قائمة الموقع

كوارث بيئية وصحية مرتقبة في غزة مع اقتراب فصل الشتاء

2024-10-01T16:52:00+03:00
غزة - خاص الرسالة نت

يبدو فصل الشتاء المرتقب ضيفا ثقيلا على قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الحرب التي تطوي عامها الأول، حرب إبادة جماعية تنتهجها (إسرائيل) بغطاء أميركي كامل.
وعمد جيش الاحتلال إلى تدمير كامل للبنية التحتية في قطاع غزة، بالتزامن مع منع إدخال الوقود اللازم لعمل البلديات، مع تكرار عمليات الاستهداف لأفراد البلديات الذين يعملون على تصليح وترميم شبكات الصرف الصحي والأمطار.
ويأتي ذلك بالتزامن مع انعدام الوقود وغاز الطهي في محافظات غزة، حيث تدخل كميات شحيحة منه إلى جنوب غزة، في وقت ترفض (إسرائيل) منذ عام كامل إدخال أي كميات من غاز الطهي إلى مناطق شمال غزة.
تخوفات وقلق
المواطن شريف عنبر والذي نزح بأفراد أسرته من بيت لاهيا إلى مواصي خانيونس، يؤكد أنه لا يعرف كيف سيتدبر أمور أسرته مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال عنبر الذي يسكن خيمة إن شح الشوادر والمواد اللازمة لتثبيت الخيمة، يزيد من قلقه، مشيرا إلى تخوّفه من غرق خيمته وفراش عائلته مع اشتداد الأمطار.
وأوضح أن بقاءهم في المناطق الغربية القريبة من البحر، يزيد من متاعب أسرته في الشتاء، في وقت لا تتوفر أغطية كافية لأطفاله الخمسة، وهو ما يزيد من همومه في ظل القتل والتهجير الذي يعيشونه.
ويأمل عنبر أن يعودوا إلى شمال غزة قبل اشتداد الشتاء ودخول موسمه، مشيرا إلى أن (إسرائيل) تستخدم قضية النازحين المدنيين للابتزاز وزيادة معاناتهم دون تحرّك الجهات الأممية لمنع ذلك.
ودعا أهله وجيرانه المتواجدين في شمال غزة، إلى الثبات في منازلهم وعدم الخروج من مناطق سكناهم، مؤكدا أن قرار نزوحه إلى جنوب غزة هو خطأ كبير له ولا يغتفر.
المواطنة أم لؤي عابد والتي تسكن في حي الشيخ رضوان، تتحدث عن معاناتها الكبيرة بعد عام كامل دون إدخال غاز الطهي إلى مناطق شمال غزة.
وقالت عابد إن (إسرائيل) تمنع إدخال الطعام والوقود وغاز الطهي إلى المدنيين في شمال غزة، في مضاعفة لمعاناتهم في ظل حرب الإبادة من قتل وتدمير وتهجير وتجويع.
وأوضحت أن معاناة عدم وجود غاز طهي، تتضاعف مع اقتراب موسم الشتاء والذي تزداد فيه حاجة المواطنين لإشعال النار والتسخين وعمل الطعام.
ولفتت إلى أن عربة الحطب كانت لا تتجاوز 50 شيكلا في بداية الحرب، أما الآن ومع شح الحطب في شمال غزة تُباع العربة بـ 400 شيكل.
ونوّهت إلى أن زوجها الذي لا يقوى على شراء الحطب بهذا السعر المرتفع، يضطر للذهاب للمناطق الشرقية من مدينة غزة لجلب الحطب، في وقت يبدو الذهاب إلى هذه المناطق خطرا كبيرا بسبب القصف المتكرر من جيش الاحتلال، والذي أدى في أوقات سابقة لاستشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين.

 نداء عاجل!
في حين، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، نداء استغاثة إنسانيًا عاجلًا لإنقاذ مليوني نازح في القطاع قبل حلول فصل الشتاء واهتراء خيام النازحين، محذرا من كارثة إنسانية حقيقية على النازحين.
وأشار المكتب الإعلامي إلى وجود 543 مركزا للإيواء والنزوح في قطاع غزة، نتيجة ارتكاب قوات الاحتلال (الإسرائيلي) جريمة التهجير القسري، مؤكدا أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يومًا بعد الآخر، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1.9 إلى 2 مليون نازح في مختلف محافظات القطاع.
وأوضح المكتب الإعلامي أن 100 ألف خيمة من خيام النازحين من أصل 135 ألفا أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب الاهتراء.
وأشار إلى أن تلك الخيام مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، واهترأت مع حرارة الشمس ومع ظروف المناخ في غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور 11 شهرًا متواصلة من النزوح والظروف غير الإنسانية المرافقة له.
وأكد المكتب أن الاحتلال (الإسرائيلي) منع إدخال 250 ألف خيمة إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير.
وحمّل المكتب، الاحتلال (الإسرائيلي) والإدارة الأميركية كامل المسؤولية عن هذه الظروف الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وناشد الدول العربية والإسلامية ومجلس التعاون الخليجي لإدخال المساعدات والخيام لمليوني نازح.
وطالب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية والمؤسسات العالمية ذات العلاقة بـ "الخروج عن صمتها وتقديم الإغاثة الفورية والعاجلة للنازحين الذين هُم بأمسّ الحاجة إلى مأوى مناسب يقيهم من برد الشتاء وحرارة الصيف، وقبل ذلك الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

اخبار ذات صلة