غزة-لميس الهمص- الرسالة نت
جاءت الوثائق السرية على قناة الجزيرة في نهاية يناير الماضي لتكشف المستور من فضائح سلطة فتح بحق الثوابت الفلسطينية، إلا أن ذلك الملف لم يأخذ حقه بسبب الثورات التي خاضتها الدول العربية.
مراقبون يرون أن الكرة الآن في ملعب الشعب الفلسطيني بعد هذا الكشف الواضح الذي قدمته وثائق الجزيرة، مطالبين بموقف فلسطيني حازم تجاه الفئة الفاسدة المفرطة بالحقوق والثوابت، وتخليص القضية من أيديهم حتى لا تضيع من خلال مشاريعهم لتصفية للقضية الفلسطينية.
جهد متواصل
المنسق العام لمؤتمر حق العودة د.سلمان أبو ستة، يقول: "المجتمع الفلسطيني برمته يدافع عن حق العودة ويدعو لمؤتمرات تعقد دوريا، لافتا إلى أن هناك اعتصامات ستخرج للمطالبة بانتخاب مجلس وطني جديد.
وشدد أبو ستة في تصريح خاص "بالرسالة نت"، على ضرورة أن يقرر 70% من اللاجئين الموجودين خارج فلسطين مصيرهم في أية انتخابات قادمة .
وأضاف:" سقوط نظام مبارك أنهى الدعم لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، لذا حريا به أن يلتفت إلى متطلبات شعبه ، وان يجري انتخابات، والواضح انه لن ينتخب مجددا.
وتابع:" تسريبات الجزيرة بينت الصورة الحقيقية لخنوع المفاوض، والدرك الهابط الذي وصل إليه، والاستجداء المخزي الذي مارسه للحصول على دويلة يحشر مواطنوها في أقفاص منعزلة،
ويتمتع فيها المفاوضون بوظيفة كبيرة وفيلا في أبو ديس أو أريحا، ولتذهب قضية فلسطين، بما فيها القدس وحق العودة، إلى الجحيم.
ووصف المنسق العام لمؤتمر حق العودة، الوثائق، بالقشة التي قسمت ظهر البعير، مستطردا " هذا البعير كان صابراً لمدة 18 عاماً منذ كارثة أوسلو، ولكن ثورته قد جاء أوانها الآن".
جاري العمل
مدير دائرة العلاقات الدولية في حركة "حماس" القيادي أسامة حمدان، ذكر أن ما حدث هو إثبات بالوثائق للتنازل عن حقوق الفلسطينيين من خلال تقديم التنازلات ، موضحا أنهم اجروا سلسة من الاتصالات مع شخصيات وطنية للتعامل مع الواقع والفريق الذي فقد شرعيته من خلال تنازله عن الحقوق.
وقدم د. صائب عريقات مؤخراً استقالته من دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية، عقب فضائح كشف المستور.
وفي هذا الصدد ، أشار أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه، أن عريقات استقال بعد الوثائق التي سربت من دائرة شؤون المفاوضات وقامت بنشرها قناة الجزيرة الفضائية.
وكان قد كشف عريقات عن تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية عليا، تتولى التحقيق في موضوع تسريب الوثائق الخاصة بالمفاوضات لقناة الجزيرة.
وقال عريقات "اذا ثبت ان عملية تسريب الوثائق من دائرة المفاوضات، فإنني سأكون أن المسئول الأول والأخير عن هذا الأمر، باعتبار ان هذه جزء من مسؤولياتي التي أتحملها شخصيا".
وتعقيبا على استقالة عريقات قال د. أبو ستة:" عريقات استقال لانه عجز عن اخفاء مستنداته وليس لأنه فرط بالحقوق.
حل المجلس
وكان الدكتور أبو ستة عضو في المجلسين الوطني الفلسطيني، والمركزي المنبثق عنه، قال في رسالة خطية وجهها إلى سليم الزعنون رئيس الوطني "بصفتكم رئيس المجلس الوطني, وهو المجلس الذي يلي رئيس المنظمة في حال فقدانه, فإن عليكم واجباً وطنيا ورسميا ". وأضاف:" عليكم أن تدعو ربع أعضاء المجلس على الأقل إلى الانعقاد فوراً في مكان مقبول (والخيارات كثيرة) وحل نفسه, والدعوة إلى انتخاب مجلس جديد يمثل كافة الشعب الفلسطيني بكل أجياله وتوجهاته".
وطلب من الزعنون عدم اللجوء إلى "الأعذار الصحيحة والوهمية التي تقدم لاستمرار تعطيل إرادة الشعب الفلسطيني".
وبين أبو ستة "للرسالة نت" أن الزعنون رد عليه ردا تلفونيا مطولا ليعرب عن استعداده لتقدم عدة اقتراحات لتسهيل .
أما عن المطلوب بعد تلك الوثائق، قال المنسق العام لمؤتمر حق العودة، :" المطلوب إقالة كل طاقم أوسلو من أعمالهم فوراً، ورفع الشرعية عنهم وعن كل أعمالهم السابقة، لافتا إلى ضرورة عقد مؤتمر جديد للاجئين يضم ممثليهم في كافة أنحاء العالم، ويدافع عن وطنهم فلسطين بكل الوسائل. وينبثق عنه "مجلس اللاجئين".
كما يرى انه يتطلب دعوة المجلس الوطني الحالي الذي انقضت شرعيته بحكم الواقع وبحكم عجزه عن القيام بأي دور منذ عقدين من الزمان، إلى الاجتماع مرة واحدة لحل نفسه، والدعوة إلى انتخاب مجلس وطني جديد يمثل كافة الشعب الفلسطيني في كل مكان (بما في ذلك فلسطين 1948 بترتيب خاص).
ويضيف: لم نعد نقبل الأعذار التي عطلت اتفاق الفصائل في مارس 2005 ، أو ادعاء صعوبة إجراء الانتخابات أو عدم معرفة أماكن تواجد الفلسطينيين.
وطالب أبو ستة، بإنشاء محكمة وطنية تحاسب كل من كان له دور منذ اتفاقية أوسلو إلى اليوم في مخالفة الثوابت الوطنية أو التعاون مع العدو أو الفساد المالي والسياسي أو إهدار المال العام.