منذ اليوم التالي الذي أعقب معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023؛ تشكلت جبهة الإسناد من محور قوى المقاومة؛ التي أعلنت وقوفها ونصرتها للشعب الفلسطيني، وتأييدا لمقاومته؛ لتشكل طوقًا يلتف حول عنق الكيان الإسرائيلي برًا وبحرا وجوًا، وتشكل حتى الآن، ميدان استنزاف واستدراج للكيان.
في اليوم التالي للحرب، أصدر حزب الله بيانًا، أكدّ فيه أن قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية، وفي التاسع عشر من أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ ثم انخرطت المقاومة العراقية تباعا.
استراتيجيًا، عبرّت جبهة الإسناد، عن غرفة عمليات مشتركة تضم قوى محور المقاومة، كما استنزفت للمرة الأولى منذ عقود طويلة، الكيان مرة واحدة وفي عمليات قتالية متزامنة، مع إبقاء المهمة الرئيسية للجبهة إسناد القطاع، وعدم توسعة رقعة الزيت في المواجهة.
احتفظت جبهات الإسناد بهذا الموقف؛ لكنه قوبل بعمليات عسكرية عنيفة، أولها تمثل في تشكيل حلف دولي لمواجهة أنصار الله، حمل اسم "الازدهار والأمل"، ليعاود أدراجه سريعا وينسحب من المنطقة، بعد تركيز القوات اليمنية عملياتها القتالية بشكل مكثف نحو البوارج الأمريكية والبريطانية، واستهدفت مصالحها التجارية في البحرين الأحمر والمتوسط.
أمّا في لبنان، بقيت مساحة المواجهة تتسع رقعتها وصولا لمساحة 30 كم، وهي المنطقة التي تقف شمال نهر الليطاني؛ ثم جاء التدهور الكبير الذي طرأ على الجبهة، وصولا لشن العدو حربا مفتوحة جنوب لبنان، أو ما بات يصنفه الإعلام العبري بـ"حرب لبنان الثالثة".
وأكدّت قوى بمحور المقاومة، تمسكها في جبهة الإسناد، حتى تحقق أهدافها الرئيسية في وقف العدوان وحرب الإبادة بحق سكان القطاع.
** اليمن
أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية عبد الله نعيمي، أن الردود الموجعة لقوى محور المقاومة؛ لن تتوقف ما لم يوقف الاحتلال حرب إبادته في غزة.
وقال نعيمي لـ"الرسالة نت" إن المقاومة في لبنان وما تقوم به من دفاع عن النفس، لن يمنعها من الاستمرار في موقفها من جبهة الإسناد، وإفشال الأهداف السياسية للعدوان.
وذكر نعيمي أنّ المقاومة ستواصل عملياتها، محملا الكيان المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه العمليات ومواصلتها، في ظل إصرارها على استمرار حرب الإبادة، ورفض العمل على وقفها، وتوسعة نيران المعركة ورقعة الزيت في المنطقة.
وجدد دعوته لأمريكا بوقف هذه الحرب بوصفها رأس حربة هذا العدوان، وإلّا فهي المسؤولة بشكل مباشر عن تداعيات استمرارها.
** العراق
أكدّ د. كاظم الفرطوسي المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء إحدى كتائب المقاومة العراقية، أنّ المقاومة في كل جبهات الإسناد؛ لن تتوقف عن دورها ما لم تتوقف حرب الإبادة في غزة.
وقال الفرطوسي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، إنّ لمقاومة ستواصل ردها وعملياتها، طالما أن الشعب الفلسطيني يعاني، وعليه فإن هذا الاحتلال هو من يتحمل المسؤولية الكاملة عن جرائمه وعن تداعياتها.
وأضاف :"إذا لم يتم وضع حل لحرب الإبادة، فإن المقاومة في كل الجبهات ستظل تقوم بدورها".
وأكدّ أن المقاومة العراقية تضع كل إمكانياتها بجوار المقاومة في لبنان، وهي جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات المتعلقة بالمواجهة.
** فلسطينيا
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، إن حالة الدعم والإسناد التي تقوم بها المقاومة بلبنان والعراق واليمن، تعزز صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدوان.
وطالب طه في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، كل الأحرار وحركات المقاومة، بدعم وصمود الشعب الفلسطيني، والوقوف لجانبه، ولجانب المقاومة وإسنادها ودعمها بكل الوسائل المتاحة أمام همجية هذا العدوان، وحرب الإبادة بالقطاع.
وثمنّ دور شعوبنا العربية في دول جبهات الإسناد التي ما بخلت يوما في نصرة القضية الفلسطينية، مشددًا على أنه يقع على عاتق شعوبنا العربية جميعا تطوير الحراكات الداعمة للشعب الفلسطيني ولمقاومته الحرة، حتى دحر الاحتلال وإفشال مخططاته كافة بالمنطقة.
كما ودعا المتحدث باسم حماس، أبناء أمتنا العربية والإسلامية؛ للاستمرار في حركة الإسناد، حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة، وفي مقدمتها وقف حرب الإبادة، وتحقيق تطلعاته في إقامة دولته، ومواجهة كل مشاريع التصفية، التي تستهدف قضيته.
وشددّ على أن مشروع المقاومة لا يزال قويا ومقتدرا وصلبا، وأثبت أنه المشروع الأصوب لهذه الأمة في الدفاع عن مقدساتها وانتزاع حقوقها.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عمر مراد، أن جبهات الإسناد تمثل ركنا فاعلا ورئيسيا في المواجهة، وأنّها لم تعد في سياق الفعل الإسنادي فحسب.
وأكدّ مراد لـ"الرسالة نت"، أنّ تمادي الاحتلال في جرائمه وعدوانه، وحرب الإبادة التي يستهدف فيها القطاع؛ ستقود لاتساع رقعة النار بما يتجاوز حدود الأقليم في تداعياتها.
وأضاف مراد: "الوقت اليوم لا يصب لصالح الاحتلال، وهو يدرك أنّه أحاط نفسه بكتلة نار ملتهبة".
وذكر أنّ قوى المقاومة في المنطقة وضعت إمكانياتها لدى المقاومة الفلسطينية، وأكدّت أنها مع ما تختاره ومع ما تراه مناسب لقضيتها.
وشدد على أن الهدف الرئيسي لكل ما يحدث هو الدفع تجاه إنهاء حرب الإبادة التي تستهدف القطاع.
جبهات الإسناد.. من موقع النصرة إلى ميدان الاشتباك والمواجهة
خاص- الرسالة نت