكن الأمر صعب لأن هذا الشعب يستوعب هذه النوايا ويقف إلى جانب مقاومته".

ويضيف أبو صبحة: "العالم الحربي الذي يدعي الحريات قد باعنا منذ عقود مضت قوانين الحرية وحقوق الإنسان والطفل، لكن حينما تعلقت القصة بنا سقطت تلك الشعارات، والاحتلال اليوم يضغط حتى يقتنع الشعب الهجرة والبحث عن لجوء آخر، لكنه يعي هذه النوايا بشكل كامل ولا زال متمسكا بأرضه وبحقوقه".

في هذه اللحظة لا زال الاحتلال يدفع قواته الى المخيمات، يوسع طرقا من خلال هدم جدران المنازل وتدميرها على رؤس ساكنيها في الضفة استكمالا لسيناريو الإبادة الفلسطينية الذي لم يكن السابع من أكتوبر بدايته، بل هو مستمر منذ أكثر من سبعين عاما.

اخبار ذات صلة