أوقفت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية الصحافي الفلسطيني ليث جعار اليوم الجمعة، أثناء تقديمه شكوى ضد أحد عناصر الأمن بعد أن اعتدى عليه بالأمس.

وفي الليلة الماضيه اعتدى أحد عناصر أمن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية على الزميل الصحفي في طولكرم، شمالي الضفة، وهدده بإطلاق النار عليه، وذلك أثناء عمل جعار مع المصور في محيط مستشفى ثابت ثابت الحكومي لتغطية المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال بمخيم طولكرم، بقصف جوي غير مسبوق أوقع 18 شهيدا.

وقال جعار في تصريح إعلامي، إن أحد عناصر الأمن، ويدعى أحمد غسان قوزح، تهجم عليه بشكل شخصي، وانهال عليه ضربا وشتما، وهدده بإطلاق النار عليه إذا تقدم نحو محيط مخيم طولكرم أو شاهده مرة أخرى في أي مكان بمدينة طولكرم.
وسبق أن تحدث جعار عن حملة تحريض واسعة عليه عبر شبكات التواصل من قبل صفحات مشبوهة ومجهولة .
وانتقدت عائلة جعار تلك الحملات التي استهدفت ابنها، ومن جانبها، أدانت شبكة الجزيرة اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على مراسلها ليث جعار واعتقاله، وطالبت السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عنه.
ووصفت الجزيرة احتجاز وتوقيف جعار بأنه "تصعيد خطير وانتهاك واضح لحقوق الصحفيين، يدخل ضمن سلسلة الاستهداف الممنهج لصحفيي الجزيرة في الأراضي الفلسطينية".

وفي تعليقه على الحدث قال مهند كراجة رئيس مجموعة محامون من أجل العدالة:" تابعنا منذ 7 أكتوبر توقيف أربعة صحافيين ودائما تحاول الأجهزة الامنية إيجاد مبرر إجرامي لإيقاف الصحافيين ووضع تهم غير حقيقية لتبرير توقيفهم".
ويعتقد كراجة بأن هذا ما حدث مع ليث جعار مطالبا السلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عنه ووقف كل هذه السياسات التي تمارسها السلطة من انتهاكات ضد الصحافيين وضد المدافعين عن حقوق الإنسان واستخدام القضاء والأجهزة الشرطية في توقيف الصحافيين.

ولفت كراجة بأن محامون من أجل العدالة أصدرت بيان تنديد وبيانا آخر لمطالبة كافة المؤسسات الأمنية والنيابة العامة بالضغط لأجل الإفراج عن غيث وأن يكون هناك استجابة من المؤسسات الحقوقية والدولية ومحاسبة كل من حرض على ليث واعتدى عليه وتسبب باعتقاله التعسفي.  
وأضاف كراجة بأن هناك ثلاث جرائم قامت بها السلطىة:" التحريض والاعتداء والتوقيف بعد أن قدم  جعار شكوى"  وهذا فيه رسالة مهمة جدا وخطيرة وهي إخافة الناس وتحذيرهم من تقديم أي شكوى إذا مورس الاعتداء ضدهم من أي جانب أمني ".
من جهتها، استنكرت حركة "حماس" حملة "التحريض المتعمد التي يتعرض لها الصحفي ليث جعار مراسل قناة الجزيرة في الضفة الغربية، وأدانت "تعرضه للاعتداء الجسدي من أحد عناصر أجهزة السلطة الأمنية، وتوقيفه واحتجازه أثناء تقديمه شكوى ضد العنصر الذي اعتدى عليه".

وقالت الحركة في تصريح صحافي اليوم الجمعة: "إننا إذ ندين هذه الممارسات المرفوضة بحق الصحفي جعار، نعتبر أن هذه السلوكيات من شأنها تهديد حياة الصحفيين والتضييق عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم وتأدية رسالتهم، خاصة في ظل الظرف الميداني الحساس الذي تمر به الضفة الغربية وما تتعرض له من عدوان صهيوني متصاعد".