قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال يستهدفها للمرة السابعة

محرقة جديدة تباغت أحلام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى

آثار القصف في مستشفى شهداء الأقصى صباح اليوم .
آثار القصف في مستشفى شهداء الأقصى صباح اليوم .

الرسالة نت – محمد العرابيد

هربًا من صواريخ الاحتلال (الإسرائيلي) التي باتت تلاحق الفلسطينيين في الطرقات وحتى البيوت السكنية والمناطق التي زعم الاحتلال (الإسرائيلي) بأنها ستكون آمنة؛ تمكث مئات العائلات بمستشفى شهداء الأقصى وسط دير البلح منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.
توقعت هذه العائلات أن المستشفى ستكون هي المأوى الآمن الذي سيحتضنهم على الرغم من أن الاحتلال النازي ارتكب عشرات جرائم الإبادة في المستشفيات ومراكز النزوح ومقرات "الأونروا".
لكن تعطش جيش الاحتلال لسفك دماء الفلسطينيين المدنيين والعزل في ظل الصمت الدولي الذي كان شاهدًا على مئات المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين دفع (إسرائيل) لكسر حرمة المستشفيات مجددًا وقصف خيام الفلسطينيين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى للمرة السابعة على التوالي منذ بداية العام الحالي. 
* مشاهد قاسية!
ففي الوقت الذي ينعم أطفال العالم أجمع في النوم وعلى فراشهم داخل منازلهم، باغتت صواريخ الاحتلال بعد منتصف الليل خيام النازحين المدنيين في مستشفى شهداء الأقصى، لتحول الخيام في لمح البصر بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ إلى رماد بعد احتراقها من شدة قوة الصواريخ المحرمة دوليًا. 
عاش النازحون في المستشفى ليلة دامية، فجر اليوم الإثنين، على إثر قصف طائرات الاحتلال في تمام الساعة الواحدة عددا من الخيام داخل مستشفى الأقصى أسفرت عن استشهاد 4 أشخاص حرقًا وإصابة أكثر من 40 شخصًا من حمم الصواريخ. 
ومن بين الشهداء امرأة وطفل تفحم جثمانيهما بالكامل، بينما الإصابات كانت شديدة وصفت بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، ناهيك عن حريق امتد ليلتهم نحو 30 خيمة.
* الناس ولعت!
"الناس في هذا المكان ولعت من قوة صواريخ الاحتلال التي حولت الخيام لرماد في لمح البصر"، بهذه الكلمات يصف الشاب خالد المملوك ذو (27 عامًا) المشهد الدامي الذي وقع في مستشفى شهداء الأقصى. 
ويضيف الشاب المملوك في حديث لـ"الرسالة"، :" في هذا المكان كانت عشرات العائلات نائمة في الخيام منهم الأطفال والنساء وكذلك النازحون والمصابون، لكن سرعان ما التهمتها النيران.
ويوضح أن القصف استهدف المدنيين العزل في باحات المستشفى، قائلًا: "المواطنون لم يكونوا لا في مواقع عسكرية ولا على الحدود بل داخل باحات المستشفى".
وانتشرت النيران في خيام النازحين العزل جراء قصف الاحتلال للخيام المصنوعة من النايلون والأقمشة السريعة الاشتعال، ما تسبب بكارثة كبيرة في صفوف الفلسطينيين داخل المستشفى. 
* لا يوجد مكان آمن
أما الحاجة خديجة جرس التي تبلغ من العمر ( 64 عاما) فتروى التفاصيل التي عايشتها قائلة: "بعد منتصف الليل كنا نائمين كباقي الناس، لكن تفاجأنا بصواريخ الاحتلال التي حولت الخيام إلى رماد".
وتضيف الحاجة خديجة، وهي مصابة في يدها اليمنى بحروق من الدرجة الثانية لـ"الرسالة"، :" بعد سماعنا صوت القصف في الخيمة التي تبعد عنا 3 أمتار، قمنا من النوم سريعًا لكن النيران التي شبت في الخيم باغتتنا سريعا".
وتتابع: "تفاجأنا من سرعة النيران.. بينما كنت أحمل أطفال ابني لإخراجهم من بين النيران وقع على يدي اليمنى قماش الخيمة المشتعلة".
وتكمل حديثها قائلة: "نزحنا من منازلنا في الشمال ثم ذهبنا لمواصي خانيونس ولجأنا إلى مستشفى الأقصى بحثًا عن الأمان، لكن لا يوجد في قطاع غزة مكان آمن، فصواريخ الاحتلال تلاحق الفلسطينيين أيمنا حلوا".
* لا يوجد مأوى
أما المواطن فتحي سحويل الذي يبلغ من العمر (54 عامًا) يقول: "احنا كنازحين مش عارفين وين نروح.. ذهبنا للمناطق الآمنة فلاحقتنا صواريخ وقذائف الاحتلال وحرقت خيامنا في خانيونس".
ويضيف المواطن سحويل وهو مصاب جراء قصف الاحتلال لخيام النازحين بخانيونس في حديث لـ"الرسالة": "تعرضت لإصابة في رأسي قبل 5 شهور، فلجأت للمكوث داخل المستشفى بحثًا عن الأمان.. لكن الصواريخ لاحقتنا وحرقت خيامنا وأغراضنا". 
* المستشفى قصف 7 مرات
وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، :"إن الاحتلال قصف للمرة الـ 7 على التوالي خياما للنازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى، ونفذ محرقة جديدة راح ضحيتها 4 شهداء و40 إصابة بينها خطيرة".
وأوضح الثوابتة في حديث لـ"الرسالة"، أن قصف خيام النازحين داخل باحات مستشفى شهداء الأقصى يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمحرقة التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة.
وأكد أن الصمت الدولي شجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من المجازر البشعة بحق الفلسطينيين المدنيين. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف هذه المحرقة.
وخلال عام من الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رصد المكتب الإعلامي الحكومي قصف الاحتلال 187 مركزاً للإيواء والنزوح، استشهد بداخلها أكثر من 1060 شهيداً.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42 ألفًا و227 شهيدا، بالإضافة لـ 98 ألفًا و464 مصابا بجروح متفاوتة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 الماضي، وفقا لبيان وزارة الصحة أمس الأحد.

البث المباشر