وجه ملائكي، صغيرة لا تتجاوز الأربع سنوات، ولدت بعيب خلقي، عين واحدة، وفي العين الثانية فراغ، تغلبت عليه العائلة بكثير من الجلسات الطبية، خارج قطاع غزة.
استطاعت العائلة أن تركب عينًا صناعية لطفلتهم سوار رمضان، فأصبح وجهها بهيًا مشرقًا، لا تختلف عن أقرانها، ولكن قصتها قُلبت، وعادت إلى نقطة الصفر منذ بداية الحرب المسعورة على قطاع غزة.
نزحت العائلة من مدينة غزة إلى محافظات جنوب قطاع غزة، وفي طريق النزوح، سقطت العين الصناعية لسوار في مكان ما، فقدتها العائلة، وليس ذلك شيئًا هينًا على الطفلة لأن مضاعفات فقدان عين صناعية، كفقدان عين طبيعية.
إلى خيمة نزحت العائلة، ككثير من العائلات، ولكن وضع سوار تحوّل، تقول أمها: "الخيمة غير مؤهلة لمريض أو طفل، الكثير من الحشرات تسير ليلًا، تدخل في عين سوار، التي عادت إلى تجويف صغير في وجهها، مفتوح ومعرض للتلوث والحساسية وقرص الحشرات!"
وتتابع "كنا نستخدم أدوية ومنظفات ومعقمات وقطرات لعينها، لكن الآن معظم العلاجات غير موجودة، ولا نستطيع توفيرها."
ناشدت الأم العالم، ككثير من الأمهات اللواتي يقتلهن مرآى الأطفال في هذا الوجع، وهذه البيئة غير المؤهلة للحياة: "انكمش وجه سوار، ضمرت فتحة العين، وأثرت على عضلات الجهة اليسرى للوجه، وهذا سيفاقم الوضع صعوبة، نحتاج إلى سفر ضروري لتركيب عين صناعية للطفلة، لا يوجد أطباء، ولا حياة، ولا علاج، عينها تغلق تدريجيًا."
كانت سوار تخرج إلى مستشفى سان جون في القدس لتغيير العين، وتتلقى علاجًا ومراقبة وفحصًا حتى تستقر حالتها، تحتاج الآن إلى توسيع حدقة العين لتركيب عين صناعية أخرى والجميع يقول: "لما تخلص الحرب، ولا ندري متى؟!" يضيف والدها.
ليست سوار وحدها التي تعاني من فقدان حقها في العلاج، تعيش في بيئة ليست مؤهلة لحياة طفل عادي، فماذا لو كان الطفل مريضًا، في ظل غياب الراحة والدواء وأدوات النظافة والتعقيم، والتي تعتبر أساسية للحفاظ على ما تبقى من وجه الطفلة.
وحسب منظمة اليونسيف تؤدي الحرب على غزة إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق.
وتفيد التقارير بمقتل ما لا يقل عن 14 ألف طفل، وفقًا لأحدث تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، وإصابة آلاف آخرين.
ويُقدّر أن 1.9 مليون شخص، حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة، هُجّروا داخليًا، وأكثر من نصفهم أطفال، ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء.
وقد نزح العديد من الأطفال عدة مرات، وفقدوا منازلهم وأولياء أمورهم وأحبائهم.