قائمة الموقع

رغم ضراوة الحرب.. أم فراس العائدة لغزة غير نادمة

2024-09-25T09:57:00+03:00
خاص- الرسالة نت

ثمة من يسكن الوطن قلوبهم رغم طول بعدهم عنه، وثمة من هم مستعدون لاقتطاع جزء من أرواحهم ليقدمونها قربانًا لأوطانهم على طبق من حبٍ وحنين، كيف لا؟ وقد كوت الغربة أضلاع صبرهم على مدار سنواتٍ عجاف من البعد والشوق لأرضٍ رسم الحنين إليها حدودها في أفئدتهم.
السيدة الثلاثينية (أم فراس) التي عادت إلى قطاع غزة قبل بدء حرب الإبادة بثلاثة أشهر، بعد ثلاثة عشر عامًا من الغربة في دول الخليج، تشاركنا قصتها مع (غزة المعشوقة) كما تسميها، تقول "يعلم الله أنها ما غابت عن قلبي وروحي وأحلامي للحظة، كان شوقي الدائم لغزة وأملي بالعودة قريبًا هو السبب الوحيد لصبري على غربتي."

تنقلت أم فراس على مدار سنوات اغترابها بين عدة وظائف ما بين تحفيظ القرآن، والتدريس، والعمل في العلاقات العامة، لكنها الآن وبعد أن اصطدمت فرحة عودتها لغزة بتشتت شمل عائلتها واستشهاد الكثير من أحبتها، بدأت تفكر في طريقة تكسب فيها قوت أطفالها الثلاثة الذين اضطر والدهم لتركهم معها قبل أن يغادر القطاع عائدًا إلى الخليج، فقررت أن تبدأ بمشروع إعداد الخبز على فرن الطين وبيعه للنازحين حولها في منطقة مواصي خانيونس.

تقول عن مشروعها "لم أكن أتوقع أبدًا أن تطول الحرب كل هذا الوقت، وبدأنا نجد صعوبة في التحويلات المالية من الخارج، لذلك اخترت أن أتعلم كيف أستخدم (فرن الطينة)، لأبدأ مشروعًا يكون مصدر رزق لي ولأبنائي الذين يساعدوني في بيع الخبز بعد أن أنتهي أنا من إعداده وتجهيزه."

من الجدير ذكره أن (أم فراس) تعاني من الأنيميا الحادة، وتضطر لنقل وحدات دم باستمرار، عدا عن أنها خضعت لأربع عمليات جراحية خلال حرب الإبادة لمحاولة السيطرة على حالتها الصحية خشية من تراجعها، الأمر الذي لا يتناسب مع مهمة العجين والخبيز الذي يحتاج صحة قوية وعضلات مفتولة.

هذا التحول الجذري في أحوال غزة وواقعها، دفعنا لسؤال آخر "هل تندمين على قرار العودة لغزة؟"، لتجيب بلا أدنى تردد "كنت سأندم لو لم أتخذ قرار العودة إليها، وإني لأسأل الله ألا يكتب لي خروجًا من أرضها ما حييت، فقد زادتني الحرب لغزة حبًا وتشبثًا وتعلقًا، لو حرقوها حرقًا ما هزوا حبي لها قيد شعرة، إنها معشوقتي" حسب وصفها.
وتتابع باندفاع "هذه الحرب اصطفاء، وإني أسأل الله أن يستعملني ولا يستبدلني."

اخبار ذات صلة