في الأماكن التي يقول الاحتلال إنها أكثر أمنا على النازحين من بيوتهم شمالا، إلى خان يونس، دفعة أخرى من القتل، نالت من منزل عائلة الفرا، حينما هجمت طائرات الاحتلال بصواريخها فدفنت البيت على أصحابه، وخنق الأطفال وهم أحياء تحت الركام.
كانت تسمع صرخاتهم من بعيد، في المنطقة التي تحولت إلى مكان مرعب ممنوع على طواقم الإسعاف التوجه أو الاقتراب، وكأن الاحتلال يقول للعالم: "تفرج من بعيد، على طرق القتل وأنت صامت، وإياك أن تتكلم" وهكذا التزم الجباء بتعاليم المحتل، وكأننا ما كنا يوما ننطق بنفس لغة القرآن.
قبل عام بالضبط، يمكننا أن نتذكر مجزرة لعائلة الفرا، راح ضحيتها 37 شهيدا، وها هو الاحتلال يكرر عدوانه على نفس العائلة، فيرتقي 28 شهيدا جلهم من الأطفال النائمين في المكان الذي كذب الاحتلال فقال إنه آمن
مجزرة بحق المواطنيين الأبرياء في حي المنارة وقيزان النجار جنوبي شرقي خان يونس، حيث توغل الجيش بشكل مفاجئ في المنطقة، مخلّفًا حتى اللحظة 27 شهيدًا ودمارًا كبيرًا، ولا زال البحث جارٍ عن مفقودين
المجزرة طالت الأطفال حيث ارتقى 11 طفلاً من عائلة الفرا، في مشهد إنساني تشقعر له الأبدان، وعُرف من المنازل المستهدفة، منزلين لعائلة صبح ومنزلين لعائلة الفرا، ومنزل لعائلة عابدين.
وقبل شهر فقط، مارس الاحتلال نفس آلية القتل، هدم منزلا لأسرة من عائلة الفرا فوق النائمين فيه، 10 من النساء والأطفال دفنوا تحت الأنقاض مرة واحدة.
مسجد الفاروق ممدد قتيل على قارعة الطريق في قيزان النجار، معلم آخر يقلب مواجع المدينة، ويكون شاهدا على جريمة المحتل التي تعيث بالأرواح والأحجار منذ أكثر من عام في قطاع غزة.
حفرة كبيرة، لا تتسع لكل الوجع، تركها القصف وراءه وفيها دفن أطفال عائلة الفرا وشهداؤهم، من مات بالقصف تطايرت أشلاؤه بينما قتل الأطفال خنقا تحت رمال الحفرة العميقة، حينما سحب الضرب العميق أجسادهم الصغيرة إلى عمق الأرض، وهم نيام، فدفنتهم الرمال، ماتوا مختنقين.
11 طفلا من 28 شهيدا تمددوا في باحات مستشفى ناصر، لا جريمة ارتكبوها سوى أنهم أطفال من قطاع غزة، كانوا نيام، بينما تشير الطفلة المتبقية للحفرة من بعيد ووتقول: "كان هنا بيت، وكنا نائمين فيه، كنا 35 شخصا في المنزل، معظمهم شهداء".
يقول عم الأطفال زهير الفرا: "كنت في عملي، حينما هاتفني أحد الأقارب، وقالي لي إن الاحتلال قصف المنزل، فركضت إلى البيت مسرعا".
يضيف " 51 طفلا، أبناء أخوتي وأخواتي وأبناء أعمامي، صغار بعضهم احتفل بعيد ميلاده العامين قبل يومين"، يشير إلى أن زوجته وأولاده قد استشهدوا، ثم ينظر حوله إلى الأكفان الصغيرة ويضيف: هذه مجزرة أطفال'".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال منزلا لعائلة الفرا، بل اليوم تحديدا هو ذكرى المجزرة الأولى للعائلة في قصف مشابه لشرق خان يونس، واليوم يعيد الاحتلال كرة الموت للعائلة التي تعتبر هذه هي المجزرة الرابعة التي يرتكبها الاحتلال بحقها.
مجزرة عائلة الفرا.. الاحتلال دفن الأطفال وأحلامهم تحت الركام
الرسالة نت- خاص