قائد الطوفان قائد الطوفان

عام على الطوفان

فلسطينيو الشتات ينخرطون في الطوفان بالدم والشهادة

غزة - خاص الرسالة نت

لم ينفصلوا عن واقع المواجهة؛ بل كانوا امتدادًا لها، وسطروا جزءا من معاني المواجهة، إمّا بالعمل الشعبي والسياسي، أو بالعمل العسكري؛ الذي مثّل امتدادًا لرقعة معركة طوفان الأقصى، وأماط اللثام عن الوجه الأكثر رعبا فيها للاحتلال، وفق ما سمي بـ"سيناريو الجبهات المتعددة".
في شهر أبريل من العام المنصرم، وقبل اندلاع طوفان الأقصى بستة أشهر تقريبا، أعلنت للمرة الأولى كتائب الشهيد عز الدين القسام عن توجيه ضربة صاروخية، ثأرًا للاعتداءات التي شنها الاحتلال على المسجد الأقصى في شهر رمضان آنذاك، وكان الرد من لبنان، حيث لم تحتسب (إسرائيل) وجهته.
ثم مع اندلاع الطوفان، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس، مسؤوليتهما الكاملة عن إطلاق المئات من الدفعات الصاروخية، التي مثلت حالة تهديد في الجبهة الشمالية إلى جانب حزب الله والجماعة الإسلامية، وقوى المقاومة في لبنان.
توّجت هذه المواجهة بـ33 شهيدا في عام واحد، كان أبرزهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي ترأس الحركة في موقع الشتات، ونائبه ابن الضفة المحتلة الشيخ صالح العاروري؛ الذي أرغم للإبعاد من موقع سكنه بعد الإفراج عنه.
 الموقف الميداني
تقول قيادة المقاومة إن دور المقاومين في الخارج، تمثل في احتضان إخوانهم في الداخل، والعمل على دعمهم وإرفادهم بمقومات القوة والصمود؛ وهي المهمة التي تغيرت تدريجيا؛ لتصبح في وقت لاحق تحديدا في لبنان، المشاركة في العمل المقاوم؛ دفاعا عن شعبنا الفلسطيني وقضيته.
ثم تعرضت المقاومة لعملية استهداف مركزة، طالت عددا من الشهداء في عمليات اغتيال، استهدفت النيل من قدرتها في التجهيز والإعداد.
ولم تكن المواجهة المرة الأولى التي تظهر فيها كتائب القسام تحديدا، إذ شاركت في القوة الأمنية التي تحمي المخيمات، وشاركت أيضا في تأمين موكب زيارة رئيس المكتب السياسي الشهيد القائد إسماعيل هنية لمخيمات لبنان.
ويقول المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه، إنّ شعبنا الفلسطيني في الشتات، كان شريكا رئيسيا في المواجهة وعضدًا لها، يشارك مضحيا بدمائه وأرواحه وبكل ما يملك، من أجل التأكيد على وحدة القضية ومصيرها.
وأوضح طه لـ"الرسالة نت" أنّ الشعب الفلسطيني يخوض معركة مفصلية واضحة، تستهدف قضيته جميعا، وتستهدف خارطته الجغرافية على امتداد انتشاره واتساعه.
وبين أن قضية اللاجئين هي واحدة من أهم القضايا التي تعرضت للتصفية طيلة السنوات الماضية، وتعرضت لمؤامرة كبيرة على صعيد محاولة شطبها وتصفيتها وإنهاء وجودها.
وذكر أن اللاجئين الفلسطينيين كانوا عقبة كأداء في وجه الاحتلال وداعميه، ولم ينجح الاحتلال في شطب هذه القضية وإنهاء وجودها، رغم تعدد الأساليب التي انتهجها لتصفيتها.
كما أنّ شعبنا الفلسطيني شكلّ حالة إسناد ودعم دائم، على المستوى السياسي والشعبي، ولم يكن منفصلا في العمل الثوري في أي مرحلة من مراحله عن موقع الفعل في المواجهة أولا، أو في الإسناد لجبهة المقاومة في الداخل.
ويشير إلى أنّ الفلسطينيين عملوا أيضا في الساحات الأكثر تعقيدا، من خلال إحياء قضيتهم عبر المظاهرات والفعاليات المستمرة من خلال الجاليات أو الفعاليات الشعبية والأهلية والحزبية في الخارج.
 فلسطينيو الخارج
تعرض فلسطينيو الخارج لتهميش سياسي متعمد، تقصده اتفاق أوسلو بعدما أفرغ القيادة من مضمونها، وقزّم حالة التمثيل السياسي لهم من منظمة التحرير للسلطة؛ التي كان يراد لها اختزال التمثيل السياسي للفلسطينيين بالداخل فقط، وفقا لربحي حلوم السفير الفلسطيني السابق وعضو الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي الخارج.
ويضيف حلوم لـ"الرسالة نت"، أن الشعب الفلسطيني عبر هياكله وأطره وفصائله وقواه وشخصياته الفاعلة تنبه لهذه المخاطر، وبدأ يستعيد قوته وحضوره وفعالية دوره، خاصة بعدما تعرض لمحاولة شطبه.
ويؤكد أن هذه الفعاليات أعادت لشعبنا الفلسطيني حيويته في التفاعل مع القضية الفلسطينية، وتجاوزت محاولات شطب حضوره وفعالية أبنائه، تحديدا في المخيمات؛ التي تمثل الإرث السياسي والمجتمعي للقضية الفلسطينية.

البث المباشر