قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال قام بإهلاك مئات الدونمات الزراعية في قطاع غزة وهي ما تبقى من السلة الغذائية للمجوّعين في استمرار ممنهج لأدوات جريمة الإبادة الجماعية.
وأكد المرصد أن تدمير جيش الاحتلال الأراضي المزروعة بالخضروات شمالي قطاع غزة يعكس إصرارها على إبادة الفلسطينيين جماعيًّا هناك بفرض ظروف معيشية تؤدي بهم إلى الهلاك الجسدي والتجويع وتدمير الموارد التي لا غنى عنها للبقاء. لافتا إلى أن الاحتلال يتعمد حرمان أهالي غزة من الإنتاج الزراعي في وقت تواصل فيه حصار القطاع بشكل غير قانوني وتقيد بشدة دخول الإمدادات الغذائية منذ نحو عام.
وفي الأرقام قال المرصد أن قوات الاحتلال عملت على إخراج نحو 80% من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة إما بعزلها تمهيدًا لضمها للمنطقة العازلة بالقوة على نحو يخالف القواعد الآمرة بالقانون الدولي أو بتدميرها وتجريفها.
وأضاف في بيان له :" وثقنا توغل القوات الإسرائيلية مصحوبة بالجرافات صباح أمس الأول الثلاثاء في بيت لاهيا شمالي القطاع وشروعها بعمليات تجريف واسعة طالت أكثر من 500 دونم من الأراضي التي أعيد مؤخرًا زراعتها ببعض الخضروات لتلبية احتياجات الأهالي الذين يعانون من تجويع ممنهج وحصار تعسفي"
ولفت بأن ذلك يعكس إصرار إسرائيل على حرمان الفلسطينيين من الاعتماد على السلة الغذائية الزراعية المحلية، في وقت تمنع فيه إدخال كميات مناسبة من الخضار والمواد الغذائية لشمالي القطاع ما أدى إلى تفشي المجاعة بشكل حاد.
كما أن قوات الاحتلال جرفت ودمرت جميع الأراضي الزراعية على امتداد السياج الأمني الفاصل شرقي قطاع غزة وشماله بعمق يصل لنحو 2 كيلو متر، وبذلك تكون أخرجت نحو 96 كيلو مترًا مربعًا من الأراضي الزراعية حسب المعلومات التي جمعها المرصد
وشدد على أن الغالبية العظمى من هذه الأراضي التي باتت ضمن نطاق المنطقة العازلة التي يحظر على المدنيين ولاسيما المزارعين الوصول إليها والتي كانت تمثل الجزء الأكبر من مساحة الأراضي الزراعية في القطاع.
ولفت إلى أن ما تبقى من مساحات مخصصة للزراعة محدودة للغاية، غالبيتها في منطقة "المواصي" غربي خانيونس جنوبي قطاع غزة، وهي المنطقة التي باتت تؤوي مئات الآلاف من النازحين قسرًا.
وحذر المرصد من نتائج الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة والتي تحمل آثارًا وخيمة على الصحة العامة والبيئة والأراضي الزراعية وجودة المياه والتربة والهواء، بينما تتفاعل تأثيرات ذلك بشكل تراكمي والذي يمكن أن يتسبب بقفزات مرعبة في حالات الوفاة.