يردّد الإعلام العبري الكثير من الشائعات ضد سكان شمال قطاع غزة، والذين أحبطوا بصمودهم في منازلهم ومناطق سكناهم على مدار عام، خطط الاحتلال (الإسرائيلي) في إفراغ سكان الشمال من سكانه.
وبين الفترة والأخرى يخرج الإعلام العبري بعددٍ من الأخبار، والتي غالبا ما تكون مفبركة وهدفها التأثير على صمود سكان شمال غزة.ولعل آخر هذه الأخبار، هي خطة الجنرالات والتي تتطلع لتهجير عدد إضافي من سكان مدينة غزة وشمال القطاع إلى وسط القطاع وجنوبه.
لا تخيف المواطنين
المواطن بسام حمدان من مدينة بيت حانون، يؤكد أن الكثير من الشائعات التي نسمعها هنا وهناك عن سكان شمال غزة، ولكن لم نعد نكترث لكل هذه الأقاويل. ويقول حمدان: "ما نريد قوله هو إن السكان الذين صمدوا في منازلهم كل الفترة السابقة، وما زالوا يفشلون كل مخططات العدو، سيبقون ولك يرحلوا عن مناطقهم".
ويسكن حمدان في مدرسة الشوا والتي تقع في مدينة بيت حانون، وهي المنطقة التي دمرها الاحتلال والتي تصنّف أنها ضمن المناطق الخطيرة والتي يصعب على المواطنين البقاء بها في ظل الحرب الجارية.
ويوضح أنه ورغم الخطر الذي يحيط به وبعائلته، إلا أنه يفضّل البقاء والموت في بيت حانون على الخروج منها، "في أسوأ الأحوال أغادر منطقتي إلى مخيم جباليا، ومتى سمحت الفرصة العودة للسكن في بلدتي ومسقط رأسي فإنني أعود كما أنا موجود حاليا."
ويضيف حمدان: "نزح شقيقي خالد وأسرته إلى جنوب غزة في شهر نوفمبر الماضي، كان يظن أنه سيذهب أسبوعين ويعود، ولكن الآن يقترب غيابهم من العام". ويتابع: "أتحدث مع شقيقي يوما، يقول لي صراحةً أن خطأ عمره الوحيد والذي سيبقى أن يندم عليه طوال عمره، هو خروجه من شمال غزة".
ويلفت إلى أن شقيقه لم يفهم رسالة جيش الاحتلال بالنزوح جنوبا بأنها عملية تهجير، ولو فهم ذلك من البداية لما خرج. خاتما حديثه: "لن نخرج من أرضنا ولن نكرر نكبة عام 1948، لن يحدث هذا ولو كلفنا الأمر استشهادنا جميعا".
ويتفق المواطن شادي مصطفى مع سابقه، في أنه لن يحدث ويتركوا شمال غزة بعد عام من الصمود في وجه القصف والتجويع، مشيرا إلى أن مخططات حكومة الاحتلال المتطرفة لن تمر.
ويقول مصطفى: "جميع سكان شمال غزة يدركون جيدا أن إسرائيل تتطلع لتصفية القضية الفلسطينية، وأن ذلك سيمر عبر سكان شمال غزة، ولكن لن نسمح له بذلك".
بدوره، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن خطة الجنرالات الإسرائيلية التي تستهدف السيطرة على شمال قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، هي حبر على ورق فقط، وتنفيذها يواجه العديد من الإشكالات.
ويوضح الفلاحي في مداخلة على قناة الجزيرة، أن خطة الجنرالات تتحدث عن السيطرة على شمال قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، وهي تأتي في سياق المرحلة الرابعة للحرب البرية في القطاع.
ويضيف: "تشمل مرحلتين رئيسيتين، الأولى تتمثل في فرض حصار وتجويع المدنيين، وفتح ممر عبر طريق الرشيد لتمكينهم من النزوح إلى المناطق الوسطى، على أن يتم وضع نقاط تفتيش لهم".
ويتابع: "المرحلة الثانية ستشهد هجوما عسكريا كبيرا على شمال غزة، في وقت تتحدث في إسرائيل عن وجود آلاف المقاتلين في هذه المنطقة". لكن صمود وثبات السكان هناك، كفيل بإفشال كل هذه المخططات، ويجعلها تذهب أدراج الرياح.