قائد الطوفان قائد الطوفان

محطة مفصلية في الحرب الدينية.. قرابة 10 آلاف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال موسم الأعياد

مستوطنون يقتحمون الأقصى.
مستوطنون يقتحمون الأقصى.

الرسالة نت

شهد موسم الأعياد اليهودية هذا العام تزايدًا في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك وتصاعدًا ملحوظًا في الانتهاكات والاعتداءات على حرمة المقدسات والمرابطين والمرابطات، ضمن حملة إسرائيلية ممنهجة للانقضاض على الأقصى.

وقدرت مصادر مقدسية عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بـ 10 آلاف مستوطن خلال موسم الأعياد اليهودية الأطول الذي بدأ بـ "رأس السنة العبرية" بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2023، وانتهى بعيد "فرحة التوراة" قبل يومين.

وأوضحت المصادر لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ المسجد الأقصى يتعرض لعدوان يومي من الجماعات الاستيطانية المتطرفة وبدعم كامل من حكومة الاحتلال، لكنّ كان العدوان الأشد في أعياد "رأس السنة العبرية (1050 مستوطنًا)، والغفران (334 مستوطنًا)، والعرش (قرابة 6 آلاف مستوطن)"، حيث سجلت أرقامًا قياسية في أعداد المقتحمين مقارنة بالسنوات الماضية.

وتمثل أبرز الانتهاكات خلال موسم الأعياد برفع العلم الإسرائيلي، وارتداء الملابس التي حملت صورًا للعلم أو للهيكل المزعوم، والرقص والغناء وأدوا السجود الملحمي وبركات الكهنة والنفخ بالبوق، وتقديم القرابين النباتية، وسط مشاركة واسعة من الحاخامات والمسؤولين في جماعات الهيكل ووزراء في حكومة الاحتلال.

وقال رئيس الهيئة المقدسية للدفاع عن المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية حسن خاطر، إنّ مدينة القدس شهدت خلال موسم الأعياد إجراءات عسكرية وتشديدات أمنية غير مسبوقة، لتأمين الاقتحامات وإعطاء الحرية الكاملة للمستوطنين لاستباحة حرمة المسجد وممارسة طقوسهم الاستفزازية داخله.

وأضاف خاطر أنّ الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ولبنان، عكست ذروة التصعيد لدى حكومة الاحتلال في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنّ مستوى تطرف الجماعات الاستيطانية وصل للذروة هذا العام من حيث أعداد المقتحمين وسلوكهم العدواني والاستفزازات والهتافات العنصرية.

وبيّن في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الجماعات الاستيطانية حاولت رسم صورة في موسم الأعياد ترقى لحجم الإجرام في غزة والضفة الغربية ولبنان، فهذا الموسم يتناغم تمامًا مع الأحداث المشحونة بأعلى مستوى من العدوانية والاستفزاز.

في المقابل استهدفت قوات الاحتلال على مدار شهرٍ كامل النشطاء والشخصيات المقدسية إلى جانب فرض تشديدات أمنية على تحركات المواطنين في عموم المدينة المقدسة، وفي المسجد الأقصى والطرق المؤدية إليه؛ لضمان سير الاقتحامات والأهداف الاستيطانية المرجوة منها، وفق خاطر.

من جانبه رأى المختص بالشأن المقدسي فخري أبو دياب، أنّ الطقوس التي مارسها المستوطنون في باحات المسجد خلال موسم الأعياد اليهودية دون فعل إسلامي وعربي يواكب التهديد الوجودي مثلت حافزًا أكبر للجماعات الاستيطانية لتمارس المزيد من التطرف والاعتداءات التي تنتهك حرمة المقدسات.

ونبّه أبو دياب في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ ما جرى في هذا الموسم بمثابة جس نبض لردود فعل الشارع الفلسطيني والعربي؛ للإقدام على خطوات حاسمة أكثر في مشروع تهويد المسجد في المرحلة القادمة.

وأضاف أنّ يجري هو ليس مجرد زيادة في الأعداد المقتحمين فقط بل هناك تصاعد واضح في أداء الطقوس الدينية وبشكلٍ علني بحماية مشددة من شرطة الاحتلال ودعمها، مؤكدًا أنّ موسم الأعياد تمثل عادةً محطة مفصلية في الحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على الأقصى.

وأوضح أبو دياب أنّ هذه الإجراءات في مجملها تؤسس لمرحلة أكبر على صعيد حسم الاحتلال لمشروع تهويد المسجد الأقصى في ظل وجود مخططات استيطانية جاهزة؛ لكنها تنتظر الفرصة المناسبة للتنفيذ وحسم واقع المسجد لصالحهم.

وكالة سند 

البث المباشر