هويدي: مواقف المقاومة السياسية نديّة وصلبة وحاسمة
صباحي: مطالب المقاومة إنسانية وعادلة وموقف صحيح
نافعة: المطالب تعبر عن الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين
أكدت شخصيات سياسية مصرية، عدالة المطالب التي تنادي بها حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، معربةً عن رفضها أي مقترحات وسيطة تمثل انتقاصًا منها.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، تأكيدًا منها على حق حماس والمقاومة الفلسطينية في مطالبها الإنسانية العادلة من وقف شامل للحرب، وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، وصولا لإعماره وإدخال المساعدات كافة؛ ثم الوصول لصفقة أسرى مشرفة للشعب الفلسطيني.
موقف جامع
وقال السياسي المصري الشهير حمدين صباحي، إنّ مطالب المقاومة في وقف إطلاق النار؛ تمثل الإصرار الصحيح؛ وهذا ما نؤكده مرارا وتكرارا؛ وهو يمثل الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية والعربية في وقف نزيف الدم وحرب الإبادة.
وأوضح صباحي لـ"الرسالة نت"، أن المفاوض الفلسطيني يدير معركة قتالية شرسة، وثبت أنه مقاتل بالدم كما كان الحال مع القائدين إسماعيل هنية ويحيى السنوار، اللذين مثلا الهرم السياسي لحركة حماس وكانا يديران العملية التفاوضية من نقاط التخوم في المواجهة، ودفعا دماءهما لذلك.
وجددّ تأكيده على ان "ما توافق عليه حماس، نوافق عليه، وما ترفضه نرفضه".
وأكدّ صباحي أن "الموقف الأمريكي منحاز بالتمام لـ(إسرائيل)، والمطلوب إرغام الأخيرة؛ وليس رمي الكرة في ملعب المقاومة".
وجدد دعوته لمسار سياسي عربي يتجاوز فكرة التوسط؛ نحو فكرة الضغط على دولة الاحتلال لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني؛ وإنهاء الجرائم المرتبكة بحق شعبنا هناك.
واعتبر إصرار المقاومة على موقف شعبها، إصرارا طبيعيا وموقفا غير مستغرب؛ لأنها لا يمكن أن تصطف في الجانب الآخر من تضحيات شعبها التي يقدمها على مدار عام ويزيد.
الحد الأدنى من الحقوق
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، د. حسن نافعة لـ"الرسالة نت"، إن ما تطالب به المقاومة هو يلبي الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، والذي يجب أن يبدأ بجوهره من وقف شامل للنار وحرب الإبادة.
وأكدّ نافعة لـ"الرسالة نت"، أن الدول العربية الوسيطة يجب أن تتقدم في موقفها خطوة؛ لتحمل المطلب الرئيسي المنادي بوقف المذابح والمجازر وحرب الإبادة؛ ثم بعد ذلك النقاش على أي ملف آخر.
وأوضح نافعة أن المقاومة الفلسطينية لا تستطيع أن تقدم الورقة الوحيدة التي تحملها؛ ثم توافق على استمرار الحرب ضد شعبها؛ "هذا ليس عملا سياسيا ولا تفاوضيا؛ وإنما تقدم سكينّا لتذبح به، وهذا لا يمكن أن يتحقق".
وأعرب عن قناعته، بأن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنه فرض ما فشل في تحقيقه عسكريا، عبر المفاوضات السياسية، معتقدا أن ما يتحدث به الاحتلال من أفكار تطرح على الوسطاء، دليل على عدم جديته ورغبته في الوصول لوقف شامل للنار؛ ومحاولة بائسة للمناورة بالسياسة بعدما فشل في المناورة بالنار.
وذكر أن المجتمع الدولي يريد تحقيق مصلحة واحدة فقط؛ وهي نزع أي ورقة سياسية من المقاومة، ورسم صورة هزيمة لوجودها في اليوم التالي للحرب.
موقف تفاوضي صلب
من جهته، وصف المفكر المصري والكاتب العربي د. فهمي هويدي، موقف المقاومة التفاوضي بـ"النديّ والصلب"، خاصة بعدما اعتقد الاحتلال من اغتياله للقائد يحيى السنوار؛ يمكنه مواصلة الضغط السياسي على القيادة السياسية للحركة.
وقال هويدي لـ(الرسالة نت)، إن إدارة المقاومة للعملية التفاوضية لم تكن أقل عنفوانًا من إدارتها لعملية المواجهة في الميدان، خاصة وأنها لم تفاوض الطرف الإسرائيلي حصرًا؛ وقد واجهت ضغوطا كبيرة وغير مسبوقة على صعيد دفعها للتنازل عن مواقفها.
وأكدّ هويدي أنّ ذلك كله لم ينجح في تخفيض سقف المطالب، وأبقت العناوين الرئيسية على الطاولة طيلة مراحل التفاوض منذ بدايتها وحتى اللحظة، وعملت على إدارتها وفق ما تحقق أهداف ومطالب شعبها الإنسانية.
وذكر هويدي أن حماس أدت أداء مبهرا على المستوى السياسي والعسكري، وهذا يتطلب منها الحذر واليقظة تجاه إدارة التفاوض في المرحلة القادمة؛ لإمكانية تفلت الاحتلال من التزاماته، "كما ندرك أن حماس وصلت من الرشد والذكاء مراكمة مجموعة نقاط قوى تلزم الاحتلال بتطبيق الاتفاق".
ورأى أن (إسرائيل) ليس لديها خيار ولا مفر سوى عقد صفقة مع المقاومة وإنهاء الحرب؛ لأن استمراريتها يعني المزيد من خسائرها الاستراتيجية تحديدا بعد التحولات المهمة في الشرق الأوسط، والخسائر التي تلحق بها في الحرب اللبنانية.