وثق مركز صدى سوشال 650 انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، مقابل انتشار المحتوى التحريضي الإسرائيلي على نطاق واسع.
وجاء في التقرير أن الانتهاكات الرقمية تصاعدت ضد المحتوى الرقمي الفلسطيني، تمثلت بحالات رقابة وحذف للمحتوى المؤيد للفلسطينيين، بما في ذلك القيود المفروضة على استخدام الفلسطينيين لمنصات التواصل الاجتماعي، وزيادة الضغط على الصحافيين وتعقيد الحياة اليومية من خلال تعطيل الخدمات التكنولوجية الحيوية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المركز أنه هذه الانتهاكات تندرج ضمن سياق أوسع لسياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 11 شهراً، حيث تمارس شركات التكنولوجيا العالمية سياسات قمعية للصوت الفلسطيني بغرض تقليص تأثيره على المنصات الرقمية.
وأكد أن تقييد المحتوى الفلسطيني خلال حرب الإبادة يعد استمرارا للسياسات التقييدية ضد المحتوى الفلسطيني ، والتي تمارسها منصات التواصل الاجتماعي منذ أعوام.
وبينما رصد المركز أكثر من 650 حالة رقابة وحذف للمحتوى المؤيد للشعب الفلسطيني، أشار إلى انتشار المحتوى التحريضي الإسرائيلي على نطاق واسع، لا سيما في ما يتعلق بالضفة الغربية ومدينتي جنين وطولكرم.
وأشار المركز إلى ضغط متزايد على الصحافيين والناشطين الذين تم ترشيحهم لجوائز عالمية، مؤكداً أن ذلك يعكس إصراراً على فرض قواعد الرقابة وتحيزًا واضحًا في سياسات المنصات، “مما يلقي بظلال من الشك مرة أخرى على التزامها بالحيادية وحرية التعبير في الفضاء الرقمي”.
وركّز التقرير كذلك على الرقابة المفروضة على المحتوى الإخباري، فمن بين الحالات البارزة للرقابة حذف الصور أو مقاطع الفيديو المتعلقة برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد اغتياله في طهران، حتى وإن خلت الصور من أي آراء سياسية أو إشادة.
كما حظرت منصات ميتا، خصوصاً فيسبوك وإنستغرام، نشر صور من المظاهرات التي تحمل شعارات مثل “الموت لإسرائيل” و”الموت لأميركا”، وهو ما يؤثر “على قدرة المؤسسات الصحافية على العمل بمهنية، وينتهك هذه الممارسات والمبادئ الأساسية للعمل الصحافي، ويمحو الخط الفاصل بين نقل الأخبار كحق أصيل للصحافيين وحق المستخدمين في تبني الأفكار بحرية ودون قيود”.
وكانت “ميتا” من أبرز الشركات التي عملت على التضييق على المحتوى الفلسطيني، كما هي الحال منذ سنوات. إذ لجأت الشركة إلى استخدام أسلوب “الشادو بان” على صفحات الإعلام الفلسطيني.
وذكر صدى سوشال أنه العديد من الشكاوى التي تفيد بتقليص ظهور وانتشار الصفحات الإعلامية الفلسطينية دون أن تصدر أي انتهاكات رسمية واضحة.
في المقابل، لفت التقرير إلى أن ميتا رفعت الحظر المفروض على كلمة “شهيد” بينما قررت تقييد استخدام مصطلح “الصهاينة” على منصاتها، مبررة ذلك بأن “المصطلح يُستخدم أحيانًا للإشارة إلى اليهود والإسرائيليين بمقارنات تجردهم من إنسانيتهم، أو تدعو إلى إيذائهم أو إنكار وجودهم”.
ولفت التقرير إلى انتهاك رقمي خطير، تمثل في قيام جهات مجهولة بإنشاء حسابات مزيفة باستخدام أسماء صحافيين ونشر صورهم بقصد نشر معلومات كاذبة والإضرار بسمعتهم، مبيا أنه هذه الحالة تكررت تسع مرات، ما يشكل تهديداً مزدوجاً للصحافيين الذين يواجهون تهديدات جسدية وهجمات على سمعتهم الرقمية.
وفي سياق الاحتيال أيضاً، أشار مركز صدى سوشال إلى زيادة في إنشاء صفحات مزيفة تنتحل صفة البنوك الفلسطينية المحلية، “وقد تم استخدام هذه الصفحات للاحتيال المصرفي ضد المستخدمين”.
ولفت التقرير كذلك، إلى تعطيل الاحتلال الإسرائيلي خدمات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في مناطق عدة، ما أثّر كثيراً على الفلسطينيين في قطاعي النقل والتوصيل. بالإضافة إلى ذلك، حظرت إسرائيل وقيّدت الاتصالات مع قطاع غزة، بما في ذلك خدمات الاتصالات مثل سكايب، ما زاد من تعقيد التواصل مع القطاع المحاصر.
كما عطّلت خدمات الرسائل النصية القصيرة الجماعية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما زاد من الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في الوصول إلى حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الضفة الغربية استنسخ الاحتلال الإسرائيلي استراتيجيته في غزة بقطع خطوط الاتصالات والإنترنت، وطبقها في مدينة جنين خلال العدوان العسكري على شمال الضفة في محاولة لفرض تعتيم رقمي على السكان خلال عمليات الاجتياح.