قال معن بشور الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، إنّ ملحمة طوفان الأقصى مثلت نقطة تحول على عدة مستويات، فلسطينيا وعربيا ودوليا.
وأضاف بشور في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، أنها تعبير عن انفجار شعب عانى من الظلم والعدوان والاحتلال، ومن تدنيس مقدساته عقوداً مديدة، بل ربما بدأ الظلم منذ بدء المشروع الصهيوني أواخر القرن التاسع عشر.
وأكدّ أنّ الطوفان أيضاً يعني بطولات شعب ظن كثيرون أنهم استطاعوا من خلال حروب ومعارك واتفاقات وفتن أن ينهوا قضيته، فإذ به يخرج من كل معركة أقوى من المعركة التي سبقتها.
وشدد على أنّ الطوفان بداية انكشاف حجم الإجرام الصهيوني، وسقوط السردية الصهيونية للقضية الفلسطينية، ففلسطين في عين العالم بعد "طوفان الأقصى" هي بالتأكيد تختلف عما قبلها.
وأضاف بشور: "هذا اليوم أيضاً يعني أنه إذا توفر لشعب قيادة مؤمنة، مكافحة، مصممة على مواجهة العدو فإن النصر يُكتب لها، خصوصاً إذا تميزت هذه القيادة وهؤلاء المقاومون بإيمان وبكفاءة ومهارة ميدانية عالية".
وتابع :" لقد ظهر في "طوفان الأقصى" ما هو أكثر من بطولة المقاومة الفلسطينية، ظهر التخطيط الدقيق لتلك العملية وكفاءة الأداء بما أدى إلى إنهاء أسطورة التفوق الصهيوني".
وبيّن أن ملحمة الطوفان فتحت مرحلة جديدة من الصراع مع العدو لن تنتهي قبل أن يزول هذا الكيان الذي زلزلته ملحمة "طوفان الأقصى"، وما زالت تزلزله رغم كل الآلام والأوجاع والخسائر البشرية والمادية التي منينا بها لكنها معركة الأمة ومعركة المستقبل ومعركة الكرامة والحرية.
وأشار بشور إلى أنّ ملحمة "طوفان الأقصى" كانت نقطة تحول على غير صعيد، منها الصعيد الفلسطيني حيث أكدت للعالم كله أن هناك قضية حق وأن هناك شعب يطالب بحقه مهما غلا الثمن.
وأكدّ أنّ الملحمة هي نقطة تحول على الصعيد العربي، إذ كشفت من جهة أن في الأمة مقاومين شكلوا معاً جبهة مقاومة لهذا الاحتلال تمتد من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق واليمن إلى عموم الحركة الشعبية العربية والإسلامية، التي وإن لم تستطع أن تحقق إنجازات ملموسة بالضغط على حكامها لكنها عبّرت بأشكال مختلفة عن عمق ارتباطها بقضية فلسطين، وبحق شعب فلسطين في تحرير أرضه ، وإزالة هذا الكيان الغاصب.
وعلى الصعيد الإقليمي فتحت هذه المعركة الفرصة لالتحام قوى إقليمية إسلامية بالدرجة الأولى فكان الدعم الإيراني دعماً حقيقياً على غير مستوى في هذه المعركة ، وأكد أن هذه المعركة هي معركة أبناء الأمة العربية والإسلامية جمعاء، تبعا لبشور.
وأوضح بشور أنّ المعركة نقطة تحول على الصعيد الدولي، إذ أسقطت السردية الصهيونية لصالح السردية الفلسطينية وعرّفت العالم بحق الفلسطيني، وبأن وراء هذا الحق مقاومين أشداء لا يمكن أن يتنازلوا عن حقهم، هذا التحول لمسناه أولاً على الصعيد الشعبي بالمظاهرات التي عمّت العالم، وبعلم فلسطين الذي ارتفع في كل أنحاء العالم كما لم يرتفع علم آخر في تاريخ البشرية.
وبين أنه على صعيد المستوى الرسمي للمعركة، أظهرت دولاً ناصرت العدوان في بداية ملحمة "طوفان الأقصى" لكنها بدأت تتراجع ، بل تتحول، وهناك بالتأكيد بعض القوى التي ما زالت شريكة في هذا العدوان لم تبدل موقفها، بل تتمسك به لاعتبارات متعددة، أولها الخوف على هذا الكيان الذي زرعوه في المنطقة ليكون حارساً للمصالح الاستعمارية فيها، ولكن حتى في هذه الدول بدأ الشعور أن من طلب منه حراسة وحماية مصالحهم في المنطقة يجدون أنفسهم اليوم مضطرين لحمايته، وأن هذا الكيان الذي كان عوناً لمشاريعهم ومخططاتهم بات عبئاً عليهم في هذه المنطقة وفي العالم كله.
وختم بالقول: "لذلك تهون كل التضحيات ويتحمل شعب فلسطين ومعه أمته كل العذابات والآلام والجراح، وهي ليست قليلة، ولكن من قال إن حرية الشعوب تأتي بدون ثمن غالٍ، وقال شوقي يوماً " وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"، وها هي يد الفلسطينيين المضرجة بالدماء والشهداء تدق أبواب النصر والتحرير بإذن الله".