تحت عنوان "تراث في خطر"، يستضيف "متحف جنيف للفنون والتاريخ" في سويسرا، معرضاً يضم 44 قطعة أثرية من غزة، تضيء على التاريخ الغني لهذا الجزء من العالم، أي فلسطين، التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى طمس هويتها وتهويدها.
ومن بين القطع المعروضة جِرار وتماثيل صغيرة وشواهد مقابر ومصابيح زيت، إلى جانب بضع عشرات من القطع الأثرية الأخرى من السودان وسوريا وليبيا.
أمينة المعرض، بياتريس بلاندان، قالت إن هذه المعروضات: "جزء من روح غزة، إنها الهوية"، معتبرة أن التراث "هو في الواقع تاريخ هذا القطاع وتاريخ الناس الذين يسكنونه".
وتشكّل القطع جزءاً من مجموعة واسعة تضم أكثر من 530 قطعة محفوظة داخل صناديق في حظيرة آمنة في جنيف منذ عام 2007.
وشدّد المتحف على أن "القيمة التراثية لقطع غزة المحفوظة في جنيف تبدو أكبر" نظراً إلى أنّ التراث الثقافي الفلسطيني أصبح راهناً "ضحية للتدمير أكثر من أي وقت مضى".
وكانت هذه الآثار التي توضح جوانب من الحياة اليومية المدنية والدينية من العصر البرونزي إلى العصر العثماني، أُحضرت إلى جنيف عام 2006 لعرضها في معرض بعنوان "غزة على مفترق طرق الحضارات".
ويقام المعرض الذي يستمر حتى 9 شباط/فبراير 2025، بمناسبة الذكرى الــ 70 للتوقيع على معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، ويركّز على مسؤولية المتاحف في حماية الممتلكات الثقافية في مواجهة التدمير والنهب والصراعات، ويذكّر بأن التدمير المتعمد للتراث يُعَدُّ جريمة حرب.
وقال عضو السلطة التنفيذية لمدينة جنيف، ألفونسو غوميز، إن: "القوى المتسلطة أدركت أن الممتلكات الثقافية هي مسألة حضارية لأنه لم تتوقف يوماً عن الرغبة في تدمير هذا التراث، كما هو الحال في الموصل".
أما مدير المتحف، مارك أوليفييه والر، فأسف لكون "معتدين كثر يعمدون في حالات النزاعات إلى المسّ بالتراث الثقافي لأن ذلك يعني طبعاً محو هوية شعب وتاريخه".
ودفعت المواقع التراثية والأثرية والثقافية في قطاع غزة ثمناً باهظاً منذ العدوان الذي تشنه "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ورصدت منظمة "اليونيسكو" أضراراً لحقت بـ 69 موقعاً ثقافياً منذ بداية العدوان على غزة، استناداً إلى صور الأقمار الصناعية، من بينها 10 مواقع دينية و7 أثرية، و43 مبنى ذات أهمية تاريخية وفنية، و6 نصب، ومستودعان للأغراض الثقافية ومتحف واحد.