قائمة الموقع

هكذا يمارس الاحتلال إرهابه بحق أطفال شمال غزة

2024-10-23T19:11:00+03:00
الخوف على ملامح الأطفال في غزة
الرسالة نت- خاص

"حينما نزحنا إلى الجنوب قادمين من تل الهوى في الشتاء الماضي، مدفوعين بالخوف، كنا عائلة مكونة من 15 شخصا، رجال ونساء وخمسة أطفال، فتشوا الرجال أمامنا وعروهم من ثيابهم لساعة كاملة، كنا نحن النساء نحاول أن ندير أوجه الأطفال إلى أحضاننا ونحن نبكي، حتى لا يروا ما يُفعل أمامهم بآبائهم، وكانت أجسادهم ترتجف، ولاحظ الجنود ذلك، لكنهم كانوا يسخرون ويضحكون".
"وبعد أن انتهى تفتيش الرجال، طلبوا منا أن نكمل الطريق ونمر، ولكننا قبل أن نسير طلبوا أن نحمل الأطفال عاليا ونوجه وجوههم للدبابة والجنود المسلحين، فوجهوا أسلحتهم نحو الأطفال، وسخروا، بينما تزداد صرخات الأطفال ظنا منهم أنهم سيقتلونهم".
هذه كانت شهادة إحدى الأمهات النازحات عبر مفترق (نيتساريم) الفاصل بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى في كانون الماضي، وكيف تلاعب الجنود  بمشاعر الأطفال ليتركوا بصمة رعب في قلوبهم للأبد.
تقول الأم، ابني عانى من الكوابيس فترة طويلة، واختلفت شهيته نحو الطعام بشكل ملحوظ، وكان يتبول وهو نائم رغم أنه لم يفعلها وهو بعمر أصغر،والآن أصبح ابن سبع سنوات.
بالأمس فعل الجنود ذلك في مخيم جباليا، حيث يقول أحد شهود العيان: "جمعوا الأطفال ووضعوهم في حفرة كبيرة، وبدأوا بالدوران بالدبابات حول الحفرة، أثاروا الغبار مع أصوات الرصاص، والأطفال يصرخون رعبا، وهم يعتقدون أن الدبابات ستدوسهم بأية لحظة، والأمهات على جانب الحفرة مكومات يبكين بذعر".
ولم تتوقف القصة هنا، "بل إن الجنود بدأوا يحملون الأطفال ويلقونهم إلى الأمهات بشكل عشوائي، ومن تتلقف طفلا يجب عليها أن تسير وتكمل طريقها حتى لو لم يكن طفلها، أخذت الأمهات أطفالا غير أطفالهن، وأجبرن على ترك أطفالهن مع أمهات أخريات وسط الدموع والبقاء والإجبار على ذلك التصرف اللانساني".
سادية الجنود فاقت كل التصورات، وأعمالهم الانتقامية من المدنيين وخاصة الأطفال لم تخطر على قلب بشر.
والمفارقة التي تثير السخرية أن الاحتلال نشر بالأمس مشاهد انتشرت عبر شبكات التواصل، لجنود يوزعون الحلوى على الأطفال النازحين، ليظهروا للعالم-إذا تبقى لهم فرصة للظهور ببعض الإنسانية- صورة الجندي القاتل وهو يعطي الطفل قطعة حلوى وهو في الحقيقة قد اعتقل والده وهجره من بيته، وقتل أقاربه وأحبته.
وليست قصة "الحفرة" ممارسة فعلها المحتل للمرة الأولى في جباليا، بل فعل ذلك أيضا منذ بداية الحرب مع عائلات كثيرة في غزة، حيث أخرج النساء والأطفال ووضعهم في حفرة وسار حولهم بالمجنزرات لزرع الرعب في قلوبهم.

وفي التاسع من أكتوبر الجاري أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية، تقريراً يحذر من أن جيلاً بأكمله من الأطفال في غزة يواجه خطر "النسيان"، مع الآثار التراكمية للعنف والنزوح المتكرر وفقدان عام دراسي كامل، متوقعاً أن أثار الحرب ستلاحق هؤلاء مدى الحياة.
وقالت المنظمة الإغاثية، ومقرها الولايات المتحدة، إن "الوقت قد حان من أجل تقديم الإغاثة وزيادة المساعدات الإنسانية لحماية الأطفال وضمان تعافيهم".
وجاء تقرير المنظمة بمناسبة مرور عام كامل على اندلاع الحرب على غزة، حيث قتل جيش الاحتلال في غزة 41 ألف إنسان، خلال عام، بينهم نحو 17 ألف طفل، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.
وتركت الحرب جميع سكان قطاع غزة في محنة، إذ انعدمت ضروريات الحياة مثل الغذاء الكافي والمياه والمأوى والرعاية الصحية والتعليم، علما بأن نصف المتضررين كانوا من الأطفال، بحسب المنظمة.
وحسب تقرير المنظمة كان الأطفال من الفئات الضعيفة الأكثر تضرراً، خصوصاً أولئك الذين باتوا يفتقدون ذويهم أو يعيشون بعيداً عنهم، وقالت المنظمة إن التقديرات تشير إلى وجود نحو 17 ألف طفل غير مصحوب بذويه، لكن المنظمة تقول "بناءً على الخبرة السابقة في أزمات أخرى، فإن العدد قد يكون أعلى من ذلك بثلاثة أضعاف".

ووجدت المنظمة أن خطر تفكك الأسر في غزة وفقدان الأطفال لذويهم يزداد بشكل كبير مع تكرر أوامر التهجير القسري الإسرائيلية، حيث وُجد أطفال يعيشون بمفردهم في المستشفيات.

وقبل الحرب الحالية، كان هناك نصف مليون طفل بحاجة إلى دعم نفسي، لكن الأحداث المؤلمة التي خلفتها الحرب والنزوح حالت دون ذلك.
كما يذكر التقرير كيف يواجه قطاع غزة أزمة غذاء، إذ يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مستويات حادة من انعدام الماء والغذاء، وذكرت المنظمة أنها شهدت معدلات متزايدة من سوء التغذية الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ويقول التقرير: "حتى لو نجا الطفل من سوء التغذية، فإنه سيواجه آثارا طويلة المدى، وسيحتاج دعماً مدى الحياة، كما سيؤثر سوء التغذية على نموه البدني والعقلي".

اخبار ذات صلة