قائمة الموقع

فلسطين إلى الواجهة و(إسرائيل) أمام المحاكم الدولية

2024-10-09T09:44:00+03:00
غزة - خاص الرسالة نت

فضخت معركة طوفان الأقصى نازية ووحشية الاحتلال (الإسرائيلي) وفتحت أعين العالم على جرائمه التي كان كثيرا ما يتغاضى عنها، ما شكل رأيا عاما مناهضا وحرك الآلاف من الجماهير، فيما تبنت المنظمات والمؤسسات الدولية مواقف غير مسبوقة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
ومع مرور عام على المعركة بدأت ملامح التغير العالمي تظهر جلية فكشفت عن اتجاه شعبي متزايد في مساندة القضية الفلسطينية ودعم المقاومة ومناهضة الاحتلال.

عادت للمركز

ورافق الحراك الشعبي الذي شهدته العديد من دول العالم حراكا سياسيا كبيرا، وأعلنت كل من أسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين وسط غضب (إسرائيلي)، كما كان لافتاً استقالة 6 من العاملين في الإدارة الأميركية منهم 4 في الخارجية الأميركية وواحد في وكالة الاستخبارات الدفاعية "البنتاغون"، وأخرى في وزارة الداخلية، احتجاجاً على السياسة الأمريكية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.
الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون قال إن طوفان الأقصى نجح في تحشيد الأمة ضد الاحتلال (الإسرائيلي) وضد مشاريعه في المنطقة، خصوصا أن هذه المشاريع كانت ستكون على حساب أمتنا والدول العربية وعلى حساب الشعب الفلسطيني، فلم يكن الاحتلال يعترف بأي من حقوق شعبنا.
واعتبر أن ميزة عملية الطوفان الأقصى أنها نقلت الصراع إلى مستواه الحقيقي الصفري، الوجودي، مشيرا إلى أنه كان لابد من أن يستشعر الاحتلال بأنه لا مكان له تحت شمس الشرق الأوسط.
وذكر أن الرأي العام كان قبل عملية طوفان الأقصى ينظر إلى الشعب الفلسطيني أنه لا حول له ولا قوة، وكانت هناك حالة استسلام للرؤية (الإسرائيلية)، لكن بعد الطوفان زاد المتعاطفون مع الحق الفلسطيني، المتفاعلون مع القضية.
ويؤكد المدهون أن طوفان الأقصى أحيت القضية من جديد وأعادتها إلى المركز، فأصبح العالم يطرح ضرورة قيام دولة فلسطينية في المحافل الدولية، وبات الكل يدرك أن القضية الفلسطينية هي المركزية على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم، ولا أحد يستطيع القفز عنها.
ويرى المدهون أن من أبرز ما حققته عملية طوفان الأقصى أنها كشفت وجه (إسرائيل) القبيح، الوجه الذي حاول أن يتجمل بأنه دولة ديمقراطية، فإذا به يفوق النازية بإجرامه، وظهر للعالم أن الاحتلال لا يؤمن بالآخر، وترتكب جرائم إبادة، مبينا أن (إسرائيل) أصبحت مجرمة على المستوى الدولي، وعلى مستوى الوعي في الرأي العام.
ولفت إلى أن المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الانسان رأت حقيقة الاحتلال ولم تعد تقتنع بأنها الدولة الديموقراطية بل أصبحت رقم واحد في الإرهاب والإجرام.

تغيرات غير مسبوقة

وأظهر تقرير مركز الجزيرة للدراسات السنوي للعام 2023-2024 والذي حمل عنوان "طوفان الأقصى والحرب على غزة: تداعيات متعددة الأبعاد"، أن الحرب كشفت عن اتجاه شعبي متزايد في أوساط الشباب خاصة، لمساندة القضية الفلسطينية ودعم المقاومة ومناهضة الاحتلال.
وبين التقرير أن الحرب أطلقت دينامية داخلية أفسحت المجال لشخصيات عامة وقيادات سياسية في تلك البلدان لمساءلة مؤسسات الحكم والتشريع عن دعمها غير المشروط (لإسرائيل). 
ولفت إلى تزايد الأهمية السياسية لكتلة الناخبين من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، ولتحالفاتهم مع فئات أخرى من المجتمع الأميركي. ويخلص التقرير إلى أن هذه كلها تطورات غير مسبوقة ستكون لها آثار مهمة خاصة على المديين، المتوسط والبعيد.
ومن أبرز نتائج حملات المناصرة المقاطعة التي نظمتها الكتل الطلابية والشبابية في الكثير من الدول سحب العديد من الشركات استثماراتها مع الاحتلال، ومنها شركة "بوما" التي أعلنت عن عدم تمديد رعايتها لمنتخب دولة الاحتلال، كما سحبت شركات هامة في مجال البناء استثماراتها من مشاريع بناء سكك الحديد في مدينة القدس.
ولا يمكن التغاضي عن قضية مثول (إسرائيل) أمام محكمة العدل الدولية كإنجاز واضح ومهم في تاريخ القضية الفلسطينية التي عانت لعقود من احتلال يتمتع بالحصانة الدولية ويتعالى على كافة القوانين، ليجد نفسه في هذه الحرب موضوعاً في قفص الاتهام أمام أهم المحاكم الدولية (محكمة العدل الدولية).
 في السياق، يؤكد الكاتب سائد كراجه أن عملية الطوفان ستدرس تنظيما وتخطيطا، حيث لم يتوقع أحد استمرار العملية للآن، مبينا أن من أهم نتائجها عربيا أنها وجهت جيل الشباب العربي للتركيز على الصراع العربي (الإسرائيلي)، وأدت إلى فهمهم له كصراع استعماري بقيادة (إسرائيل) بدعم من الحلف "الإنجلو أميركي". 
في حين يرى الكاتب في مقال له أن الطوفان أحدث عالميا انتفاضة شبابية في جيل شباب أوروبا وأميركا الذي بدأ يتساءل عن فكرة (إسرائيل) ويحاكمها وفق حقوق الإنسان، ويتجاوز مخاوف معاداة السامية واللوبي الصهيوني.
ويقول كراجه: "بدأت تحركات غير مسبوقة لمحاكمة (إسرائيل) أمام المحاكم والمنظمات الدولية، وأيضا بدأ الاعتراف بالدولة الفلسطينية يكتسح العالم. حتى أن أصواتا يهودية - مثل المؤرخ إيلان بابيه - تقول بأن نهاية المشروع الصهيوني قد بدأت"

اخبار ذات صلة