قائد الطوفان قائد الطوفان

في اقتحام مخيم جباليا

ثمن الحقيقة يدفعه المصور فادي الوحيدي من دمه

المصور فادي الوحيدي
المصور فادي الوحيدي

خاص- الرسالة نت

يعرفه أطفال المخيم، كثيرة هي الصور التي التقطها وهو يساعدهم على إكمال مسيرة حياة فرضها المحتل ووحشية الإبادة، بين اللعب والصورة، سخره الله ليرسم لهم البسمة، عبر عمله مع مبادرات إنسانية، يوزع الطعام والألعاب على الأطفال، وفي كل ابتسامة صورة، تلتقطها عدسة الصحفي فادي الوحيدي.

يركض إليهم في وقت الفرح، يلتقط ضحكاتهم وهتافهم وهم يراقبون صواريخ المقاومة تنطلق في سماء المخيم نحو أرضهم المحتلة، فيشاركهم الصورة.

اليوم تغيرت حياة فادي الوحيدي إلى الأبد حينما سقط أمام أعين الكاميرات برصاصة كواد كابتر أطلقها الاحتلال في شمال قطاع غزة على مجموعة من الصحافيين وهم يقومون بواجبهم، لأن هذا المحتل قتل منذ بداية الإبادة 176 صحافيا ليقطع شجاعة الصحافيين ويرهبهم ليمتنعوا عن نقل الحقيقة، ولكن الصحافي الفلسطيني الذي دفع ثمن الإبادة كغيره من أبناء الشعب، لا يكل ولا يخاف، رغم أنه يدفع الثمن من جديد في كل مواجهة.

فجأة سقط فادي الوحيدي على أرض المخيم، في صورة تشبه صورة الصحافية شيرين أبو عاقلة، على الرصيف المباشر لزملائه في مخيم جباليا، وخاطروا بأنفسهم وجروه إلى أحضانهم، وانطلقوا فيه إلى أقرب مستشفى محاولين إنقاذ الشاب الصغير الذي يخطو بقدميه نحو المجد، من تلك الرصاصة التي اخترقت رقبته.

يقول الزميل محمد قريقع مراسل الجزيرة:" فادي شاب لم يتجاوز الأربعة والعشرين، أمه مريضة بالسرطان، وهو بكرها، بدأ العمل مع عدة قنوات فضائية في التصوير والمونتاج حتى تفرغ للعمل في هذه الحرب مع قناة الجزيرة".

يكمل قريقع:" كانت أمه تريد أن تفرح بزواجه، فهو بكرها، لكن اليوم نستطيع أن نقول أن حياة فادي تغيرت للأبد، ففي التشخيص الأخير للأطباء أجمعوا بأن الرصاصة التي اخترقت العمود الفقري في منطقة الرقبة قد تسببت له بشلل نصفي، ولا نعلم متى ستستقر حالته، هو الآن مستيقظ لكنه لا يشعر بقدميه، وكلنا أمل بأن يمن الله عليه بالشفاء، هو الابن الأكبر ومعيل الأسرة الأول".

يحكي أنس الشريف مراسل الجزيرة عن تلك اللحظة والذي كان مرافقا لفادي الوحيدي في وقت الاستهداف "كنا في منطقة الصفطاوي، منطقة بعيدة نسبيا عن مناطق الاستهداف، وكنا نريد العودة، وإذا بطائرة كواد كابتر تطلق النيران علينا مباشرة، بدأنا بالركض والطائرة تلاحقنا، وتلاحق سيارة البث، وفجأة سقط فادي وتوقعنا استشهاده، ولكننا نتمنى أن يستقر وضعه".

الاستهداف الإسرائيلي لفادي الوحيدي يأتي بعد إصابة مصور شبكة الجزيرة علي العطار قبله بيومين وهو الآن بحالة حرجة، ويحتاج التحويل للعلاج بالخارج وإنقاذ حياته.

أدانت شبكة الجزيرة الإعلامية استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لطاقمها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أدى لإصابة الزميل المصور فادي الوحيدي.

في السياق، وقبل نفس موعد الجريمة استهدفت طائرة حربية إسرائيلية طاقم قناة الأقصى أثناء تغطيته الأحداث في جباليا ما أسفر عن استشهاد مصورها محمد الطناني وإصابة مراسلها تامر لبد.

وباغتيال الطناطي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 176 منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال على أهالي القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

البث المباشر