حذر الناشط الحقوقي في مدينة القدس خالد زبارقة من أنّ المسجد الأقصى المبارك سيواجه خطرًا غير مسبوق خلال موسم الأعياد اليهودية الممتد من الثالث من أكتوبر/ تشرين أول المقبل وحتى الـ 25 من الشهر ذاته.
وأوضح المحامي زبارقة أنّ خطورة الأعياد هذا العام تكمن في تداعيات ما سبقها من إعلان عزم حكومة الاحتلال تمويل اقتحامات المستوطنين، وتصريحات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير بشأن إقامة "كنيس يهودي في الأقصى" والسماح بصلاة اليهود في باحاته بكل حرية وبدون قيود.
وأشار زبارقة في تصريحٍ صحافي" إلى أنّ المتطرفين في حكومة الاحتلال وجماعات "الهيكل" الاستيطانية يرون في الأعياد هذا العام فرصة سانحة لحسم الأوضاع في المسجد الأقصى لصالحهم.
ورأى أنّ الصمت العربي والإسلامي والدولي تجاه ما يتعرض له الأقصى من اعتداءات وجرائم تصاعدت بعد السابع من أكتوبر المنصرم، شكل حافزًا لدى دولة الاحتلال للمضي قدمًا في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الهادفة لتغيير هوية المقدسات، وسط انشغال العالم في حرب غزة.
وأكد زبارقة أنّ سلوكيات "ابن غفير" العنصرية وتصريحاته التي تستهدف المقدسات، ليست آراء فردية إنما "مشروع دولة قائم منذ عقود وتتفق عليه جميع الأطياف السياسية داخل إسرائيل".
وتتخذ جماعات "الهيكل" المتطرفة عبر تاريخها من فترة الأعياد اليهودية الممتدة من "رأس السنة العبرية" وحتى "عيد ختمة التوراة" مواسم لتصعيد عدوانها على المسجد الأقصى ومحاولة تغيير هويته من مسجد إسلامي إلى "كنيس يهودي" خالص.
وخَلصت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف نشرته مؤخرًا، إلى أنّ المسجد الأقصى يواجه ذروة التهديد الوجودي الذي يُمكن أن يشهده منذ احتلاله، مرجحةً أن ترعى شرطة الاحتلال أكبر عدوان على الأقصى في موسم الأعياد القادم، تحاول فيه فرض كامل الطقوس التوراتية العلنية لكل عيد.
ومن أبرز هذه الطقوس "اقتحام المسجد الأقصى بأعداد هائلة والسجود الملحمي ونفخ البوق ورفع الأعلام بشكلٍ جماعي، وارتداء "ثياب التوبة" البيضاء التي تُحاكي ثياب طبقة الكهنة، وفرض القرابين النباتية في باحات الأقصى".
وعلى ضوء ذلك، انطلقت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الاحتشاد وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه وإعماره، من أجل حمايته والدفاع عنه.