في ذكرى معركة طوفان الأقصى

(الياسين 105) يُحول آليات الاحتلال لكومة حديد

قذيفة الياسين
قذيفة الياسين

الرسالة - محمد العرابيد

في يوم السابع من أكتوبر 2023 تلقى جيش الاحتلال ضربة أمنية وعسكرية تعد الأقوى له منذ عشرات السنوات، حيث نفذت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" عملية أطلقت عليها "معركة طوفان الأقصى".
ومنذ الساعات الأولى ليوم السبت السابع من أكتوبر نفذ القسام عملية "برية وجوية وبحرية" ضد قوات الاحتلال في "غلاف غزة"، بالتزامن مع إطلاق آلاف الرشقات الصاروخية على أرضينا المحتلة.
وتمكنت كتائب القسام من السيطرة على "غلاف غزة" والمواقع العسكرية لساعات وقتلت وأسرت مئات جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، والقضاء على فرقة غزة خلال ساعات.

الدخول البري

أعلنت حكومة الاحتلال الحرب على قطاع غزة، وشن طيرانها الحربي غارات وحزامات نارية، وارتكب الاحتلال خلالها أبشع المجازر بحق المدنيين العزل.

الضربات الجوية استمرت 20 يومًا ولم تتوقف لثانية على شمال قطاع غزة بالأخص، الذي أجبر أغلب سكانه على النزوح من أماكن سكناهم من شدة القصف العنيف.
وفي مساء يوم 27 أكتوبر 2023، شن جيش الاحتلال توغلًا بريًا داخل قطاع غزة، وهو جزء من الحرب، بعد أن ظن أن الغارات العنيفة قد قضت على مقاتلي القسام ودمرت أنفاقهاـ

 مفاجآت القسام!

وكشف القسام عن استخدامه لقذيفة الياسين 105 محلية الصنع، لأول مرة خلال عملية "طوفان الأقصى"، إذ استخدمت في الاقتحام الأول لمواقع الاحتلال العسكرية بغلاف غزة.
وقد تم إسقاط هذه القذيفة في بداية المعركة على دبابة من الجو بواسطة طائرة مسيرة، كما استهدف بها المقاومون دبابات جيش الاحتلال من مسافات قريبة في عدة مناطق بقطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام استخدام قذيفة "الياسين 105" لأول مرة في حرب "طوفان الأقصى"، وكشف عن ذلك المتحدث باسمها أبو عبيدة في خطاب له يوم السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتصبح أحد أبرز الأسلحة لمواجهة جيش الاحتلال في شوارع وأزقة قطاع غزة.

 ما هي قذيفة الياسين؟
شكلت قذيفة "الياسين 105" علامة فارقة في مواجهة القسام للآليات جيش الاحتتلال المتوغلة في غزة خلال الحرب على القطاع المحاصر، وقد أعلنت الكتائب في منتصف شهر تموز 2023، أن هذه القذيفة دمرت أكثر من 1100 آلية للاحتلال منذ بداية الحرب.
واستطاعت كتائب القسام الاعتماد على نفسها بتصنيع قذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، التي تبلغ كلفتها 500 دولار، ووفرت كميات كبيرة منها مكنت مقاتليها من التدرب على استخدامها.
والياسين 105 في صورتها الحالية تطوير لقذيفة "تاندوم 85" الروسية، التي استخدمتها المقاومة لأول مرة في معركة "الفرقان" في يناير/كانون الثاني 2009.
وتتكون قذيفة الياسين 105 من رأس تدميرية مزدوجة، تحتوي على حشوتين تنفجران عبر مرحلتين، الأولى تنفجر وتخرق الدرع الخارجي، والثانية تخترق فولاذ الدبابة وتنفجر بداخلها.
ويقدر مدى قذيفة "الياسين 105" بما بين 100 و500 متر، ويكون مداها المؤثر في حدود 150 مترا، كما تبلغ سرعتها القصوى 300 متر في الثانية.
ولدى القذيفة قدرة تدميرية عالية، تستخدم ضد الآليات المدرعة تدريعا عاليا، يتم إطلاقها بقاذف "آر بي جي" محمول على الكتف، وعيار القذيفة 64/105 مليمتر، ووزنها الكلي، 4.5 كيلوغرامات، وقدرة في الحديد الصلب: 60 سنتيمترا بعد الدرع الخارجية.

صائدة الدبابات!
الخبير الاستراتيجي والعسكري واصف عريقات، يرى أن قذيفة الياسين 105 شكلت عاملًا مهما وأساسيا في معركة "طوفان الأقصى" لقدرتها على التصدي وتدمير آليات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة.
وأوضح عريقات في حديث لـ"الرسالة"، أن جيش الاحتلال تفاجأ من قدرة قذيفة الياسين على تدمير وإعطاب الآليات وناقلات الجند المحصنة والمتطورة، مشيرًا إلى أن القذيفة كانت إحدى أهم الأسباب التي غيرت مسار الحرب البرية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن كتائب القسام نجحت في تدريب مقاتليها ببراعة لاستهداف نقاط ضعف المدرعات والآليات العسكرية المصفحة وما تحمله من ذخيرة ما يؤدي إلى تفجيرها بشكل كامل.
وأكد عريقات أن أهم أسرار قوة "الياسين 105" أنها عبارة عن قذيفتين متتاليتين تقوم الأولى بتفجير الدرع التفاعلي للدبابة واختراق جزئي أو كلي في الدرع الفولاذي، لتكمل القذيفة الثانية عملية الاختراق إلى الداخل لإحداث انفجار يقود إلى تدمير الدبابة بشكلٍ كامل.
وشدد الخبير الاستراتيجي والعسكري على أن الخبرات العسكرية والإرادة هما عامل أساسي في نجاح المقاومين بصناعة هذه "القذيفة التي أدهشت العالم، كما أفشلت القذيفة بيع مدرعة النمر المصفحة لدول العالم بملايين الدولارات. 

تأثير مزدوج
وأثارت قذيفة الياسين المضادة للدروع، والتي أنتجتها كتائب القسام انتباه خبير روسي، بسبب حداثتها وطريقة أدائها القوية، وقال إنها "عبارة عن نسخة من قاذف آر بي جي 7 روسي الصنع، وذات تأثير مزدوج".
وقال يوري ليامين، أحد كبار الباحثين في المركز الروسي لتحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، "إننا لا نعرف الخصائص الدقيقة لهذه القذائف".
واستدرك ليامين "ولكن من المحتمل أن تكون رؤوسها الحربية المزدوجة قادرة على المكافحة الفعالة للمدرعات الحديثة، بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية ميركافا 4 وناقلات الجنود المدرعة الثقيلة نمر التي تم تصميمها على أساسها".

البث المباشر