عقد "اتحاد المؤسسات العربية الفلسطينية في البرازيل - فيبال"، خلال الفترة من 20 - 22 أيلول/سبتمبر الجاري، مؤتمره الحادي عشر، في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل) بحضور أكثر من 220 مشاركاً، من بينهم مندوبون ومراقبون، يمثلون الجالية الفلسطينية في البرازيل من الولايات جميعها، بالإضافة إلى نشطاء من مختلف التوجهات والحركات تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
كما شارك في المؤتمر الذي ستجري فيه انتخابات اختيار مجلس إدارة "فيبال" لفترة الأربع سنوات 2024-2027، سفراء ودبلوماسيون، بما فيهم سفير السلطة الفلسطينية في البرازيل إبراهيم الزبن، والسفيرة في تشيلي فيرا بابون، وسفير العراق في البرازيل فراس الهمداني، وسفير ليبيا في البرازيل أسامة صوان، بالإضافة إلى دبلوماسيين آخرين وقادة الحركات الدينية والسياسية والاجتماعية.
بدأ المؤتمر أعماله بالسلام الوطني الفلسطيني يليه البرازيلي، ودقيقة صمت "حداداً على أرواح أكثر من 50 ألف ضحية، بينهم نحو عشرة آلاف ما زالوا تحت أنقاض الدمار الذي خلفته إسرائيل في غزة".
واشتملت أعمال المؤتمر، على مناظرات حرة مع ضيوف من مختلف التوجهات، مثل مناظرة "العالم العربي الجديد وانعكاساته على المجتمع العربي البرازيلي"، بحضور الأساتذة والباحثين سميرة عادل عثمان وناتاليا كالفات والصحفية والمعلقة السياسية الدولية، برونو بيكليني.
كما عقدت جلسة نقاش حول "الفصل العنصري في فلسطين وتداعياته" مع سكرتير حقوق الإنسان في "فيبال"، فابيو باسيلا سهد، وأستاذ العلاقات الدولية، برونو هوبرمان.
وكان من بين المحاضرات التي عقدت، محاضرة عن "أهمية ودور التضامن مع فلسطين"، بحضور ميسيارا أوليفيرا، عضو حركة التضامن مع فلسطين منذ الثمانينيات وعضو اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال البرازيلي، وجوليا كوبف، الأمين العام لاتحاد الطلاب البرازيلي، وتياجو أفيلا، أحد منظمي أسطول الحرية، واختتمت النقاشات والمناظرات بجلسة عامة مفتوحة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وبحضور الحركات الشعبية ولجان التضامن مع فلسطين.
بالإضافة إلى إنشاء ركن واسع يضم معرضًا للصور واللوحات الفنية والكتب وغيرها من المواد التي تظهر جانباً من الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته قال، عليان علاء الدين، الرئيس الأسبق لـ"فيبال" (2004-2019) وأحد المندوبين إلى المؤتمر، إن "النقطة الأساسية في كل هذا العمل هي استمرارية هذه المؤسسة التي تأسست عام 1979"، مؤكداً أن "المؤتمر تميز اليوم بأنه غير تقليدي، فالمشاركة لم تقتصر على المندوبين المنتخبين من قبل المجالس المجتمعية، ولكن أيضًا مع ممثلين عن قطاعات متنوعة ومختلفة، مثل العاملين في مجال الصحة والحقوقيين والنساء، مما أدى إلى إثراء المشاركة في هذا المؤتمر".
أما قاضي المحكمة الاتحادية العليا ووزير الخارجية البرازيلي السابق، فرانسيسكو رزق، فقد انتقد خلال مشاركته، زعماء العالم الذين "يدعمون نفاقاً الإبادة الجماعية في غزة، وخاصة الولايات المتحدة".
وأضاف خلال مشاركته في المؤتمر، أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن، هذه الشخصية المثيرة للشفقة والمخبأة، كان في العقود الأخيرة، السياسي الأمريكي الذي حصل على أكبر قدر من الأموال من اللوبي الإسرائيلي"، مذكرا أن بديله في السباق للرئاسة الأمريكية، كامالا هاريس، أقل "قتامة من مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب".
بدوره، أكد منسق المؤسسات الأهلية في "فيبال"، محمد علي، على أهمية انعقاد المؤتمر، وأنه يمثل "اجتماعاً عاماً للكل الفلسطيني في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتوحيدنا واجتماعنا كفلسطينيين".
وأضاف علي في تصريحات صحافية، على هامش مشاركته في المؤتمر، أنه "من المعروف أن الجالية الفلسطينية في البرازيل استطاعت أن تؤثر في الرأي وأصحاب القرار السياسي في الدولة البرازيلية من خلال انخراط أبنائها في جميع المجالات السياسية والقانونية وحتى الاجتماعية والرياضية وحتى الإنسانية". مضيفاً "لذلك تتجلى أهمية هذا المؤتمر لتوحيد الجهود في دعم قضيتنا الفلسطينية العادلة".
وأوضح علي، أنه ومن خلال متابعته لجميع اللجان الفرعية والأساسية والمشاركين والداعمين للقضية الفلسطينية، وجد أن "كل اهتمامهم هو العمل على وقف العدوان والتطهير العرقي الذي يتعرض له أهلنا في غزة، ولجم جماح المستوطنين في الضفة الغربية والحفاظ على قدسية الأماكن المقدسة".
وشدد علي، أن "للاتحاد دور أساسي في تغيير الرأي العام في الشارع البرازيلي، وقد لمسنا هذا التغيير من خلال خطاب الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في كثير من تصريحاته ومواقفه الرسمية، إلى جانب فضح الاتحاد للكذب والتضليل ومواجهة الرواية الإسرائيلية التي كانت تعم الشارع البرازيلي".
يُذكر أن المؤتمر الذي بدأ الجمعة، يختتم أعماله مساء اليوم الأحد، بحفل تنصيب القيادة المنتخبة الجديدة لـ"فيبال". وقد تأسس الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل "فيبال" عام 1979، ويعتبر الكيان القانوني والرسمي الذي يمثل الشتات الفلسطيني على الأراضي البرازيلية.